Monday, February 27, 2012

كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني

عن الشيعة
دراسة نصية من كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني
إعداد: الدكتور/ كمال الدين نور الدين مرجوني


مقدمةالكتاب
لمحة عن كتاب "الملل والنحل" 
مؤلف الكتاب:
        محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني، ولد الشهرستاني في بيئة فارسية ومن أبوين فارسيين، فكان أعجمي الأصل والمولد. ورحل الشهرستاني في طلب العلم وهو في سن الخامسة عشرة إلى بلاد كثيرة منها: خراسان، وخوارزم، ومكة المكرمة، وبغداد، فيستزيد من علماء وفقهاء هذه البلدان، وفي نيسابور تلقى علوم الحديث على يد العالم المحدث المفسر علي بن أحمد المديني (تـ 494هـ)، كما تلقى الفقه على يد الفقيه الشافعي أحمد الخوافي (تـ 500هـ) الذي كان رفيقا للإمام الغزالي. ودخل بغداد سنة عشر وخمسمائة وأقام بها ثلاث سنين، وظهر له قبول كثير عند العوام.
وكان الشهرستاني متكلما أشعريا، وصنف كتبا كثيرة وأشهرها: "نهاية الإقدام في علم الكلام"، و "الملل والنحل"، و "مصارعة الفلاسفة"، وله كتاب في تفسير سورتى الفاتحة والبقرة -مازال مخطوطا- المسمى "مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار".
وأما في الفقه فكان شافعي المذهب، وقد اعتبره السبكى الابن في كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) من رجال المذهب الشافعي، وكذلك الأسنوي في كتابه (طبقات الشافعية) .
مكانة الكتاب:
       يعد كتاب "الملل والنحل" مرجعا أساسيا في تأريخ الفرق الكلامية، حيث رجع الباحثون في الدراسات الكلامية لمعرفة المذاهب الكلامية -نشأة، وقضية، وفكرا-، فإنه يعتبر موسوعة جامعة لمختلف المقالات والملل والأهواء والنحل. ولأهمية هذا الكتاب ومكانته في تأريخ الفرق الكلامية القديمة، فترجم إلى عدة لغات، منها: الإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والملايوية (اللغة الإندونيسية والماليزية).

منهج الكتاب:
      عتمد المؤلف على منهج التحليل، وذلك لعلمه وإدراكه الواسع بالموضوع، والإحاطةُ به، وتُكتسب هذه المهارة بالتَّرويض والمِراس، وفسحُ المجال للفِكر وترك الأحكام المسبقة والخلفيات، ولا يمنع هذا من الاستعانة بالأعمال السابقة لكن دون الوقوع في التبعية والتقليد. إضافة إلى استخدامه المنهج التاريخي، حيث يصف المؤلف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي للفرق الكلامية والأديان المغايرة للإسلام، ويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس علمية منهجية ودقيقة.

محتويات الكتاب:
         استفتح المؤلف كتابه بخطبة تضمنت بيان أهمية الكتاب. وشرح شرحا وافيا عن معنى الدين والملة، وقسم المؤلف الأفكار الرئيسة التي اعتمد عليها الكتاب إلى قسمين:
1) أرباب الديانات والملل مطلقاً ، كالمسلمين وأهل الكتاب والمجوس.
2) أهل الأهواء والنحل كالفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب.
وقد حصر المؤلف مسائل الخلاف بين المذاهب العقائد الإسلامية في أربعة أصول، وهي:
1. التوحيد والصفات.
2. القدر وما يلحق به.
3. الوعد والوعيد، والأسماء والأحكام.
4. السمع والعقل والرسالة و الإمامة.
         ثم توصّل إلى تحديد أصول أو كبار المذاهب العقائدية الإسلامية، وهي: القدرية. الصفاتية. الخوارج. الشيعة. وذكر الشهرستاني في شرطه في إيراد المذاهب العقائدية، فقال:"وشرطي على نفسي: أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم ، من غير تعصب لهم، ولا كسر عليهم، دون أن أبين صحيحة من فاسدة". ومع ذلك فلا يخلو كتابه من بعض الردود والمناقشات والإشارات النقدية.
         ومن المذاهب العقائدية الإسلامية التي تحدث عنها المؤلف: الخوارج، الشيعة، المرجئة، القدرية، الجبرية، الأشعرية وغيرها من المذاهب. وأما الأديان فتحدث المؤلف في كتابه عن الأديان السماوية كاليهودية والنصارى، وبعض الأديان الأرضية الوضعية -أي الأديان غير السماوية-كالمجوسية، والصابئة، الثنوية، وغيرها من الأديان.
القائم بالدراسة:
          الدكتور/كمال الدين نور الدين مرجوني، من مواليد 11/6/1973م، بماكسار إندونيسيا، حصل على شهادة "الليسانس" من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع طنطا سنة 1997م، بتقدير جيد، ثم التحق بالدراسات العليا بقسم الفلسفة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة، فنال درجة "الماجستير" في العقيدة الإسلامية سنة 2002م بدرجة الإمتياز، ودرجة "الدكتوراه" في الفلسفة الإسلامية سنة 2005م بدرجة الإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى. ومحاضر بقسم العقيدة والأديان جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، ومدير عام "دَرْعَمِي للنشروالترجمة والطباعة" بجاكرتا (Dar’ami Publishing, Jakarta).
ومن مؤلفاته:
1) مسائل الاعتقاد عند الإمام القرطبي (رسالة ماجستير)، مؤسسة العليا للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، سنة 2006م.
2) موقف الزيدية وأهل السنة من العقيدة الإسماعيلية وفلسفتها (رسالة دكتوراه)، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، سنة 2009م. والكتاب حائز على جائزة أحسن كتاب بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2009م.
3) الفرق الشيعية وأصولها السياسية وموقف أهل السنة منها، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2009م.
4) قاموس "الشوارفية" للمترادفات ( عربي – إندونيسي)، Ciputat Press, Jakarta 2009، و الطبعة الثانية (منقحة)، Dar’ami Publishing, Jakarta 2011
5) المذاهب العقائدية الإسلامية، نشأتها وتطورها وقضاياها، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2010م.
6) نشأة الفرق وتفرقها، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، سنة 2011م.
7) مدخل إلى علم الكلام -تميهد ومنهج-، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2011م.
8) االقضاياالخلافية عند علماء الكلام، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، تحت الطبع.
9) Perseteruan Politik: Syi’ah vs Syi’ah & Tanggapan Sunni, Dar’ami Publishing, Jakarta, 2010
10) Mazhab-Mazhab Syi’ah (Proses cetak Dar’ami Publishing, Jakarta)
11) Filsafat Agama Dari Perspektif Sunni & Syi’ah (Manuscript)

أسئلة النص:
1. مالمراد بالشيعة؟
2. قسم المؤلف الشيعة إلى خمس فرق، اذكر هذه الفرق!
3. ما رأيك في الشيعة الإمامية الإثنى عشرية؟
4. من أي فرقة من فرق الشيعة تنتسب الفرقة الجارودية؟
5. اقتربت الشيعة الزيدية من أهل السنة وخاصة ببعض المذاهب السنية الفقهية، أذكر هذا المذهب!
6. أذكر ألقاب الشيعة الإسماعيلية الباطنية!
7. اشتهر الشيعة الإسماعيلة الباطنية بنظرية الظاهر والباطن، مالمقصود من هذه النظرية!

مفردات النص:
• مذهب: فرقة، حزب، فريق.
• أتباع: أصحاب، شيعة.
• إمامة: خلافة، ولاية.
• إمام: 1) سيد، رئيس، زعيم، قيم، قطب، مولى، مالك. 2) علامة، حِبر، نحرير، متقن، فحل، ركن، قبلة، بحر. 3) قدوة، أنموذج، أسوة، منار، عَلَم، مثل.
• تولى: اضطلع بـ، سيطر على.
• عزلة: انفراد، إختلاء، إنعزال.
• ترهات: أكاذيب، إفتراءات، أوهام.
• حَيرة: إلتباس، مرية، تردد، تعقيد، ضَياع، شك، ريب، إرتياب، إمتراء.
• إهمال: إغفال، تقصير، تفريط، تهاون، توان، سدر، طيش.
• ديباج: قزّ، حرير.
• اسْتبداد: تعسف، حيف، طغيان، ظلم، شطط، جنف، زيغ.
• تبرّأ: تنصّل، جحد، أنكر، نفى.
• اقتباس: نقل، إقتطاف.
• تأييد: تأكيد، إثبات، برهنة، إظهار.
• احتياج: لزوم، حاجة، ضرورة، اضطرار.
• فكرة: إعتبار، حيثية، وُجهة نظر، رأي.
• جمهور: سواد، كشرة، زحمة، غمار.
• انسحب: تراجع.
• جَور: حيف، طغيان، ظلم، شطط، حنيف، زيغ، ميل، عسف.
• نشأ: حصل، صدر، حدث، برز، نتج.
• سبيل: طريق، شارع، مسلك، منهج، أسلوب، درب.
• مداراة: مجاملة، مداهنة، مصانعة، ملاينة، ملق، ملاطفة.
• مغاير: خلاف، نقيض، عكس، غير، مقابل، مواجه، مخالف.
• حفل: اشتمل، ضم، احتوى.
• تستر: اختفى، إختدر، خدر.
• نص: ذكر، شرط، اشترط، فرض.

مصطلحات النص:
1) العصمة:
       إنها أمور يفعلها الله تعالى بالمكلَّف، فتقضي ألا يفعل المعصية اقتضاء غير بالغ إلى حد الإيجاب، أي أنها لطف يمتنع المكلف عند فعله من القبيح اختيارا. والعصمة عند الإمامية الاثني عشرية والإسماعيلية الباطنية مطلقا، فتتعلق بالخطأ والسهو والنسيان وغيرها( )، لذلك قالوا إنه لم يعرف عن الإمام عليّ  أنه أخطأ في تصوّره أو وقع في خطأ وزلة( ). قال المجلسي: "أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة من الذنوب الصغيرة والكبيرة، وعمدا وخطأ ونسيانا – قبل النبوة والإمامة وبعدها - ، بل من وقت ولادتهم، إلى أن يلقوا الله تعالى، ولم يخالف في ذلك إلا "الصدوق محمـد بن بابويه" وشيخه "ابن الوليد"، فإنهما جوزا الإسهاء، من الله تعالى، لأن السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام"( ) . وفي موضع آخر يقرر المجلسي: "اعلم أنّ الإماميّة اتّفقوا على عصمة الأئمّة – عليهم السّلام – من الذّنوب – صغيرها وكبيرها – فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا الخطأ في التّأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه" ( ) . فالمجلسي يسبغ على أئمته العصمة من كافة الأوجه المتصورة: العصمة من المعصية كلها – صغيرة أو كبيرة – العصمـة من الخطأ، والعصمة من السهو والنسيان وغير ذلك.
2) المهدية والغيبة:
       إن فكرة الإيمان بالإمام الخفي أو الغائب توجد لدى معظم فرق الشيعة، حيث تعتقد في إمامها بعد موته أنه لم يمت، فتقول باختفائه عن الناس، ومن ثمّ عودته إلى الظهور في المستقبل مهديًا، ولا تختلف هذه الفرق إلا في تحديد الإمام الذي قدّرت له العودة، تبعًا لاختلافها في تحديد الأئمة وأعيانهم، وهذا مما يجعل القول بذلك فيه شيء من القوة فيما يبدو ومن أشهر الفرق الشيعية القائلة بهذه العقيدة الإمامية الإثني عشرية. والاعتقاد بالمهدي المنتظر، وبأنه من أهل البيت، وسيخرج في آخر الزمان، فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت جورا، هو عقيدة إسلامية مشتركة بين الشيعة وأهل السنة، ولكنهم اختلفوا فيمن يكون هذا الشخص المنتظر؟. فيرى أهل السنة أنه رجل من أهل البيت دون التحديد بالشخص، وهناك آراء تقول بأن لا مهدي سوى عيسى، ولكن جمهور أهل السنة على أن المهدي المنتظر غير عيسى  ، بينما ذهب الإمامية إلى تحديد الشخص المنتظر وهو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري ، وأما الباطنية فالمهدي عندهم هو محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
3) الرجعة:
        هي من العقائد التي تسربت وجاءت للشيعة الإمامية الإثني عشرية عن طريق بعض الديانات الفارسية مثل (الزرادشتية). وعقيدة الرجعة تُعد من أصول دين الشيعة، بل ومن أشهر عقائدهم التي بينها علمائُهم في كتبهم القديمة والحديثة، في أكثر من خمسين مؤلفاً. وترتبط عقيدة الرجعة لدى الامامية الاثني عشرية بالامام المهدي المنتظر. وهي في اللغة العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت، أي رجوع الناس بعد موتهم إلى الدنيا، قال الجوهري والفيروزآبادي: فلان يؤمن بالرجعة، أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت. وهي عند الشيعة الإمامية، هو نفس المعنى المحقّق في اللغة ، وهو أنَّ الله تعالى يُعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورهم التي كانوا عليها، فيعزُّ فريقاً ويذلُّ فريقاً آخر، وينصر المُحِقِّين على المبطلين، والمظلومين على الظالمين. ويكون ذلك عند قيام مهدي آل محمد  الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، فتُعدُّ الرجعة مظهراً يتجلى فيه مقتضى العدل الإلهي بعقاب المجرمين على نفس الأرض التي ملأوها ظلماً وعدواناً . ولا يرجع إلاّ من عَلَت درجته في الإيمان، أو من بلغ الغاية من الفساد، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور، وما يستحقونه من الثواب أو العقاب.
4) التقية:
         يعني بالتقية أن يظهر الشخص أمرا ويضمره غيره على سبيل المداراة والمجاراة خوفا على النفس أو على المال والعرض، وهي عند الإمامية كما يعرفه الشيخ المفيد: "التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرارا في الدين والدنيا"( ). ويقصد بالمخالفين أهل السنه. ويقول شيخهم البحراني مبينا معنى التقيه: "المراد بها إظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به "( ). ويقصد بأهل الخلاف أهل السنة. ويقول الخميني: "التقيه معناها: أن يقول الإنسان قولا مغايرا للواقع أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعه"( ). ويقصد بموازين الشريعه دين الشيعه. ويفهم من كل هذه التعريفات أن التقيه عند الشيعه هي التظاهر بعكس الحقيقه، وتبيح للشيعي خداع غيره. أو بمعنى آخر أن يُظهر الإنسان لغيره خِلاف ما يُبطن.
5) البداء: جاء في لسان العرب: "بدا الشيء ظهر ... يقال : بدا لي أي تغير رأي على ما كان عليه. ويقال: بدا لي من أمرك بداء أي ظهر لي ... والبداء استصواب شيء علم بعد أن لم يعلم( ).ذكر الشيخ الإمامي المعاصر جعفر سبحاني أن من العقائد الثابتة عند الشيعة الإمامية، هو القول بالبداء، ومن الكلمات الدارجة بين علمائهم أن النسخ والبداء صنوان، غير أن الأول في التشريع ، والثاني في التكوين ، وقد اشتهرت بالقول به كاشتهارها بالقول بالتقية وجواز متعة النساء( ). ويفهم من هذا أن البداء في اللغة معناه : الظهور. وأما في الجانب الاصطلاحي فأورد صاحب كتاب (نظرية البداء) قائلا: "فقد انسحب على الأمور الممكنة التي تقع في عالم التكون والتي تمتاز بظاهرة التغير بحيث تبدو هذه الأمور ثابتة أولا كأنها تسير وفق سنة واحدة ، ولكن صرعان ما يظهر فيها التبدل"( ).

أفكار عامة عن الشيعة في الكتاب:
      كما عرفنا أن كتب المقالات والفرق حفلت بذكر فرق الشيعة وطوائفهم ومذاهبهم، واللافت للنظر هو كثرة هذه الفرق، وتعددها بدرجة كبيرة حتى تكاد تنفرد الشيعة بهذه السمة، فعلى مدار التاريخ انبثق من الشيعة أفكار وطوائف ومذاهب وفرق منها من خرج على ما يؤمن به جمهور الشيعة وهم من يوصفون بالغلاة ومنهم من ظل تحت اسم التشيع العام. ومنها أيضا طوائف لم تلبث في تاريخ الدهر طويلا انقرضت وهي ما يعبر عنها بالطوائف المنقرضة، ونذكر بعضا منها:
- السبئية:
        وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي قيل أنه من الحيرة وهو الأرجح أو من اليمن، أظهر الإسلام في عهد عثمان  مكرا لإشعال الفتنة و قد نجح، ويعتبر هو أول من نادي بالغلو في أهل البيت و هو أول من وضع أساس ذلك، و لذلك ينسب إليه كل طوائف الشيعة.
- الكيسانية:
        ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الإمام علي  وعرفوا بموالاتهم لابن الحنفية وقد اشتد ظهورهم مع تنازل الحسن لمعاوية ، فقد أسقطوا خلافة الحسن والحسين، ودعوا إلى خلافة محمد بن الحنفية، وأنه وصي أبيه وان كانت فرقة منهم أثبتت إمامة الحسن ثم الحسين ثم ابن الحنفية إلا أن الأكثرية دعوا إلى إمامة ابن الحنفية مباشرة وكفروا مخالفه، وتنسب تسمية الكيسانية إلى كيسان مولى علي  أو إلى كيسان تلميذ ابن الحنفية ومع مرور الوقت تحول الكثير من طوائف الكيسانية إلى المختارية.
- المختارية: يتزعمها المختار بن أبي عبيد الثقفي وقد بدأ بجماعة صغيرة ثم تجمع معه الكثير من أتباع الكيسانية كما ذكرنا، كان المختار ذكي وماكر وعمه والي الكوفة من قبل علي  وقد سمي فيما بعد بكيسان ، فقد أطلق ابن الحنفية كما يزعمون عليه هذا اللقب تكريما له وتشبيها بأفضل تلامذته وقد دخل الكثير من المعارك باسم ابن الحنفية و انتصر بها ثم تمادى حتى ادعى أنه يوحى إليه ويعتقد أنه كذاب ثقيف الذي روته حديثه أسماء عن الرسول ، وقد ادعت هذه الطائف بأن ابن الحنفية لم يمت بل حبسه الله وسوف يخرج في آخر الزمان بل، و قد حاول المختار جاهداً إقناع بن الحنيفة بتأييده فرفض هذا الأخير. فلم يجد المختار بداً من طلب الخلافة لنفسه. و قد كانت نهايته على يد مصعب بن الزبير.
- المحمدية:
         هم طائفة شيعية نسبة إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب (محمد النفس الزكية)، الذي يعتقدون أنه الإمام والمهدي ا لمنتظر، وأن محمداً ذا النفس الزكية لا يزال حياً في جبل حاجر بنجد، ولا بد أن يظهر مرة أخرى، ويملأ الأرض عدلاً، وأن البيعة ستعقد له بين الركن والمقام في بيت الله الحرام بمكة. وكان المغيرة بن سعيد العجلي على هذا المذهب وكان يدعو الناس إليه.
- السميطية:
        هي طائفة شيعية قالت بإمامة محمد بن جعفر الصادق وولده من بعده.
- الفطحية:
        هم أتباع عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق.
- الواقفية:
        هم الذين وقفوا على الإمام السابع للشيعة موسى الكاظم، فلم يقولوا بإمامة من بعده، حيث زعموا أنَّ موسى الكاظم لم يمت وأنه حيٌّ، وأنهم ينتظرون خروجه حيث إنه دخل في غيبة. كما أن الطائفة الواقفية الشيعية استندت في أقوالها إلى روايات وأدلة كثيرة من أن الإمام موسى الكاظم هو المهدي وهو القائم.
       وهذه هي الفرق والمذاهب الأوائل للشيعة، وقد انقرضوا بمرور الزمن وعبر التاريخ. وأما اليوم فتنقسم الشيعة إلى ثلاثة أجنحة وتيارات كبيرة رئيسية وهي: الزيدية، والإمامية الإثنى عشرية، والإسماعيلية الباطنية. ولأهمية هذه الفرق الشيعية الباقية إلى يومنا هذا، فقمنا بدراسته من خلال كتابنا: نشأة الفرق وتفرقها، طبع بدار الكتب العلمية، بيروت، سنة 2011م.

0 komentar:

Post a Comment