Wednesday, November 14, 2012
الصلة بين الزيدية والمعتزلة في الأصول الخمسة
الصلة بين الزيدية والمعتزلة في الأصول الخمسة
الدكتور/
كمال الدين نور الدين مرجوني
رئيس قسم الدعوة والإدارة الإسلامية - جامعة العلوم الإسلامية الماليزية
حديثنا في هذه المقالة عن الصلة بين فرقتي الزيدية والمعتزلة، إذ أن هناك إرتباط راسخ إن لم نقل شبه اتفاق كامل بين الزيدية والمعتزلة في المسائل
الاعتقادية وقضاياها، وقد أرجع الشهرستاني -المؤرخ الكلامي الأشعري- هذا الارتباط
إلى ما زعمه من تلمذة زيد بن علي على يد واصل بن عطاء وأخذه الاعتزال منه، وعلى
الرغم من ذلك لا
يسلم ابن الوزير اليمني هذه التلمذة، وفند مارواه الشهرستاني من أن زيدا تتلمذ على
واصل بن عطاء، وذلك في قوله: "وأما ما نقله محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر،
المعروف بالشهرستاني في كتابه" الملل والنحل" من كون زيد بن علي u
قلد واصل بن عطاء ، وأخذ عنه مذهب الاعتزال تقليدا، وكانت بينه وبين أخيه الباقر
عليهما السلام مناظرات في ذلك، فهذا من الأباطيل بغير شـك، ولعله من أكاذيب الروافض"([1]).
ومن الحق القول بوقوع التلمذة أى تتلمذ زيد على
واصل بن عطاء، ولكن هذه التلمذة لا تؤدي بالضرورة إلى اعتنـاق الإمام زيد مذهب
الاعتزال، ويمكن القول على الأقل بأن للإمام زيد نزعة اعتزالية لموافقته لبعض آراء
المعتزلة كقوله بالعدل والتوحيد، يقول الشيخ أبو زهرة: "إن رأى زيد في الصفات
كان هو رأى واصل"([2]).
وعلى أية حال، فليس أمامنا أدلة تثبت على أنه معتزلي المذهب، بل على العكس فإنه من
أهل السنة، اقتربت الزيدية من أهل السنة، لذهاب بعض فرقها –كالصالحية والبترية–
إلى أن الإمامة تنعقد بالعقد والاختيار، وقالوا بصحة إمامة أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما، لأن عليا سلم ذلك لهما، وسكت عن حقه بمنزلة رجل كان له حق فتركه([3]).
ولذلك نجد الزيدية أقرب فرق الشيعة وأعدلها إلى أهل السنة والجماعة ، لا سيما في
بداية ظهورها، وعصر نشأتها، فإنها على ما كان عليه السلف الصالح من العمل بأحكام
كتاب الله وسنة رسوله e، وفي ذلك يرى الدكتور إبراهيم مدكور في
حديثه عن موقف الزيدية من الألوهيـة بأنههم في الحقيقة كانوا في البداية أقرب إلى
السلف ، غير أن فكرة الألوهية عند زيدية اليمن المتأخرين معتزلة خالصة([4]).
وقد نص الإمام ابن تيمية وبين أن زيدا كان من
أهل السنة، يقول: "فليست ذرية فاطمة كلهم محرّمين على النار، بل منهم البرّ
والفاجر والرافضـة تشهد على كثير منهم، وهم أهل السنة منهم المتولون لأبي بكر وعمر
كزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وأمثاله من ذرية فاطمة رضي الله عنها
"([5]). وبين محمود شكري الآلوسي أن أئمة أهل
البيت -منهم الإمام زيد- كانوا على عقيدة أهل السنة، فيقول: " إن أهل السنة
هم أتباع بيت الرسول ، وهم السالكون طريقتهم والمجيبون دعوتهم ، والأئمة الأطهار
كانوا على ما عليه أهل السنة الأخيار، كيف لا، وأبو حنيفة ومالك وغيرهما من
العلماء الأعلام قد أخذوا العلم عن أولئك الأئمة العظام"([6]).
ومن ناحية تاريخية أشارت المصادر التاريخية وكتب الفرق إلى أن نشأة الزيدية
ظهرت مع قيام الإمام زيد بن علي u على ثورته ضد الأمويين، وبايعه
على الإمامة خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة الذين سبق لهم أن خذلوا جدّه الحسين
بن علي، وتخلوا عنه في معركة كربلاء التي استشهد فيها في سنة 61هـ، إلا أن زيدا
أصرّ على استمرار القتال حتى نهاية المطاف ، وخرج بجيشه من الكوفيين إلى والي
العراق يوسف بن عمر الثقفي([7]) عامل هشام بن عبد الملك بن مروان -تولى
الخلافة من 105 إلى 125هـ-، والتقي الجمعان([8]).
فقال أهل الكوفة للإمام زيد: "إننا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في
أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدّك علي بن أبي طالب"، فقال زيد: "إني لا
أقول فيهما إلا خيرا، وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيرا، وإنما خرجت على بني أمية
الذين قتلوا جدّي الحسين، وأغاروا على المدينة يوم الحرة -حيث وقعت معركة على باب
طيبة في المدينة، واستحل فيها جيش يزيد بن معاوية المتوفى سنة 63هـ المحرمات-، وقتل فيها كثير من الصحابة، ثم رموا
بيت الله بحجر المنجنيق والنار"، ففارقه الكوفيون عند ذلك فقال لهم:
"رفضتموني رفضتموني"، ومن يومئذ سموا رافضة"([9]).
فمن هنا، جاء استخدام لفظ (الرافضة) لأول مرة للدلالة على قوم رفضوا ثورة
الإمام زيد ودعوته للخروج على والي العراق في عصره وهو يوسف بن عمر الثقفي. ويؤكد
ذلك نشوان الحميري (تـ573هـ)([10])
بقوله: "وسميت الرافضة من الشيعة رافضة، لرفضهم زيد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب ، وتركهم الخروج معه، حين سألوه البراءة من أبي بكر وعمر، فلم
يجبهم إلى ذلك([11]).
ولعل هذا الذي جعل الجاحـظ من المعتزلة يقسم الشيعة إلى فرقتين، إذ يقول:
"اعلم رحمك الله أن الشيعة رجلان: زيدي ورافضي، وبقيتهم بدد لا نظام
لهم"([12]). ويبدو أنه كان يقصد بالرافضة هنا فرقتين من
الشيعة: الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية.
فعلى هذا الأساس، أخطأ من ذهب إلى إطلاق لفظ (الرافضة) على جميع فرق الشيعة
من غير استثناء ، فقالوا بأن كل من عرف بتشيعه فهو رافضي ، كما ذهب إليه عبد
القاهر البغدادي، حيث يقول: "وأما الروافض، فإن السبئبية منهم أظهروا بدعتهم
في زمان عليّ t، فقال بعضهم لعليّ: أنت الأمة
فأحرق عليّ قوما منهم ونفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن، وهذه الفرقة ليست من فرق
أمة الإسلام لتسميتهم عليّا إلها، ثم افترقت الرافضة بعد زمان عليّ t أربعة أصناف:
زيدية، وإمامية، وكيسانية، وغلاة" ([13]).
وتابعه في ذلك أبو المظفر الإسفرايني، حيث قال: "إن الروافض يجمعهم ثلاث فرق:
الزيدية، والإمامية، والكيسانية" ([14]).
وقد أشار إلى هذا الخطأ الإمام أحمد بن موسى الطبري (ت340هـ)([15])، فقال: "وأما قول الحشوية للشيعة: إنهم
روافض، فهم غير مصيبين في هذا القول، إنما الروافض هم الإمامية، رفضوا زيد بن علي u بعد البيعة له ... والإمامية
فِرَقٌ كثيرةٌ، منهم: القرامطة"([16]). ويقول في موضع آخر:
"الإمامية بين
الموسوي والإسماعيلي"([17]). وقد أكد الإمام
صالح المقبلي (تـ1108هـ)([18])
على
أن الزيدية ليست من الرافضة ولا من غلاة الشيعة، فقال: " إن الزيدية ليسوا من
الرافضة، بل ولا من غلاة الشيعة في عرف المتأخرين، ولا في عرف السلف، فإنهم الآن
مستقر مذهبهم الترضي على عثمان، وطلحة، والزبير وعائشة y
فضلا عن الشيخين"([19]).
ومن جانب آخر، فقد ذهب بعض الباحثين إلى
أن الزيدية ليست فرقة من فرق الشيعة، وإنما هي تيار من تيارات الفكر المعتزلي، وممن
ذهب إلى هذا القول محمد عمارة في كتابه (تيارات الفكر الإسلامي)، حيث رأى أن
الزيدية لم يكونوا فرقة مستقلة عن المعتزلة"([20]). وتابعه عبد العزيز
المقالح في كتابه (قراءة في فكر الزيدية والمعتزلة) فقال: "الزيدية تيار من
تيارات الفكر المعتزلي، ولم يكن صحيحا ما ذهب إليه عدد من الدارسين القدماء
والمحدثين أنها فرقة من فرق الشيعة "([21]). وذهب أيضا إلى هذا
الشيخ علي عصفور، حيث استبعد أن تكون الزيدية ضمن فرق الشيعة ، لعدم اعترافهم
بالعصمة، فقال: " من نسب هذه الفرقة إلى التشيع، فقد ابتعد أيما بعد عن
الواقع، فإنهم خصوا الإمامة في أولاد فاطمة"([22]). ورأوا بأنه إذا
كانت فكرة ربط الزيدية بالتشيع آتية من أن المؤسس الأول للزيدية علوي، فإن فكرة
الاعتزال قد خرجت من هذا البيت، وليس في ذلك ما يثير الدهشة أو القلق ، وذلك أن
واصل بن عطاء تعلَّم على يد أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية. وأن الزيدية
تبقى أبعد فرق الشيعة من التشيع والإسراف والغلو في التقدير ... وإذا كانت خلافة
علي u
هي المرتكز الذي يحدد أبعاد التطرف والمغالاة في الإنكار والإقرار، فقد وقفت
الزيديـة من ذلك كله موقفا وسطا، ولم تقبل بكفر الصحابة الذين خالفوا عليا أو
قدموا عليه الثلاثة.
ويبدو أن هذا الرأى يحتاج إلى نظر، ذلك
لأن روح التشيع واضح عند الزيدية في قضية الإمامة من اشتراطها على أن يكون الإمام
من نسل فاطمة سواء من أولاد الحسن أو الحسين. ولامانع أن تكون الزيدية من إحدى فرق
الشيعة رغم اعتدالها وبعدها من الغلو والتطرف ، لأن هذه الأشياء -الاعتدال و
الغلو- من طبيعة أية فرقة من الفرق. وخاصة أن للزيدية فرقة غالية الموسومة بـ
(الجارودية)، وسيظهر هذا جليا في آرائها التي سنسوقها في ثنايا هذا البحث.
ومما يؤيد ذلك قول الإمام صالح المقبلي
(تـ1108هـ): "وعوامهم –أى الزيدية– يكادون يلحقون الإمام بالنبي ... وما مذهب
إلا وفيه بدعة واضحة ، بل بدع، سيما من اعتمد الرأى، وكلّهم –أعني أهل المذاهب– قد
فعل ذلك، ولو في بعض المواضع"([23]). وقد قرر علماء الإمامية بأن الزيدية
إحدى أكبر فرق الشيعة، فقال الشيخ المفيد (تـ413هـ)([24]): "إن الشيعة
رجلان: إمامي و زيدي"([25]). وقال الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء
في حديثه عن مميزات الإمامية الإثنى عشرية عن غيرها من الشيعة: "إن أهم ما
امتازت به الشيعة عن سائر فرق المسلمين هو القول بإمامة الأئمة الإثنى عشر، وبه
سميت هذه الطائفة إمامية، إذ ليس كل الشيعة تقول بذلك، كيف واسم الشيعة يجري على
الزيدية والإسماعيلية والواقفية والفطحية وغيرهم"([26]). وإضافة إلى ذلك أشار نشوان الحميري
(تـ573هـ) إلى انقسام الشيعة إلى ست فرق: سبئية، وسحابية، وغرابية، وكاملية،
وزيدية، وإمامية([27]).
والغريب
في الأمر أن الملطي ذهب إلى أن المعتزلة ضمن فرق الزيدية([28]).
هكذا كان انتساب الزيدية إلى الإمام زيد بن عليّ زين العابدين، وتعد فرقة
من أكبر فرق الشيعة الثلاث.
يبدو أن هناك فارق أساسي بين نشأة
الاعتزال كفرقة كلامية مستقلة وبين ظهور مسائلها و أصولها كمسائل كلامية، فأصول
الاعتزال هي مثار بحث منذ بواكير الفكر الاسلامي جلها مما خاضت فيه كل المذاهب
التي تقدمت نشأة المعتزلة فالقول بالقدر قالت به القدرية والقول بنفي الصفات وخلق
القرآن و إنكار رؤية الخالق بالعين قال بها الجهم([29]).
وُتعدُّ المعتزلة من أهم المذاهب
العقائدية في الإسلام، لقد ظهرت هذه الفرقة لكسر الجمود الناتج من العكوف على
النصوص من المجسِّمة والمشبِّهة وغيرها.
وذهب جمهور المؤرِّخون إلى أن حركة الاعتزال نشأت بمفهومها العلمي الدقيق
اعتبارا من بداية القرن الثاني الهجري كما أشار إلى ذلك المقريزي ، فقرر أن
المعتزلة ظهروا بعد المائة الأولى من الهجرة في زمن الحسن البصري([30])، وأما بالنسبة إلى
المكان الذي انطلقت منه حركة الاعتزال فهو البصرة بالعراق. وقويت شوكة المعتزلة في القرن الثالث بتقربهم
لخلفاء بني العباس، خصوصاً عندما تبنى فكر الاعتزال القاضي " أحمد بن فرج بن
حريز الإيادي" الشهير في تاريخنا باسم أحمد بن أبي دؤاد([31])، فهذا الرجل هو أحد أهم صناع الدولة
(السياسية) للمعتزلة، وهي دولة الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، تعاظم شأن ابن
أبي دؤاد في خلافة المأمون والمعتصم من بعده، وإن كان المعتصم ليس على نفس درجة
الثقافة.
وقد نشر ابن أبي دؤاد الفكرة الاعتزالية القائلة
بخلق القرآن ودعا لفرضها اجتماعياً بالقوة والتعذيب، وكان السبب في سجن الإمام أحمد
بن حنبل لمدة ثلاثين شهراً وجلده بالسياط لكي يطيعه في تبني تلك الفكرة ، غير أنه
-أحمد بن حنبل- رحمه الله تعالى صمد تاركًا رافضاً تلك المقولة برغم مرضه في السجن،
بل إنه كاد يفقد حياته، كان هذا بين يدي الخليفة المعتصم وكان ابن أبي دؤاد يصرخ
بأعلى صوته "يا أمير المؤمنين اقتله فإنه كافر".
وعندما ثارت محنة القول بخلق القرآن في المجتمع البغدادي ، كان علي بن
المديني -شيخ الإمام البخاري وصديق أحمد بن حنبل– يقف في البداية مشابهاً لموقف
أحمد بن حنبل، بل كان يستغرب ممن لا يكفر القائلين بخلق القرآن، لكن عندما انتقلت
المحنة لمرحلة أكثر جدية فأصبح الناس يختطفون من بيوتهم بقوة العسكر ويحبسون ويجلدون،
تغير موقف ابن المديني تغيراً حاداً، واستجاب لتلك الضغوط وخضع لها، بل إنه اقترب
كثيراً من ابن أبي دؤاد بلديّه، فكلاهما في الأصل من أهل البصرة([32]).
وتنتسب المعتزلة إلى
واصل بن عطاء، المعروف بـ "الغزال"، لأنه كان يلازم الغزالين، ولد سنة
(80هـ) بالمدينة، وتوفي سنة (131هـ)، كان أئمة البلغاء المتكلمين في علوم الكلام
وغيره، ويعد من أوائل المؤلفين في علم الكلام، وكان
خطيباً راوية قد لقي الناس، يقول ابن خلّكان: "كان واصل أحد
الأعاجيب ذلك أنّه كان ألثغ، قبح اللثغة في الرّا ،
فكان يخلّص كلامه من الرّاء ولا يفطن لذلك، لاقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه"، وجالس ابن الحنفية وسمع منه ،واختلف إلى الحسن، وكان طويل
الصمت، وكان يظن به الخرس([33])
.
وتميز هذا المذهب العقدي بالأصول التي
تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، وهي:
-
أولها: التوحيد.
-
ثانيها: العدل.
-
ثالثها: الوعد والوعيد.
-
رابعها: المنزلة بين
المنزلتين.
-
خامسها: الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
وهذه تسمى بـ "الأصول
الخمسة"عند المعتزلة، فمن وجدت جميعها فيه فهو معتزلياً وإلا فلا، أو بتعبير
آخر أن الإنسان
يكون معتزليا إذ يعتقد بها جميعها، ولا ينقص منها أو يزيد عليها ولو أصلا واحدا.
وفي ذلك يقول الخياط المعتزلي: "وليس يستحق أحد منهم اسم الاعتزال حتى يجمع
القول بالأصول الخمسة ... فإذا كملت في الإنسان هذه الخصال الخمس فهو معتزلي"([34]). ويقول المسعودي:
"فهذا ما اجتمعت عليه المعتزلة ومن اعتقد ما ذكرنا من هذه الأصول الخمسة كان
معتزليا، فإن اعتقد الأكثر أو الأقل، لم يستحق اسم الاعتزال، فلا يستحقه إلا
باعتقاد هذه الأصول الخسمة، وقد تتوزع فيما عدا ذلك من الفروع([35]).
ومن هنا نرى أنه لا يصح ما قاله الشيخ
المفيد الإمامي: "فمن وافق المعتزلة فيما تذهب إليه من المنزلة بين المنزلتين
كان معتزليا على الحقيقة وإن ضمّ إلى ذلك وفاقا لغيرهم من أهل الآراء وغلب عليه
اسم الاعتزال ولم يخرج عنه دينونته بما لا يذهب إليه جمهورهم من المقال"([36]).
وشاركه في الرأي أيضا المستشرقة سوسنة ديفلد في مقدمتها لطبقات المعتزلة لابن
المرتضى حيث تقول: "من لم يقر بجميع الأصول الخمسة ... لم يكن ينفى عنه اسم
المعتزلة ... وكيفما كان الحال، فإنه يبدو أنه كان يكفي أن يقر الرجل بقول من
أقوال المعتزلة حتى يعد منهم"([37])
.
والسوؤال المطروح الآن هو متى ظهر مصطلح
الأصول الخمسة؟
لاشك أن واصل بن عطاء هو الذي وضع
البذرة الأولى لهذه الأصول الخمسة وفي ذلك يقول الملطي([38]):
"وباالبصرة أو ظهور الاعتزال، لأن أبا حذيفة واصل بن عطاء جاء به من المدينة،
ويقال معتزلة بغداد أخذوا الاعتزال من البصرة، وأولهم بشر بن المعتمر (تـ 210هـ)
فلقي بشر سعيدا وأبي عثمان الزعفراني فأخذ عنهما الاعتزال، وهما صاحبا واصل بن
عطاء فحمل الاعتزال والأصول الخمسة إلى بغداد"([39]).
لكن هذا المصطلح كان غير واضح عند واصل بن عطاء أوصديقه عمرو بن عبيد لأننا لا نجد
في تراثهما ذكر له، حقا إنهم خاضوا في بعض هذه الأصول، ولكن لم يعرف مصطلح الأصول
لديها([40]).
وقد عدد البغدادي الأصول التي قال بها واصل بن عطاء ثلاثة أصول فقط وهي على النحو
التالي: الحكم على صاحب الكبيرة بأنه منزلة بين المنزلتين، والقول بحرية أفعال
العباد، وأن أحد الفريقين المتحاربين في واقعة جمل فاسق([41]).
ققد وضح هذا المصطلح تماما عند أبي الهزيل العلاف فكتب في الأصول الخمسة بعض فصول
كتبه، ويذكر أنه نص رسالة إلى العامة ما سبقه إليها أحد في حسن الكلام ونظامه يذكر
فيها العد والتوحيد والوعد والوعيد([42]).
فَفَلْسَفَ أبو الهذيل هذه الأصول الخمسة وأرسى قواعدها وأبرز أصول الاعتزال لول
مرة بعد أن حصرها في خمسة أصول، ومن ذلك الوقت أصبح مصطلح الأصول الخمسة العلامة
المميزة لكل معتزلي. وتعصبت المعتزلة لهذه الأصول الخمسة فكتبوا الكتب الكثيرة
يتبرؤن ممن خالفهم فيها ولو كانوا من آبائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم([43]).
وقد تأثر الزيدية بهذه الأصول الخمسة([44])
وهي –التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد([45])،
والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر–، ولكن الزيدية ألغوا
أحد أصولهم وهو (المنزلة بين المنزلتين) وأبدلوه بأصل آخر وهو إثبات الإمامة في آل
البيت([46]).
وإضافة إلى ذلك، نستطيع القول بأن الصلة كانت وثيقة بين المعتزلة
والزيدية، وعبر ذلك ابن تيمية قائلا: "صار بين المعتزلة والزيدية نسب راجح من
جهة المشاركة في التوحيد والعدل"([47])
. وبالإضافة إلى ذلك أن الصلة بينهما تتضح من
وجوه:
1)
يروون في كتبهم أن مذهبهم أقدم من نشأته من
واصل بن عطاء، ويرجعون أصولهم إلى النبي e، إذ يذكرون أن واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، قد أخذا عن مذهب
الاعتزال عن أبي هاشم عبد الله، وأخذه هذا أبيه محمد بن الحنفية، وهذا عن والده
علي بن أبي طالب عن النبي e، وقد سئل أبو هاشم عن مبلغ
علم أبيه محمد بن الحنفية، فقال: إذا أردتم معرفة ذلك فانظروا إلى أثره في واصل بن
عطاء. وقد ذكر المعتزلة في كتبهم الإمام علي بن أبي طالب في الطبقة الأولى من
طبقات أئمتهم، والحسن والحسين أبناء علي في رجال الطبقة الثانية، ونسبوا إليهم
الاعتزال، وذكروا أيضا الإمام زيد بن علي من رجال الطبقة الثالثة من طبقات أئمتهم([48]).
2)
وقد بايع واصل بن
عطاء وعمرو بن عبيد محمد النفس الزكية، وخرجت المعتزلة مع الإمام الزيدي إبراهيم
بن عبد الله بن الحسن بن أبي طالب أخي
النفس الزكية حتى قتل، وقتل معه كثير من المعتزلة([49])
.
3)
ولقد مهد الفكر
الاعتزال لأول دولة زيدية في العالم الإسلامي، وحين انتقل إدريس بن عبد الله إلى
المغرب، فإن قبيلة (أوربة) التي استجابت لدعوته وسارعت إلى موالاته كانت مهيأة
لذلك نتيجة تأثرها بالفكر الاعتزالي، إذ كان واصل بن عطاء قد بعث إليهم أحد
تلامذته وهو عبد الله بن الحارث([50])
.
4)
ولم يكن هذا التأثير
والتأثر في اتجاه واحد من المعتزلة إلى الزيدية، وإنما كان متبادلا، يدل على ذلك
الميل إلى التشيع بين معتزلة بغداد حتى أطلق عليهم (متشيعة المعتزلة)، وكان كثيرون
من المعتزلة كمحمد بن عبد الله الاسكافي وغيره ينتسبون إلى زيد بن علي في كتبهم،
ويقولون: نحن زيدية، ووصفه الجاحظ في (صنعة الكلام)، ويشهد له بنهاية التقدم فيه،
ووصفه جعفر بن حرب في كتابه (الديانة)، وقد شايع الخليفة المأمون الزيدية على أساس
صلتهم بالمعتزلة ([51])
.
ويرى بعض الباحثين أن المعتزلة أهل فكر ونظر، بينما غلب على
الزيدية جانب العمل، ولذا لم يجار الزيدية المعتزلة في مسائل علم الكلام ودقيقه
كالحديث في نظرية الصلاح والأصلح، ونظرية الحسن والقبح العقليين، والاستحقاق
والأعواض وغير ذلك من دقيق الكلام([52])
.
والحيققة أن هذا ليس على الاطلاق، لأن
الزيدية –كالمعتزلة- تحدثوا وتعمقوا في مسائل الكلام ودقيقه، ففي مذهب الزيدية
أعلام ومفكرون تناولوا الحديث عن المسائل الدقيقة في علم الكلام، ويخاصة حين ناقش
الزيدية آراء الإسماعيلية الباطنية، ونذكر على سبيل المثال: الإمام يحيى بن حمزة
علوي في بعض كتبه كـ: "الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام"، و "مشكاة
الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار". والإمام محمد بن الحسن الديلمي في
كتابه "قواعد عقائد آل محمد". والإمام القاسم الرسي في كتابه "نقد
المسلمين للثنوية والمجوس". والإمام القاسم بن محمد بن علي في كتابه
"كتاب الأساس لعقائد الأكياس". والإمام أحمد الشرفي في كتابه "شر ح
الأساس الكبير". فكل هذه الكتب مليئة بمسائل الكلام ودقيقه([53])
.
ويلاحظ ابن أبي العز الحنفي -شارح
العقيدة الطحاوية- استبدال المعتزلة لأصول الإسلام الخمسة بأصولهم الخمسة، وذلك في
حديثه عن أصول الإسلام الخمسة والتي أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج : "وقد أبدلتها
المعتزلة بأصولهم الخمسة التي هدموا بها كثيرا من الدين: فإنهم بنوا أصل دينهم على
الجسم والعرض، الذي هو الموصوف والصفة عندهم، واحتجوا بالصفات التي هي الأعراض،
على حدوث الموصوف الذي هو الجسم، وتكلموا في التوحيد على هذا الأصل، فنفوا عن الله
كل صفة، تشبيها بالصفات الموجودة في الموصوفات التي هي الأجسام، ثم تكلموا بعد ذلك
في أفعاله التي هي القدر، وسموا ذلك "العدل"، ثم تكلموا في النبوة
والشرائع والأمر والنهي والوعد والوعيد، وهي مسائل الأسماء والأحكام، التي هي
المنزلة بين المنزلتين، ومسألة إنفاذ الوعيد، ثم تكلموا في إلزام الغير بذلك، الذي
هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وضمنوه جواز الخروج على الأئمة بالقتال"([54]).
فهذه أصولهم الخمسة، التي وضعوها بإزاء أصول الدين الخمسة التي بعث بها الرسول.
وهذه الأصول منذ أن ظهرت على يد واصل دافع المعتزلة عنها وتبرأوا من مخالفيهم فيها
ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو أخواتهم أو عشيرتهم([55])
.
ويرى المعتزلة أن إثبات هذه الأصول
الخمسة تنقسم إلى أقسام ثلاثة:
-
القسم الأول: قسم يثبت بالعقل
فقط، وهو التوحيد والعدل. إذن فلا دخل للشرع أو النص في إثبات هذيه الأصلين. يقول
القاضي عبد الجبار: "بيان هذا أن الكتاب إنما ثبت حجة متى ثبت أنه كلام عدل
حكيم لا يكذب ولا يجوز عليه الكذب، وذلك فرع على معرفة الله تعالى بتوحيده وعدله،
وأما السنة فلأنها إنما تكون حجة متى ثبت أنها سنة رسول عدل حكيم"([56]).
ونتساءل عن هذا الكلام، أنه إذا كان النص كما يزعم المعتزلة لا يمكن أن يستدل به
على أصل التوحيد والعدل، فما قيمة الآيات الواردة في القرآن الكريم لتدل على
وحدانية الله تعالى، ونفي الشريك والشبيه عنه، ولتدل على عدله بنفي الظلم عنه
تعالى؟
-
القسم الثاني: قسم يثبت بالنص فقط،
وهو أصل "المنزلة بين المنزلتين"، وهو ما يسمى عندهم بـ "مسألة
الأسماء والأحكام" وهي مسألة شرعية لا مجال للعقل فيها، لأنها كلام في مقادير
الثواب والعقاب، وهذا لا يعلم عقلا.
-
القسم الثالث: وقسم يشترك في
إثباته النص والعقل، وهو أصل "الوعد والعيد". وما يتعلق بهما، فهذه
الأحكام إنما تعلم بالخطاب وما يتصل به، ولولاه لما صح أن يعلم بالعقل، الصلوات
الواجبة، ولا شروطها، ولا أوقاتها، وكذلك سائر العبادات الشرعية. ولكن المعتزلة
اختلفوا في طريق إثبات هذا الأصل، فهل بالعقل أو بالسمع أو بهما معا، فأبو هذيل
العلاف والنظام ذهبا إلي القول بأن الوعيد إنما يعلم بالسمع([57])،
وأما القاضي عبد الجبار فيرى أن إثبات الوعيد بالعقل والسمع معا([58]).
وفي أصل "الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر"، فذهب أبو علي إلى أن ذلك يعلم عقلا، ويرى أبو هاشم أنه يعلم عقلا
إلا في موضع واحد وهو أن يرى أحدنا غيره يظلم أحدا فيلحقه بذلك غم، فإنه يجب عليه
النهي ودفعه دفعا لذلك الضرر الذي لحقه من الغم عن نفسه، فأما فيما عدا هذا الموضع
فلا يجب إلا شرعا([59]).
وأما القاضي عبد الجبار فيرى إثباته بالنص والعقل معا، حيث قال: "قد دل
الكتاب والسنة والإجماع على وجوب ذلك، فقال الله تعالى: ]لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وّكَانُواْ يَعْتَدُونَ[
-سورة المائدة، الآية: 78- والأدلة على ذلك لا تحصى، والعقل يبين أن من الإحسان أن
نمنع الغير من القبيح ويكون المانع عند ذلك أقرب" ([60])
.
يتبين ما سبق أن المعتزلة اتفقوا على أن
التوحيد والعدل أصلان يثبتان بالعقل ولا مجال في إثباتهما للسمع، كما اتفقوا على
أن الأحكام الشرعية التي ترد في بقية الأصول مما تستقل به الدلالة السمعية، وذلك
مثل الثواب والعقاب وما يتعلق بكيفية عذاب القبر من أنه تعالى يبعث ملكين يقال
لأحدهما منكر والآخر نكير فيسألانه ثم يعذبانه أو يبشرانه حسب ما وردت به الأخبار،
فإن ذلك مما لا يهتدي إليه من جهة العقل، وإنما الطريق إليه السمع. وأما ما يشترك
فيه الدلالتان فهو أصل "الوعد والوعيد" وذلك على الوجه الذي بيناه في
الخلاف بين أئمة المعتزلة([61]).
وحصيلة الرأي أن هناك إرتباط متين بين الزيدية والمعتزلة في المسائل الاعتقادية وقضاياها، ولعل لهـذه
النزعة الاعتزاليـة جعلت أتباع الإمام زيد إلى عصـر الإمام صالح المقبلي
(تـ1108هـ) يتمسكون بمبادئ المعتزلة ، فيرى أن الزيدية باليمن هم معتزلة في كل
الموارد إلا في شيء من مسائل الإمامة ، وهي مسألة فقهية ، وإنما عدها المتكلمون من
فنهم لشدة الخصام ، كوضع بعض الأشاعرة المسح على الخفين في مسائل الكلام([62]).
وأشار في موضع آخر إلى أن الزيدية يوافقون المعتزلة في العقائد ، وأما في الفروع
فأئمتهم يختلفون ، منهم من يغلب عليه مذهب الحنفية ، ومنهم من يغلب عليه مذهب
الشافعي موافقة لا تقليدا، ومنهم من لم يكن كذلك ، بل شأنهم شأن سائر المجتهدين([63]).
وثمة مظهر آخر أورده نشوان الحميري (تـ573هـ) أن كثيرا من معتزلة بغداد كمحمد بن
عبد الله الإسكافي وغيره ، ينسبون إليه في كتبهم ، ويقولون : نحن زيدية([64]).
ومما سبق من أقوال
ونصوص، إن دل على شيء فإنما يدل على وجود العلاقة الوطيدة التي تربط بين الزيدية
والمعتزلة ، فعلى المستوى الشخصي نجد زيد بن عليّ وواصل بن عطاء على علاقة بينهما
، وقد فسر تلك العلاقة الأستاذ سليمان الشواشي في بحثه عن (واصل بن عطاء وآراؤه
الكلامية) فيرى أن واصلا يميل إلى التشيع ، ولكن تشيعه ليس من جنس تشيع السبئية أو
الكيسانية أو غيرهما من الفرق الشيعية ، وإنما هو مجرد عطف وولاء للبيت العلوي ،
وهذا التعاطف نحو آل البيت لم يكن مقصورا على واصل وصحبه ، بل كان سائدا حتى أوساط
أهل السنة كالحسن البصري ، وأبو حنيفة ، ومالك بن أنس وغيرهم ، فهؤلاء عرفوا
بولائهم للبيت العلوي ومناهضتهم للسلطة الأموية ، ومن هنا ، فمن المرجح أن تشيع
واصل وعداءه للسطلة الأموية ، قد وطدا العلاقة بينه وبين أئمة أهل البيت عدا جعفر
الصادق الذي أظهر عدم الود له ([65]) .
وأن أصولهم الخمسة
كانت وليدة المناقشات التي كانت تقوم بينهم وبين مخالفيهم، فالتوحيد للرد على
المشبهة والمجسمة، والعدل كال للرد على الجهمية، والوعد والوعيد للرد على المرجئة،
والمنزلة بين المنزلتين جاءت ردا على الخوارج.
([3]) انظر : شرح رسالة الحور العين ، نشوان
الحميري ، ص 155 . شرح الأساس الكبير ، الإمام أحمـد الشرفي ، 1/145 . كتاب الملل
والنحل ، الإمام أحمد بن يحيى المرتضى ، 1/34 ، ضمن مقدمة البحر الزخار . المعالم
الدينية في العقائد الإلهية ، الإمام يحيى بن حمزة ، ص 131 ، تحقيق : سيد مختار
محمد أحمد حشاد ، دار الفكر المعاصر ، بيروت – لبنان ، ط1/1988م .
([7]) هو أبو يعقوب يوسف بن عمر بن محمد بن
أبي عقيل بن مسعود الثقفي ، ولاه هشام بن عبد الملك اليمن سنة (106هـ)، ثم ولاه
العراق سنة ( 120هـ )، ولما ولى يزيد بن عبد الملك حبسه وبقي في السجن إلى أن قتل
سنة 127هـ على يد يزيد بن خالد بن عبد الله القسري. انظر: ابن العماد الحنبلي،
بدون تاريخ، شذرات الذهب، 1/158، بيروت، دار الكتب العلمية.
والجدير بالذكر هنا،
أن الزيدية لا يفرق ردّهم على الإمامية والإسماعيلية في مسألة الإمامة وغيرها من
الأمور المشتركة أو المتفقة وجهة نظرهم، كما فعل ذلك الإمام أحمد بن سليمان
(تـ566هـ)، وقد صرّح بذلك قائلا: "والرد على هؤلاء وعلى أهل الكفر واحد"
. أحمد بن سليمان، 2003م ، كتاب حقائق المعرفة في علم الكلام، ص 501، صنعاء
-اليمن، تحقيق: حسن بن يحيى اليوسفي، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية.
([18]) هو الإمام صالح بن أحمد بن مهدي المقبلي
الصنعاني، من أعلام الزيدية، داعية اللامذهبية، ولد في صنعاء سنة 1047هـ، وقد قام
في كتابه (العلم الشامخ) بالنقد لأفكار المذاهب الإسلامية في عصره خاصة المعتزلة
والأشاعرة والصوفية، وتوفي في مكة سنة 1108هـ. انظر: إبراهيم بن القاسم بن الإمام
المؤيد بالله، طبقات الزيدية الكبرى، 1/502. الشوكاني، البدر الطالع، 1/288.
([24]) هو محمد بن محمد النعمان بن عبد السلام
بن جابر بن النعمان العكبري ، الملقب بـ( الشيخ المفيد) ، ويعرف بـ (ابن المعلم) ،
عالم إمامي ، ولد سنة 336هـ في قرية
(عكبرا) من أعمال بغداد ، وتوفي في بغداد سنة 413هـ ، ومن أهم مؤلفاته :
"أوائل المقالات في المذاهب والديانات" و "شرح عقائد الصدوق"
. انظر : الذهبي، 1413هـ ، سير أعلام النبلاء ، 17/344 ، رقم : 213 ، تحقيق : شعيب
الأرناؤوط ، و محمد نعيم العرقسوسي ، بيروت – لبنان ، مؤسسة الرسالة . ابن العماد
، شذرات الذهب ، 2/149 .
([31]) هو أبو سليمان أحمد بن أبي دؤاد (تـ 240هـ)،
عربي من أياد، أخذ الاعتزال عن هياج بن العلاء السلمي، صاحب واصل بن عطاء، كان
قاضيا للقضاة، ثم وزيرا، واستمر علو نجمه ثمانية وعشرين سنة (204 – 232هـ)، ولقد
أخذ عنه المأمون في وصيته للمعتصم: "وأبو عبد الله أحمد بن داؤد لا يفارقك
الشركة في المشورة في كل أمرك، فإنه موضع ذلكك ... "، وهو الذي جعل الاعتزال
مذهب الدولة الرسمي، بعد أن فشل في ذلك ثمامة بن أشرس، وهو معدود في الطبقة
السابعة من طبقات المعتزلة، ويذكر ابن المرتضى الزيدي المعتزلي أن وفاته كانت سنة
263هـ لا سنة 240 هـ. انظر : ابن المرتضى، المنية والأمل، ص 35 – 45. الخياط،
الإنتصار، ص 224 – 225. د. البير نصري نادر ، فلسفة المعتزلة، جـ 1، ص 29 – 30،
طبعة الاسكندرية ، بدون تاريخ .
([46]) وللتوسع في تأثر الزيدية بالمعتزلة
راجع: العلم الشامخ، صالح المقبلي . الإمام زيد، الشيخ أبو زهرة، ص 208. الزيدية،
د. أحمد محمود صبحي، ص 115 وما بعدها. قراءة في فكر الزيدية والمعتزلة، د. عبد
العزيز المقالح . أصول الاتفاق في القضايا الكلامية بين الزيدية والمعتزلة، رسالة
ماجستير للدكتور أحمد عبد الله عارف،
مقدمة إلى قسم الفلسفة الإسلامية ، بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ، سنة 1982م .
بإشراف أستاذي : أ.د. مصطفى حلمي .
وهناك رسالة الدكتوراه في جامعة الأزهر
فرع البنات بالقاهرة، قدمتها الدكتوره عائشة يوسف المناعي، وهي تشرح لنا قربة هذين المذهبين في المسائل
الاعتقادية، وعنوان الرسالة كما هي مطبوعة "أصول العقيدة بين المعتزلة
والشيعة الإمامية". دار الثقافة، الدوحة – قطر، ط1/1992م.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 komentar:
Post a Comment