Thursday, February 23, 2012

قضية خلق القرآن بين الفكر والسياسة


قضية خلق القرآن بين الفكر والسياسة
د/ كمال الدين نور الدين مرجوني
مشكلة العالم الإسلامي اليوم أنه ينشغل بمشكلات زائفة عن مشكلات حقيقية، ومن هذه المشكلات قضية خلق القرآن، ومن هنا يرى أستاذي الدكتور/ حامد طاهر (نائب رئيس جامعة القاهرة السابق)أن هذه القضية من القضايا الزائفة في علم الكلام، لأنها لا تنتج عنها سوى الدوران في حلقات مفرغة، بل أنها تشوش نظام العقل، وتعطل حركة الفكر الحقيقي والواقعي([1]). ومسألة كلام الله تعالى أو خلق القرآن من المسائل التي تتصل بالصفات أشد الاتصال، وذكر أن اليهود كانوا أول من قال بخلق كلام الله، وأول من قال ذلك منهم هو: لبيد أعصم اليهودي القائل بخلق التوراة([2]). ويبدو أن أول من أظهر القول بخلق القرآن في الإسلام -كما أشار إليه ابن تيمية- الجعد بن درهم، والجهم بن صفوان ثم تابعه المعتزلة([3])
ومن المستحْسن هنا التعريف بهذه القضية وحقيقتها عند علماء الكلام كي يمكن تصورها ولو بالجملة، لأن الكلام عن شيء فرع عن تصوره.
عرف الإمام القرطبي القرآن بأنه : "اسم لكلام الله تعالى، وهو بمعنى المقروء ، كالمشروب يسمى شرابا، والمكتوب يسمى كتابا ... وفي التنزيل: )وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً( -سورة الإسراء، الآية: 78-؛ أي: قراءة الفجر. ويسمى المقروء قرآنا على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر؛ كتسميتهم للمعلوم علما وللمضروب ضربا ... ثم اشتهر الاستعمال في هذا، واقترن به العرف الشرعي، فصار القرآن اسما لكلام الله، حتى إذا قيل: القرآن غير مخلوق، يراد به: المقروء لا القراءة لذلك"([4]). ووضح في موضع آخر أن مذهب أهل الحق أن كلام الله سبحانه الذي هو القرآن مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور وهو سور وآيات، وله نصف وربع، فنصفه آخر سورة الكهف إلى آخر (قل أعوذ برب الناس)، وله مع ذلك خمس وسبع وعشر، وفي الكتابة الموجودة في المصحف والقراءة الموجودة في الألسنة؛ ستة آلاف آية ومئتا آية وآية، وفيها من الحروف ثلاث مئة ألف حرف، وأحد عشر ألف حرف ومئتان وخمسون حرفا. كلام الله القديم الذي هو صفته تعالى لا نصف له ولا ربع ولا خمس ولا سبع ولا هو ألوف ولا مؤن ولا آحاد، وإنما هو صفة واحدة لا ينقسم ولا يتجزأ. وهذا ما يدل على أن التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء([5]).
إِنَّ الله سبحانه وتعالى متكلِّمٌ حقيقة بكلام هو صفة من صفاته اللازمة لذاته، والكلام من الصفات السمعية العقلية، لأن العقل يثبت أن الله تعالى متصف بصفة الكلام، إذ لو لم يتصف بصفة الكلام؛ إذ لو يتصف بصفة الكلام لا تصف بضدها، وهو الخرس، وهذا محال؛ لأن الكلام صفة كمال، ومن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، كما أن من يعلم أكمل ممن ليس كذلك، وقد تقرر أن ما ثبت للمخلوق من كمال لا نقص فيه، فثبوته للخالق بطريق الأولى، وما تنزه المخلوق عنه عن النقائص، فتنزه الخالق عنه بطريق أولى([6]).
          ونظرة عامة عن هذه القضية يمكن القول بأن العلماء والفرق والمذاهب في صفة الكلام انقسموا إلى تسعة أقوال -وأوردها ابن أبي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية-:
-       الأول: الصابئة ([7]) والمتفلسفة: إن كلام الله تعالى هو ما يفيض على النفوس من معان، إما من العقل الفعال عند بعضهم، أو من غيره.
-       الثاني: المعتزلة: أنه مخلوق خلقه الله منفصلا عنه.
-       الثالث: ابن كلاب ومن وافقه كالإمام الأشعري وغيره: أنه معنى واحد، قائم بذات الله، هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار، وإن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة .
-       الرابع: أهل الحديث: أنه حروف وأصوات أزلية مجتمعة في الأزل.
-       الخامس: الكرامية([8]): أنه حروف وأصوات، لكن تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلما.
-       السادس: الرازي: أن كلامه يرجع إلى ما يحدثه من علمه وإرادته القائم بذاته([9]).
-       السابع: أبو منصور الماتريدي: أن كلامه يتضمن معنى قائما بذاته، هو ما خلقه في غيره.
-       الثامن: أبو المعالي الجويني: أنه مشترك بين المعنى القديم والقائم بالذات، وبين ما يخلقه في غيره من الأصوات.
-       التاسع: أئمة الحديث والسنة: أنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء، وكيف شاء، وهو يتكلم به بصوت يسمع، وأن نوع الكلام قديم، وإن لم يكن الصوت المعين قديما([10]).
ولا خلاف بين المعتزلة والفرق الكلامية على أن الله تعالى متكلم، وأن له كلام، وأن القرآن كلام الله على الحقيقة، لكن الخلاف حول معنى الكلام وحقيقة المتكلم، وهل القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟.
وفيما يتعلق برأي علماء السلف في هذه القضية فإنهم يمتنعون عن وصف القرآن بما لم يوصف به على لسان رسول الله e. وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل هل لهم رخصة أن يقول الرجل: "القرآن كلام الله تعالى ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لو لا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون([11]). قال الآجري بعد أن ساق هذا النص: "معنى قول أحمد ابن حنبل في هذا المعنى: أن أهل الإيمان لم يختلفوا في هذا القرآن كلام الله عز وجل، فلما جاء جهم، فأحدث الكفر بقوله: إن القرآن مخلوق لم يسع العلماء إلا الرد عليه بأن القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق بلا شك، ولا توقف فيه، فمن لم يقل: غير مخلوق، سمي واقفيّا شاكّا في دينه"([12]).
وفي هذا يقول ابن تيمية مبيناً موقف السلف من هذه القضية: "وكما لم يقل أحد من السلف إنه مخلوق فلم يقل أحد منهم إنه قديم، لم يقل واحداً من القولين أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا من بعدهم من الأئمة ولا غيرهم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله"([13]). ويقول ابن قدامة: "ومن كلام الله تعالى القرآن العظيم وهو كتاب الله المبين وحبله المتين، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود"([14]). وقد كفر كثير من علماء السلف من قال بخلق القرآن أورد منهم الأشعري عدداً كبيراً([15])، ثم قال: "ومن قال إن القرآن مخلوق وإن من قال بخلقه كافر، من العلماء وحملة الآثار ونقلة الأخبار لا يحصون كثرة "([16]). ويقول أيضاً: " وقد احتججنا لصحة قولنا إن القرآن غير مخلوق من كتاب الله عز وجل، وما تضمنه من البرهان وأوضحه من البيان ولم نجد أحداً ممن تحمل عنه الآثار وتنقل عنه الأخبار ويأتم به المؤتمون من أهل العلم يقول بخلق القرآن، وإنما قال ذلك رعاع الناس وجهال من جهالهم ولا موقع لقولهم"([17]). ومثله ما أورده الدرامي والإمام أحمد بن حنبل من أقوال لعلماء السلف يكفرون فيها من قال بخلق القرآن، وهي أقوال كثيرة لا حاجة بنا إلى سردها هنا لأن مضمونها كما قلنا واحد، وهو إثبات القول بعدم خلق القرآن وتكفير من قال بخلقه. وأما احتجاج القائلين بخلق القرآن بقوله تعالى: )إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا( -الزخرف: 3-، أي خلقناه قرآناً عربياً؛ فهذا احتجاج باطل إذ أن جعل التي بمعنى خلق تتعدى إلى مفعول واحد، وهنا تعدت إلى مفعولين فهي ليست بمعنى خلق. وأشار القرطبي إلى الحديث الذي ورد فيه تكفير القائل بخلق القرآن: "والأخبار عند السلف بتكفيرها كثيرة جدا، وحسبك أنه إجماع. وقد روي عن النبي e من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله e (كل ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما فهو مخلوق غيرالله والقرآن، وذلك لأنه كلامه منه بدأ وإليه يعود، ويسجيء في آخر الزمان أقوام من أمتي يقولون: القرآن مخلوق. فمن قال ذلك فقد كفر بالله العظيم، وطلقت امرأته منه من ساعته، لأنه لا ينبغي لمؤمنة أن تكون عند كافر إلا أن تكون سبقته بالقول([18]).
إذن، فأخطر ما تفرّع عن موقف الفرق الكلامية أو المذاهب العقائدية من صفات الله مسألة خلق القرآن، وهذه القضية لم تكن معروفة في عهد النبي e، ولا في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم حتى نهاية الدولة الأموية، كما أن القرآن الكريم لم يتحدث عنها وكذلك السنة النبوية، وهي ليست من الأمور الاعتقادية التي لا يتم الإيمان إلا بها، ولا ينبني عليها أي عمل والخوض فيها وخصوصا في هذا العصر من الأمور التي يجب أن ينهى عنها، ويكفينا ما أجمع عليه المسلمون بأن القرآن كلام الله تعالى ونحن مطالبون بحفظه وفهمه وتدبره والعمل به. وحدث هذه الفتنة في العراق في بداية القرن الثالث الهجري، وكانت في بدايتها معركة جدلية بين بعض علماء المعتزلة والحاكم العباسي من جهة وبين الإمام أحمد بن حنبل وبعض من أتباعه من جهة أخرى، ودام الجدل في هذه القضية قرابة عشرين عاما (218-234هـ) وتوالى على الحكم العباسي في هذه الفترة: المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل في بداية عهده. وقد أعلن المأمون وهو الخليفة العباسي بوجوب الاعتقاد بخلق القرآن وأجبر الناس والعلماء على التصريح بذلك، وامتحن الناس والعلماء. وقصة الإمام أحمد بن حنبل في  هذا معروفة ومشهورة. وقد سجن الإمام أحمد بن حنبل بسبب هذه المسألة لمدة ثلاثين شهرا وجلده بالسياط، وكان ابن أبي دؤاد يصرخ بأعلى صوته: "يا أمير المؤمنين اقتله فإنه كافر". قال الدارقطني: "أحمد بن أبي داود قاضي القضاة للمعتصم والواثق، وهو الذي كان يمتحن العلماء في أيامهما ويدعوا إلى القول بخلق القرآن"([19]).
والخلاف حول القرآن أمخلوق أم غير مخلوق نقاش وخلاف يكاد يكون شكليا أكثر منه موضوعيا، وللأسف الشديد أن النقاش والخلاف فيه ترتب عليه من النتائج مالم نسمع بمثله مع أي خلافات كلامية أخرى، قد تكون أشد منه وأهم، مما جعل العلماء يسمون الخلاف في هذه المسألة بأنه محنة أي محنة القول بخلق القرآن، أو على وجه التحديد محنة الإمام أحمد بن حنبل، وقد كانت محنة فعلا، حيث تعدّى الخلاف فيها حاجز التصويب والتخطيء والتظليم إلى التكفير والتعذيب والقتل وما إلى ذلك من محن، ومصائب، وفتن.
وعلى أية حال، فإن هذه القضية من القضايا التي أخذت من الزمن والجهد وشدة الشقاق بين الفرق الكلامية واتجاهاتها أكثر مما ينبغي لها، حيث تخرج هذه المشكلة من حلقات الدرس والمناظرة داخل المسجد إلى ديوان الخلافة، ويمتد أجهزة الشرطة، ويصبح أحد مشاغل الناس الرئيسة في مطلع القرن الثالث الهجري، فيستمر خلال حكم المأمون (198-218هـ)، والمعتصم (218-227هـ)، ثم لا يلبث أن يهدأ في عهد الواثق (227-232هـ)، وفي هذه الفترات سفكت بسببها دماء كثيرة وجرت من أجلها محن عظيمة وبلايا متتالية على العلماء، واشتد الأمر وغصت السجون بالمخالفين فيها القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وتتحول هذه القضية إلى النقيض تماما في عهد المتوكل (232-247هـ).
وهكذا كان الصراع في بدايته حيث كانت القوة بيد المعتزلة، وكانت السلطة قد انحازت إليهم، وقد واجهوا خصومهم بقوة، وقد كانت مسألة خلق القرآن في واجهة ذلك الاختلاف إذْ كان مائزاً قوياً يميز بينهم وبين خصومهم الذين أرادوا اقتلاع آثارهم من مواقع النفوذ والتأثير إلا أنّ الأمور انقلبت رأساً على عقب فيما بعد، وذلك عندما مال المتوكل العباسي إلى مواجهة المعتزلة واستبدال خصومهم، وقد كان المتوكل معروفاً بنصبه العداء لأهل البيت، وكان المعتزلة مع كونهم قائلين بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وكانوا قابلين بخلافة خلفاء بني العباس إلا أنهم كانوا يلتقون في كثير من أفكارهم مع الشيعة، وقد كانوا مع الدولة العباسية منذ بدايتها، وكان عمرو بن عبيد أحد أقرب الشخصيات المقربة للمنصور الدوانيقي، وقد قامت الدولة العباسية في الظاهر على أساس المطالبة بدم الإمام الحسين، ومن ثم بدماء بقية من أريقت دمائهم ومنهم زيد بن علي بن الحسين، فلهذا السبب لم يكن وجود المعتزلة في مواقع النفوذ يناسب رغبة المتوكل، بل كانت أفكارهم تساعد على طرح كثير من أفكار شيعة أهل البيت، فكان أنْ صدر القرار من المتوكل بتصدي خصوم المعتزلة وعزلهم عنا لساحة فقد أخرج أبو بكر الخطيب بإسناده عن محمد بن عرفة أنه قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان بن أبي شيبة الكوفيان، وهما من بني عبس وكانا من حفاظ الناس ، فقسمت عليهم الجوائز، وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له منبر، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس، وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مجلس الرصافة، وكان أشد تقدما من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفاً، واستمر الصراع بشدة وضراوة حتى آل الأمر إلى العمل على تصفية المعتزلة جسدياً إلى أنْ أدّى الأمر إلى انقراضهم([20]).
ومما يبين هذا الأمر ما ذكره أحد شخصيات الحنابلة المعروفين وهو أبو القاسم اللالكائي الطبري حيث قال شارحاً بعض ما جرى في القرن الخامس الهجري: "واستتاب أمير المؤمنين القادر بالله حرس الله مهجته وأمد بالتوفيق أموره ووفقه من القول والعمل بما يرضي مليكه فقهاء المعتزلة والحنفية في سنة ثمان وأربع مائة فاظهروا الرجوع، وتبرؤا من الاعتزال، ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام والسنة، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم مهما خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم"([21]).
ومما سبق يتضح لنا -وبصرف النظر عن علاقة خلق القرآن بالعقيدة الإسلامية- فإنه لا يمكن فصله عن العنصر السياسي. حيث اعتقد المأمون برأي المعتزلة في القول بخلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. 







([1]) انظر: د. حامد طاهر، الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، 2009م، ص 125-135، القاهرة، مكتبة نهضة مصر.
([2]) أحمد بن حنبل، 1977م، الرد على الجهمية والزنادقة، ص 21، دار اللواء ، الرياض-السعودية، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة.
([3]) القربطي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، 2/186.
([4]القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 2/199-200 باختصار.
([5]القرطبي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، 2/189، مكتبة دار الصحابة طنطا-مصر.
([6]) انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 9/141.
([7]) الصابئة في اللغة: صبأ الرجل: إذا مال وزاغ، فبحكم ميل هؤلاء عن سنن الحق، وزيغهم عن نهج الأنبياء، قيل لهم : الصابئة. وقد يقال: صبأ الرجل إذا عشق وهوى، وهم يقولون: الصبوة: هي الانحلال عن قيد الرجال، وإنما مدار مذهبهم على التعصب للروحانيين. والصابئة تدعي أن مذهبها هو الاكتساب. انظر: الشهرستاني، الملل والنحل، 2/5.
([8]) الكرامية: هم أتباع أبي عبد الله محمد بن كرام بن عراق السجستاني، توفي سنة 255هـ، بالغوا في الإثبات إلى حد التشبيه والتجسيم، قالوا ببعض قول المعتزلة، كالحسن والقبح العقليين، ومعرفة الله بالعقل، وهم من المرجئة في الإيمان. انظر: الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، 5/146. ابن حجر، لسان الميزان، 5/353. الشهرستاني، الملل والنحل، 1/108. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 215.
([9]) ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، 1/173.
([10]) ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، 1/173. محمد بن الموصلي، مختصر الصواعق المرسلة، ص 424.
([11]) ذكره عنه الآجري في كتابه "الشريعة"، ص 87، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط1/1410هـ، تحقيق: محمد حامد الفقي.
([12]) ابن تيمية، جواب أهل الإيمان، ص 47.
([13]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 12/301. وله جامع الرسائل، ص 162.
([14]) ابن قدامة، 1983م، المنار المنيف، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب-سوريا، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة. وله: نقد المنقول، ص 119، دار القادري، بيروت، 1990، تحقيق: حسن السماعي سويدان.
([15]) ومنهم: حماد، والثوري، وعبد العزيز بن أبي سلمة، ومالك بن أنس، والشافعي وأصحابه، وأبو حنيفة، وأحمد بن حنبل، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وهشام، وعيسى بن يونس، وجعفر ابن غياث، وسعيد بن عامر، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن عياش، ووكيع، وأبو عاصم النبيل، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن يوسف، وبشر ابن الفضل، وعبد الله بن داود، وسلام بن أبي مطيع، وابن المبارك، وعلي بن عاصم، وأحمد بن يونس، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة، وسليمان بن داود، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويزيد بن هارون.
([16]) الأشعري، 1397هـ، الإبانة عن أصول الديانة، ص 87، دار الأنصار – القاهرة، تحقيق : د. فوقية حسين محمود.
([17]) الأشعري، 1397هـ، الإبانة عن أصول الديانة، ص 87، دار الأنصار – القاهرة، تحقيق : د. فوقية حسين محمود.
([18]) القربطي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، 2/186.
([19]) انظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 4/142، رقم : 1825 .
([20]) انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 15/125.
([21])  انظر: اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، 4/723، رقم: 1333.

0 komentar:

Post a Comment