Monday, February 27, 2012

كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني

عن الشيعة
دراسة نصية من كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني
إعداد: الدكتور/ كمال الدين نور الدين مرجوني


مقدمةالكتاب
لمحة عن كتاب "الملل والنحل" 
مؤلف الكتاب:
        محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني، ولد الشهرستاني في بيئة فارسية ومن أبوين فارسيين، فكان أعجمي الأصل والمولد. ورحل الشهرستاني في طلب العلم وهو في سن الخامسة عشرة إلى بلاد كثيرة منها: خراسان، وخوارزم، ومكة المكرمة، وبغداد، فيستزيد من علماء وفقهاء هذه البلدان، وفي نيسابور تلقى علوم الحديث على يد العالم المحدث المفسر علي بن أحمد المديني (تـ 494هـ)، كما تلقى الفقه على يد الفقيه الشافعي أحمد الخوافي (تـ 500هـ) الذي كان رفيقا للإمام الغزالي. ودخل بغداد سنة عشر وخمسمائة وأقام بها ثلاث سنين، وظهر له قبول كثير عند العوام.
وكان الشهرستاني متكلما أشعريا، وصنف كتبا كثيرة وأشهرها: "نهاية الإقدام في علم الكلام"، و "الملل والنحل"، و "مصارعة الفلاسفة"، وله كتاب في تفسير سورتى الفاتحة والبقرة -مازال مخطوطا- المسمى "مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار".
وأما في الفقه فكان شافعي المذهب، وقد اعتبره السبكى الابن في كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) من رجال المذهب الشافعي، وكذلك الأسنوي في كتابه (طبقات الشافعية) .
مكانة الكتاب:
       يعد كتاب "الملل والنحل" مرجعا أساسيا في تأريخ الفرق الكلامية، حيث رجع الباحثون في الدراسات الكلامية لمعرفة المذاهب الكلامية -نشأة، وقضية، وفكرا-، فإنه يعتبر موسوعة جامعة لمختلف المقالات والملل والأهواء والنحل. ولأهمية هذا الكتاب ومكانته في تأريخ الفرق الكلامية القديمة، فترجم إلى عدة لغات، منها: الإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والملايوية (اللغة الإندونيسية والماليزية).

منهج الكتاب:
      عتمد المؤلف على منهج التحليل، وذلك لعلمه وإدراكه الواسع بالموضوع، والإحاطةُ به، وتُكتسب هذه المهارة بالتَّرويض والمِراس، وفسحُ المجال للفِكر وترك الأحكام المسبقة والخلفيات، ولا يمنع هذا من الاستعانة بالأعمال السابقة لكن دون الوقوع في التبعية والتقليد. إضافة إلى استخدامه المنهج التاريخي، حيث يصف المؤلف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي للفرق الكلامية والأديان المغايرة للإسلام، ويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس علمية منهجية ودقيقة.

محتويات الكتاب:
         استفتح المؤلف كتابه بخطبة تضمنت بيان أهمية الكتاب. وشرح شرحا وافيا عن معنى الدين والملة، وقسم المؤلف الأفكار الرئيسة التي اعتمد عليها الكتاب إلى قسمين:
1) أرباب الديانات والملل مطلقاً ، كالمسلمين وأهل الكتاب والمجوس.
2) أهل الأهواء والنحل كالفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب.
وقد حصر المؤلف مسائل الخلاف بين المذاهب العقائد الإسلامية في أربعة أصول، وهي:
1. التوحيد والصفات.
2. القدر وما يلحق به.
3. الوعد والوعيد، والأسماء والأحكام.
4. السمع والعقل والرسالة و الإمامة.
         ثم توصّل إلى تحديد أصول أو كبار المذاهب العقائدية الإسلامية، وهي: القدرية. الصفاتية. الخوارج. الشيعة. وذكر الشهرستاني في شرطه في إيراد المذاهب العقائدية، فقال:"وشرطي على نفسي: أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم ، من غير تعصب لهم، ولا كسر عليهم، دون أن أبين صحيحة من فاسدة". ومع ذلك فلا يخلو كتابه من بعض الردود والمناقشات والإشارات النقدية.
         ومن المذاهب العقائدية الإسلامية التي تحدث عنها المؤلف: الخوارج، الشيعة، المرجئة، القدرية، الجبرية، الأشعرية وغيرها من المذاهب. وأما الأديان فتحدث المؤلف في كتابه عن الأديان السماوية كاليهودية والنصارى، وبعض الأديان الأرضية الوضعية -أي الأديان غير السماوية-كالمجوسية، والصابئة، الثنوية، وغيرها من الأديان.
القائم بالدراسة:
          الدكتور/كمال الدين نور الدين مرجوني، من مواليد 11/6/1973م، بماكسار إندونيسيا، حصل على شهادة "الليسانس" من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع طنطا سنة 1997م، بتقدير جيد، ثم التحق بالدراسات العليا بقسم الفلسفة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة، فنال درجة "الماجستير" في العقيدة الإسلامية سنة 2002م بدرجة الإمتياز، ودرجة "الدكتوراه" في الفلسفة الإسلامية سنة 2005م بدرجة الإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى. ومحاضر بقسم العقيدة والأديان جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، ومدير عام "دَرْعَمِي للنشروالترجمة والطباعة" بجاكرتا (Dar’ami Publishing, Jakarta).
ومن مؤلفاته:
1) مسائل الاعتقاد عند الإمام القرطبي (رسالة ماجستير)، مؤسسة العليا للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، سنة 2006م.
2) موقف الزيدية وأهل السنة من العقيدة الإسماعيلية وفلسفتها (رسالة دكتوراه)، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، سنة 2009م. والكتاب حائز على جائزة أحسن كتاب بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2009م.
3) الفرق الشيعية وأصولها السياسية وموقف أهل السنة منها، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2009م.
4) قاموس "الشوارفية" للمترادفات ( عربي – إندونيسي)، Ciputat Press, Jakarta 2009، و الطبعة الثانية (منقحة)، Dar’ami Publishing, Jakarta 2011
5) المذاهب العقائدية الإسلامية، نشأتها وتطورها وقضاياها، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2010م.
6) نشأة الفرق وتفرقها، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، سنة 2011م.
7) مدخل إلى علم الكلام -تميهد ومنهج-، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، سنة 2011م.
8) االقضاياالخلافية عند علماء الكلام، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، تحت الطبع.
9) Perseteruan Politik: Syi’ah vs Syi’ah & Tanggapan Sunni, Dar’ami Publishing, Jakarta, 2010
10) Mazhab-Mazhab Syi’ah (Proses cetak Dar’ami Publishing, Jakarta)
11) Filsafat Agama Dari Perspektif Sunni & Syi’ah (Manuscript)

أسئلة النص:
1. مالمراد بالشيعة؟
2. قسم المؤلف الشيعة إلى خمس فرق، اذكر هذه الفرق!
3. ما رأيك في الشيعة الإمامية الإثنى عشرية؟
4. من أي فرقة من فرق الشيعة تنتسب الفرقة الجارودية؟
5. اقتربت الشيعة الزيدية من أهل السنة وخاصة ببعض المذاهب السنية الفقهية، أذكر هذا المذهب!
6. أذكر ألقاب الشيعة الإسماعيلية الباطنية!
7. اشتهر الشيعة الإسماعيلة الباطنية بنظرية الظاهر والباطن، مالمقصود من هذه النظرية!

مفردات النص:
• مذهب: فرقة، حزب، فريق.
• أتباع: أصحاب، شيعة.
• إمامة: خلافة، ولاية.
• إمام: 1) سيد، رئيس، زعيم، قيم، قطب، مولى، مالك. 2) علامة، حِبر، نحرير، متقن، فحل، ركن، قبلة، بحر. 3) قدوة، أنموذج، أسوة، منار، عَلَم، مثل.
• تولى: اضطلع بـ، سيطر على.
• عزلة: انفراد، إختلاء، إنعزال.
• ترهات: أكاذيب، إفتراءات، أوهام.
• حَيرة: إلتباس، مرية، تردد، تعقيد، ضَياع، شك، ريب، إرتياب، إمتراء.
• إهمال: إغفال، تقصير، تفريط، تهاون، توان، سدر، طيش.
• ديباج: قزّ، حرير.
• اسْتبداد: تعسف، حيف، طغيان، ظلم، شطط، جنف، زيغ.
• تبرّأ: تنصّل، جحد، أنكر، نفى.
• اقتباس: نقل، إقتطاف.
• تأييد: تأكيد، إثبات، برهنة، إظهار.
• احتياج: لزوم، حاجة، ضرورة، اضطرار.
• فكرة: إعتبار، حيثية، وُجهة نظر، رأي.
• جمهور: سواد، كشرة، زحمة، غمار.
• انسحب: تراجع.
• جَور: حيف، طغيان، ظلم، شطط، حنيف، زيغ، ميل، عسف.
• نشأ: حصل، صدر، حدث، برز، نتج.
• سبيل: طريق، شارع، مسلك، منهج، أسلوب، درب.
• مداراة: مجاملة، مداهنة، مصانعة، ملاينة، ملق، ملاطفة.
• مغاير: خلاف، نقيض، عكس، غير، مقابل، مواجه، مخالف.
• حفل: اشتمل، ضم، احتوى.
• تستر: اختفى، إختدر، خدر.
• نص: ذكر، شرط، اشترط، فرض.

مصطلحات النص:
1) العصمة:
       إنها أمور يفعلها الله تعالى بالمكلَّف، فتقضي ألا يفعل المعصية اقتضاء غير بالغ إلى حد الإيجاب، أي أنها لطف يمتنع المكلف عند فعله من القبيح اختيارا. والعصمة عند الإمامية الاثني عشرية والإسماعيلية الباطنية مطلقا، فتتعلق بالخطأ والسهو والنسيان وغيرها( )، لذلك قالوا إنه لم يعرف عن الإمام عليّ  أنه أخطأ في تصوّره أو وقع في خطأ وزلة( ). قال المجلسي: "أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة من الذنوب الصغيرة والكبيرة، وعمدا وخطأ ونسيانا – قبل النبوة والإمامة وبعدها - ، بل من وقت ولادتهم، إلى أن يلقوا الله تعالى، ولم يخالف في ذلك إلا "الصدوق محمـد بن بابويه" وشيخه "ابن الوليد"، فإنهما جوزا الإسهاء، من الله تعالى، لأن السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام"( ) . وفي موضع آخر يقرر المجلسي: "اعلم أنّ الإماميّة اتّفقوا على عصمة الأئمّة – عليهم السّلام – من الذّنوب – صغيرها وكبيرها – فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا الخطأ في التّأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه" ( ) . فالمجلسي يسبغ على أئمته العصمة من كافة الأوجه المتصورة: العصمة من المعصية كلها – صغيرة أو كبيرة – العصمـة من الخطأ، والعصمة من السهو والنسيان وغير ذلك.
2) المهدية والغيبة:
       إن فكرة الإيمان بالإمام الخفي أو الغائب توجد لدى معظم فرق الشيعة، حيث تعتقد في إمامها بعد موته أنه لم يمت، فتقول باختفائه عن الناس، ومن ثمّ عودته إلى الظهور في المستقبل مهديًا، ولا تختلف هذه الفرق إلا في تحديد الإمام الذي قدّرت له العودة، تبعًا لاختلافها في تحديد الأئمة وأعيانهم، وهذا مما يجعل القول بذلك فيه شيء من القوة فيما يبدو ومن أشهر الفرق الشيعية القائلة بهذه العقيدة الإمامية الإثني عشرية. والاعتقاد بالمهدي المنتظر، وبأنه من أهل البيت، وسيخرج في آخر الزمان، فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت جورا، هو عقيدة إسلامية مشتركة بين الشيعة وأهل السنة، ولكنهم اختلفوا فيمن يكون هذا الشخص المنتظر؟. فيرى أهل السنة أنه رجل من أهل البيت دون التحديد بالشخص، وهناك آراء تقول بأن لا مهدي سوى عيسى، ولكن جمهور أهل السنة على أن المهدي المنتظر غير عيسى  ، بينما ذهب الإمامية إلى تحديد الشخص المنتظر وهو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري ، وأما الباطنية فالمهدي عندهم هو محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
3) الرجعة:
        هي من العقائد التي تسربت وجاءت للشيعة الإمامية الإثني عشرية عن طريق بعض الديانات الفارسية مثل (الزرادشتية). وعقيدة الرجعة تُعد من أصول دين الشيعة، بل ومن أشهر عقائدهم التي بينها علمائُهم في كتبهم القديمة والحديثة، في أكثر من خمسين مؤلفاً. وترتبط عقيدة الرجعة لدى الامامية الاثني عشرية بالامام المهدي المنتظر. وهي في اللغة العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت، أي رجوع الناس بعد موتهم إلى الدنيا، قال الجوهري والفيروزآبادي: فلان يؤمن بالرجعة، أي بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت. وهي عند الشيعة الإمامية، هو نفس المعنى المحقّق في اللغة ، وهو أنَّ الله تعالى يُعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورهم التي كانوا عليها، فيعزُّ فريقاً ويذلُّ فريقاً آخر، وينصر المُحِقِّين على المبطلين، والمظلومين على الظالمين. ويكون ذلك عند قيام مهدي آل محمد  الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، فتُعدُّ الرجعة مظهراً يتجلى فيه مقتضى العدل الإلهي بعقاب المجرمين على نفس الأرض التي ملأوها ظلماً وعدواناً . ولا يرجع إلاّ من عَلَت درجته في الإيمان، أو من بلغ الغاية من الفساد، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور، وما يستحقونه من الثواب أو العقاب.
4) التقية:
         يعني بالتقية أن يظهر الشخص أمرا ويضمره غيره على سبيل المداراة والمجاراة خوفا على النفس أو على المال والعرض، وهي عند الإمامية كما يعرفه الشيخ المفيد: "التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرارا في الدين والدنيا"( ). ويقصد بالمخالفين أهل السنه. ويقول شيخهم البحراني مبينا معنى التقيه: "المراد بها إظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به "( ). ويقصد بأهل الخلاف أهل السنة. ويقول الخميني: "التقيه معناها: أن يقول الإنسان قولا مغايرا للواقع أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعه"( ). ويقصد بموازين الشريعه دين الشيعه. ويفهم من كل هذه التعريفات أن التقيه عند الشيعه هي التظاهر بعكس الحقيقه، وتبيح للشيعي خداع غيره. أو بمعنى آخر أن يُظهر الإنسان لغيره خِلاف ما يُبطن.
5) البداء: جاء في لسان العرب: "بدا الشيء ظهر ... يقال : بدا لي أي تغير رأي على ما كان عليه. ويقال: بدا لي من أمرك بداء أي ظهر لي ... والبداء استصواب شيء علم بعد أن لم يعلم( ).ذكر الشيخ الإمامي المعاصر جعفر سبحاني أن من العقائد الثابتة عند الشيعة الإمامية، هو القول بالبداء، ومن الكلمات الدارجة بين علمائهم أن النسخ والبداء صنوان، غير أن الأول في التشريع ، والثاني في التكوين ، وقد اشتهرت بالقول به كاشتهارها بالقول بالتقية وجواز متعة النساء( ). ويفهم من هذا أن البداء في اللغة معناه : الظهور. وأما في الجانب الاصطلاحي فأورد صاحب كتاب (نظرية البداء) قائلا: "فقد انسحب على الأمور الممكنة التي تقع في عالم التكون والتي تمتاز بظاهرة التغير بحيث تبدو هذه الأمور ثابتة أولا كأنها تسير وفق سنة واحدة ، ولكن صرعان ما يظهر فيها التبدل"( ).

أفكار عامة عن الشيعة في الكتاب:
      كما عرفنا أن كتب المقالات والفرق حفلت بذكر فرق الشيعة وطوائفهم ومذاهبهم، واللافت للنظر هو كثرة هذه الفرق، وتعددها بدرجة كبيرة حتى تكاد تنفرد الشيعة بهذه السمة، فعلى مدار التاريخ انبثق من الشيعة أفكار وطوائف ومذاهب وفرق منها من خرج على ما يؤمن به جمهور الشيعة وهم من يوصفون بالغلاة ومنهم من ظل تحت اسم التشيع العام. ومنها أيضا طوائف لم تلبث في تاريخ الدهر طويلا انقرضت وهي ما يعبر عنها بالطوائف المنقرضة، ونذكر بعضا منها:
- السبئية:
        وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي قيل أنه من الحيرة وهو الأرجح أو من اليمن، أظهر الإسلام في عهد عثمان  مكرا لإشعال الفتنة و قد نجح، ويعتبر هو أول من نادي بالغلو في أهل البيت و هو أول من وضع أساس ذلك، و لذلك ينسب إليه كل طوائف الشيعة.
- الكيسانية:
        ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الإمام علي  وعرفوا بموالاتهم لابن الحنفية وقد اشتد ظهورهم مع تنازل الحسن لمعاوية ، فقد أسقطوا خلافة الحسن والحسين، ودعوا إلى خلافة محمد بن الحنفية، وأنه وصي أبيه وان كانت فرقة منهم أثبتت إمامة الحسن ثم الحسين ثم ابن الحنفية إلا أن الأكثرية دعوا إلى إمامة ابن الحنفية مباشرة وكفروا مخالفه، وتنسب تسمية الكيسانية إلى كيسان مولى علي  أو إلى كيسان تلميذ ابن الحنفية ومع مرور الوقت تحول الكثير من طوائف الكيسانية إلى المختارية.
- المختارية: يتزعمها المختار بن أبي عبيد الثقفي وقد بدأ بجماعة صغيرة ثم تجمع معه الكثير من أتباع الكيسانية كما ذكرنا، كان المختار ذكي وماكر وعمه والي الكوفة من قبل علي  وقد سمي فيما بعد بكيسان ، فقد أطلق ابن الحنفية كما يزعمون عليه هذا اللقب تكريما له وتشبيها بأفضل تلامذته وقد دخل الكثير من المعارك باسم ابن الحنفية و انتصر بها ثم تمادى حتى ادعى أنه يوحى إليه ويعتقد أنه كذاب ثقيف الذي روته حديثه أسماء عن الرسول ، وقد ادعت هذه الطائف بأن ابن الحنفية لم يمت بل حبسه الله وسوف يخرج في آخر الزمان بل، و قد حاول المختار جاهداً إقناع بن الحنيفة بتأييده فرفض هذا الأخير. فلم يجد المختار بداً من طلب الخلافة لنفسه. و قد كانت نهايته على يد مصعب بن الزبير.
- المحمدية:
         هم طائفة شيعية نسبة إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب (محمد النفس الزكية)، الذي يعتقدون أنه الإمام والمهدي ا لمنتظر، وأن محمداً ذا النفس الزكية لا يزال حياً في جبل حاجر بنجد، ولا بد أن يظهر مرة أخرى، ويملأ الأرض عدلاً، وأن البيعة ستعقد له بين الركن والمقام في بيت الله الحرام بمكة. وكان المغيرة بن سعيد العجلي على هذا المذهب وكان يدعو الناس إليه.
- السميطية:
        هي طائفة شيعية قالت بإمامة محمد بن جعفر الصادق وولده من بعده.
- الفطحية:
        هم أتباع عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق.
- الواقفية:
        هم الذين وقفوا على الإمام السابع للشيعة موسى الكاظم، فلم يقولوا بإمامة من بعده، حيث زعموا أنَّ موسى الكاظم لم يمت وأنه حيٌّ، وأنهم ينتظرون خروجه حيث إنه دخل في غيبة. كما أن الطائفة الواقفية الشيعية استندت في أقوالها إلى روايات وأدلة كثيرة من أن الإمام موسى الكاظم هو المهدي وهو القائم.
       وهذه هي الفرق والمذاهب الأوائل للشيعة، وقد انقرضوا بمرور الزمن وعبر التاريخ. وأما اليوم فتنقسم الشيعة إلى ثلاثة أجنحة وتيارات كبيرة رئيسية وهي: الزيدية، والإمامية الإثنى عشرية، والإسماعيلية الباطنية. ولأهمية هذه الفرق الشيعية الباقية إلى يومنا هذا، فقمنا بدراسته من خلال كتابنا: نشأة الفرق وتفرقها، طبع بدار الكتب العلمية، بيروت، سنة 2011م.

Saturday, February 25, 2012

Bicara Aliran-Aliran Syi'ah


Live: http://penerbit.usim.edu.my/en/biar-buku-bicara/al-firaq.html
______________________________________________________
Banyak pandangan dan penilaian tentang perbedaan Sunnah dan Syi’ah seperti pandangan bahwa ”Perbedaan sedikit sekali dibanding dengan persamaan”. Atau ”Perbedaan bukan pada masalah ushul, tapi perbedaan lebih kepada masalah furu”. Atau dikatakan ”Perbedaan hanya masalah-masalah kecil dan bukan masalah substansial”.

Rukun Islam:
Sunnah dan syi’ah berbeda tentang pilar agama Islam. Kalau me­nurut pandangan Ahlu Sunnah, Islam memiliki beberapa pokok ajaran atau dasar agama yang biasa disebut sebagai rukun agama "Arkaan ad-Din”. Dan rukun ini memiliki konsekwensi yang fatal kalau ditinggal atau tidak dilaksanakan, yang menyebabkan suatu perkara yang dilakukan menjadi tidak sah. Sebab makna rukun itu sendiri adalah, sesuatu yang merupakan sebagian daripada suatu perkara yang karena kewujudannya maka wujudlah perkara itu, manakala sekiranya ia tidak wujud, maka tidak wujudlah perkara itu”. Contohnya perkara niat dalam shalat, niat merupakan rukun wujudnya shalat, jika seorang shalat tanpa disertai dengan niat maka shalatnya tidak sah.
Dalam agama Islam ada dua rukun yang mesti dilaksanakan oleh setiap orang yang mengaku dirinya beragama Islam, rukun tersebut adalah rukun Islam dan rukun Iman. Rinciannya adalah sebagaimana berikut:
Golongan sunnah berpendapat bahwa rukun Islam setelah mengucapkan dua kalimat syahadat ada 4 perkara, yaitu: (1) Shalat, (2) Puasa, (3) Zakat, (4) Haji. Landasan bagi pendapat Sunni ini adalah hadits berikut ini:
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله وسلم يَقُوْلُ : بُنِيَ اْلإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ وَإِقَامُ الصَّلاَةِ وَإِيْتَاءُ الزَّكَاةِ وَحَجُّ الْبَيْتِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ. (رواه الترمذي ومسلم ).
“Dari Abdurrahman, Abdullah bin Umar bin Al-Khaththab r.a berkata : Saya mendengar Rasulullah saw bersabda : Islam dibangun di atas lima perkara; bersaksi bahwa tiada tuhan yang berhak disembah selain Allah, dan bahwa Nabi Muhammad adalah utusan Allah, mendirikan shalat, menunaikan zakat, melaksanakan haji dan berpuasa di bulan ramadhan”. (Riwayat Turmuzi dan Muslim).

Sedangkan bagi masalah keimanan yang merupakan suatu keyakinan yang dipercayai dengan sepenuh jiwa dan hati oleh pemeluk agama Islam, maka bagi golongan sunni, seorang muslim diwajibkan mempercayai enam rukun iman, yang terdiri dari: (1) Iman kepada Allah, (2) para malaikat, (3) kitab-kitab, (4) para rasul, (5) hari kiamat, serta (6) qadha & qadar. Dalil yang diajukan oleh sunni mengenai keenam rukun iman ini adalah sebagi berikut:
(أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدْرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) (رواه مسلم والبخاري).
“Bahwa engkau beriman kepada Allah, malaikat, kitab-kitab-Nya, para rasul, dan hari akhirat, dan engkau beriman mengenai Qadar (takdir), baik dan buruknya".

Sedangkan golongan syi’ah berbeda dengan sunnah mengenai pembagian rukun Islam. Bahkan antara aliran-aliran syi’ah sendiri saling berbeda pandangan dalam hal ini. syi’ah Imamiyah berpendapat bahwa rukun agama ada 5, yaitu: (1) Shalat, (2) Zakat, (3) Hajji, (4) Puasa, (5) Wilayah. Sebagaimana beberapa riwayat yang disebutkan oleh al-Kulaini dalam kitabnya "Ushul al-Kafi":
عَنْ أَبِي جَعْفَر u قَالَ: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى الصلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْوِلاَيَةِ، وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْءٍ كَمَا نُوْدِيَ بِالْوِلاَيَةِ".
“Dari Abu Ja’far, ia berkata: Islam dibangun di atas lima perkara; yaitu mendirikan shalat, menunaikan zakat, puasa ramadhan, melaksanakan haji, dan wilayah, dan tidak ada satu pun daripada rukun-rukun yang tersebut yang diseru (keras) sebagaimana seruan yang diberikan kepada wilayah”[5].

Adapun bagi syi’ah Isma'iliyah Bathiniyah, rukun Islam ada 7. Hal ini dinyatakan dengan tegas oleh salah seorang ulama Syi’ah Isma’iliyah, yaitu al-Qadhi an-Nu'man dalam kitabnya "Da'aa`im al-Islam". Kitab tersebut mensinyalir bahwa rukun Islam ada 7 perkara, yaitu: (1) Wilayah, (2) Kesucian, (3) Shalat, (4) Zakat, (5) Puasa, (6) Hajji, (7) Jihad. Adapun teksnya adalah sebagai berikut:
عَنْ أَبِي جَعْفَر أَنَّهُ قَالَ: "بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى سَبْعِ دَعَائِمٍ : اَلْوِلاَيَةُ، وَهِيَ أَفْضَلُهَا، وَبِهَا وَبِالْوَلِيِّ يُوْصِلُ إِلَى مَعْرِفَتِهَا، وَالطَّهَارَةُ، وَالصَّلاَةُ، وَالزَّكَاةُ، وَالصَّوْمُ، وَالْحَجُّ، وَالْجِهَادُ".
“Dari Abu Ja’far, ia berkata: Islam dibangun di atas tujuh perkara; Wilayah, dan wilayah adalah rukun terbaik dari rukun lainnya, sebab dengan wali (imam) seseorang dapat mengenal rukun-rukun Islam, kemudian Thahara (kesucian), mendirikan shalat, menunaikan zakat, puasa ramadhan, melaksanakan haji, dan berjihad”[8].
Jadi, syi’ah Imamiyah dan syi’ah Isma'iliyah sepakat bahwa wilayah (imamah) adalah rukun yang paling utama dari rukun yang lainnya.

Selengkapnya dalam tulisan:
http://dr-kamaluddin-nurdin.blogspot.com/2011_01_19_archive.html

MENYIKAPI KONSEP TAUHID SALAF

MENYIKAPI KONSEP TAUHID SALAF
Prof Madya. Dr. Kamaluddin Nurdin
Satu isu yang selalu timbul dikalangan umat Islam dari dulu sampai saat ini, dan tidak pernah selesai, sehingga menguras tenaga untuk berpikir, mengkritik, membantah dan memberikan respon yang pada akhirnya akan memecah keutuhan dan kesatuan umat, yaitu Tauhid Tiga (Rububiyah, Uluhiyah, dan Asma’ wa Sifat).
Sebelum menilai pembahagian ini, ada baiknya kalau dijelaskan terlebih dahulu makna akidah dan tauhid, dengan harapan agar penjelasan yang akan diketengahkan boleh memberikan bayangan untuk mengerti apa sebenarnya yang Allah inginkan dari hamba-Nya dalam bertauhid.
Aqidah atau ideologi, sering disebut dan dinamai sebagai kepercayaan. Dari segi etimologi ”Aqidah” berasal dari perkataan arab: “عَقَدَ”, yang artinya mengikat, ikatan dan simpul, juga diartikan  sebagai kontrak, transaksi dan perjanjian”. Dalam kamus ”Syawarifiyyah” disebutkan bahwa perkataan ’Aqada’ disinonimkan dengan: ”عَهِدَ” dan ”وَثَقَ[1].
Oleh karena itu Aqidah diartikan sebagai “Ikatan yang erat kokoh dan pegangan yang kuat”. Dikatakan demikian, karena aqidah tidak menerima hal-hal yang menimbulkan keragu-raguan.
Dalam agama Islam, aqidah berbentuk keyakinan, dan bukan berbentuk amalan (Practical) atau perbuatan. Seperti seseorang berkeyakinan tentang eksistensi (keberadaan) Allah swt, dan keyakinan tentang diutusnya seorang Nabi dan Rasul. Dan bentuk plural daripada Aqidah adalah (Aqaa`id)[2].
Adapun dari segi terminologi, aqidah bermakna: “Perkara-perkara yang dibenarkan dan diakui sepenuhnya oleh hati manusia, dan dia merasa tenang dengan keyakinan tersebut. Oleh karena itu tidak timbul sama sekali keraguan dalam hatinya” [3].  Dengan demikian, Aqidah itu adalah suatu ajaran yang diyakini oleh seseorang dengan penuh keyakinan, sama halnya keyakinan itu baik ataupun buruk.
            Aqidah Islam adalah keimanan dan kepercayaan yang penuh dan mantap terhadap Allah swt, para malaikat, kitab-kitab, para rasul, hari kiamat, qadha dan qadar (takdir ilahi), percaya sepenuh hati terhadap kejadian-kejadian di alam ghaib serta pokok-pokok ajaran agama, dan tunduk terhadap perintah dan segala keputusan yang ditetapkan oleh Allah, juga mengikuti ajaran agama yang dicontohkan oleh Nabi Muhammad saw.
            Berikutnya definisi tauhid menurut bahasa, sebagaimana yang disebutkan dalam kamus dan mu’jam arab, yaitu berasal dari perkataan arab  "وَحَّدَ", yang  artinya menyatukan sesuatu,  dan kalimah tersebut menunjukkan sesuatu yang tunggal, dalam artian tidak memiliki kesamaan dari sesuatu, oleh karena itu untuk menunjukkan keesaan Allah maka orang arab mengatakan "اَللهُ وَاحِدٌ" yang bermaksud Allah adalah Esa dan tidak ada yang menyamai-Nya dari segala hal. Dengan demikian perkataan tauhid "التوحيد" mengandung makna pengetahuan tentang ke-Esaan Allah swt, tidak ada tandingan, saingan dan yang sama denganNya. Oleh karena itu kalau seseorang tidak berkeyakinan demikian –meng-Esakan Allah-  maka sesungguhnya ia tidak bertauhid[4].
            Adapun kalimah tauhid menurut terminologi adalah mengesakan Allah terhadap apa saja yang khusus bagi-Nya, seperti ke-Ilahian, ke-Tuhanan, dan nama-nama serta sifat-sifat-Nya. Dan penggunaaan istilah dan maknanya terdapat dalam al-Qur’an al-Karim seperti beberapa firman Allah di bawah ini:
)قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اَللهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ،، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ( -الإخلاص: 1-4
             ”Katakanlah:"Dialah Allah, Yang Maha Esa. Allah adalah Ilah yang bergantung kepada-Nya segala urusan. Dia tidak beranak dan tiada pula diperanakkan, dan tidak ada seorang pun yang setara dengan Dia”. (al-Ikhlas, 1-4).
)وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ( -البقرة: 163-
”Dan Ilah kamu adalah Ilah Yang Maha Esa; Tidak ada Ilah melainkan Dia, Yang Maha Pemurah lagi Maha Penyayang”. (al-Baqarah, 163).
)لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(  -المائدة: 73-
”Sesungguhnya kafirlah orang-orang yang mengatakan:"Bahwanya Allah salah satu dari yang tiga", padahal sekali-kali tidak ada Ilah (yang kelak berhak disembah) selain Ilah Yang Esa. Jika mereka tidak berhenti dari apa yang mereka katakan itu, pasti orang-orang yang kafir diantara mereka akan ditimpa siksaan yang pedih”. (al-Maaidah, 73).
 Masih banyak lagi ayat-ayat lain yang berkaitan dengan di atas. Di samping itu terdapat satu riwayat dari Ibnu Umar r.a. seperti hadits di bawah:
«بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ ».  (مسلم)
 ”Sesungguhnya agama dibangun atas lima perkara, hendaklah engkau mentauhidkan Allah, mendirikan shalat, menunaikan zakat, menjalankan ibadah puasa ramadhan dan melakukan ibadah haji”. (Muslim, No: 16).
Dari ayat dan hadits di atas dapat dipahami bahwa seluruh teks-teks di atas sebenarnya menyerukan realisasi makna syahadat ” لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللهِ”, yaitu pengakuan seorang mu’min bahwa tiada Tuhan selain Allah dan Muhamad adalah utusan Allah.
Dengan demikian makna tauhid dari aspek etimologi dan terminologi sangat jelas, di mana keduanya menekankan satu aspek saja, yaitu meng-Esakan Allah swt.
Perlu disebutkan di sini bahwa para ulama berbeda pandangan tentang pembahagian tauhid. Sebagian dari mereka membaginya kepada dua bahagian, dan ada juga yang membaginya kepada tiga bahagian. Sebagaimana yang dijelaskan oleh imam at-Thahawi dari mazhab Hanafi, beliau menegaskan bahawa ulama salaf terkadang membagi tauhid kepada dua saja yaitu: tauhid Uluhiyah dan tauhid Rububiyah. Dan ada juga dari mereka yang membaginya kepada tiga, yaitu: tauhid Sifat, tauhid Uluhiyah, dan tauhid Rububiyah[5]. Sedangkan ulama yang selain salaf tidak memberikan klasifikasi kepada tauhid. Sebab bagi mereka istilah tauhid satu saja, dan mengandungi semua hal yang berkaitan di atas.
Sebenarnya pembagian tauhid tersebut tidak pernah wujud pada masa tiga kurun islam pertama, yaitu masa sahabat, tabi’in dan tabi’ taabi’in. Justru pembagian dan klasifikasi rincian tauhid dimulai oleh  Ibnu Taimiyah. Dan bagi penulis pengklasifikasian tauhid tersebut tidak menjadi masalah. Karena niat Ibnu Taimiyah dalam menciptakan klasifikasi tauhid adalah bertujuan untuk memberikan penjelasan, bagi memudahkan dan mendekatkan seoramg mukmin untuk mengenal hakikat tauhid yang mencerminkan bahwa tauhid itu bukan hanya sekedar pengetahuan, tapi ia adalah pengetahuan dan pengamalan[6].
Ibnu Taimiyah mendefinisikan tauhid Rububiyah sebagai: ”Pengakuan seseorang bahawa Allah Yang menciptakan segala sesuatu, dan Allah pula sebagai Rab (Tuhan alam semesta)” [7]. Dalam makna yang sama imam Ibnu Abi al-’Iz menjelaskan bahwa tauhid ini adalah bentuk pengakuan seseorang tentang adanya pencipta segala sesuatu, dan tidak ada pencipta lain selain daripada Allah yang tidak ada yang mampu menyamai-Nya baik dari sifat dan perbuatan-Nya. Oleh karena itu aspek tauhid Rububiyah memiliki nilai kebenaran[8]. Dengan pemaknaan ini mereka jadikan tauhid Rububiyah sebagai fondasi bagi tauhid Uluhiyah.
Dengan tauhid rububiyah ini, seseorang akan men-Tauhidkan Allah dalam perbuatan-Nya, seperti hal penciptaan, penguasaan, pembagian rezeki, pengurusan alam semesta beserta isinya dari sekian ragam makhluk-makhluk Allah swt. Dan orang atheis tidak memiliki keyakinan seperti ini, sebab mereka menafikan adanya Tuhan pencipta alam ini.
Kemudian Ibnu Abi al-’Iz menjelaskan tauhid Uluhiyah sebagai: ”Penyembahan hanya kepada Allah dan meyakini bahawa Allah tidak mempunyai sekutu” [9]. Dan tauhid ini diekspresikan sebagi tauhid ibadah. Artinya penyembahan dan pengabdian seorang mukmin ditujukan hanya kepada Allah semata, baik secara lahir ataupun secara batin. Dengan demikian maka amalan shalat, puasa, zakat, haji, dan amalan-amalan lainnya dilakukan dengan keikhlasan karena mengharap keridhaan Allah. Melalui tauhid Uluhiyyah ini, manusia men-Tauhidkan Allah dalam peribadatan atau persembahan, seperti tawakkal, berdo’a dan mengharap perlindungan dari Allah.
Bagi ulama yang mengakui pembagian tauhid ini, mereka berpandangan bahwa seseorang yang beriman belum cukup untuk menyatakan tauhidnya kepada Allah dalam bentuk tauhid Rububiyah, tanpa menyertainya dengan tauhid ubudiyah yaitu tauhid Uluhiyah. Alasannya karena orang-orang musyrik zaman dulu telah memiliki keyakinan bahawa Allah yang mencipta dan mengatur alam semesta, tetapi keyakinan itu belum cukup memasukkan mereka ke dalam Islam. Oleh karena itu bagi mereka tauhid Uluhiyah dijadikan sebagai inti pembahasan dalam tauhid. Adapun peranan daripada tauhid Rububiyah mereka jadikan sebagai penghubung kepada tauhid Uluhiyah.
Adapun maksud tauhid Asma dan Sifat dari perspektif Salaf adalah meyakini sepenuh hati dan menetapkan apa yang sudah ditetapkan Allah di dalam al-Qur’an dan al-Hadits mengenai nama dan sifat Allah tanpa merubah makna, mendeskripsikan bentuk ataupun cara. Dalam arti lebih jelasnya mereka tidak membolehkan interpretasi apapun terhadap sifat-sifat Allah yang termaktub dalam al-Qur’an, seperti kalimah "اَلْيَدُ" dalam firman Allah:
)يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ( -الفتح: 10-
“Tangan Allah di atas tangan mereka” (al-Fath, 10).
Tidak dibolehkan memahami ayat di atas kecuali seperti dalam terjemahan ayat. Dengan catatan tegas bahwa tangan Allah tidak sama dengan tangan manusia. Dengan pemahaman ini, dilarang bagi siapa-siapa memberikan arti ayat tersebut sebagai “kekuasaan Allah di atas kekuasaan mereka”.
Sebagai renungan bersama, Rasulullah saw menjelaskan tentang perkara tauhid, bahwa Allah memberikan jaminan surga kepada siapa saja hamba Allah yang meng-Esakan-Nya dan tidak mempersekutukan-Nya:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله e : (من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)
Dari Abi Hurairah r.a. berkata bahwa Rasulullah saw bersabda, “Orang yang berkata tiada Tuhan selain Allah dan bahwa Aku adalah utusan Allah, tanpa perasaan ragu, maka dia masuk surga.”
 عن عثمان إبن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله e: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)
Dari Utsman bin Affan r.a berkata bahwa Rasulullah saw bersabda, “Orang yang meninggal dunia dan dia mengetahui bahwa tiada Tuhan selain Allah, pasti masuk surga.”
عن عثمان بن مالك رضي الله عنه عن النبي e قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل)
Dari Utsman bin Malik r.a bahwa Nabi saw bersabda, “Sesungguhnya Allah swt mengharamkan neraka buat orang yang mengatakan tidak ada tuhan selain Allah dengan tujuan mengharapkan keridlaan Allah Azza wa Jalla”.
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي e قال: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله متيقناً بها قلبه فبشره بالجنة)
Dari Abi Hurairah r.a bahwa Rasulullah saw bersabda, “Siapa yang menemuiku di balik dinding ini dengan bersaksi tidak ada Tuhan selain Allah dengan penuh keyakinan di dalam hatinya, maka berilah padanya kabar gembira yang berupa surga”.
Hadits-hadits di atas dengan jelas dan tanpa melihat latar belakang golongan dan mazhab, menjamin surga bagi hamba Allah yang betu-betul bertauhid dan tidak memepersekutukan-Nya. Serta  tidak melihat apakah tauhid yang dia yakini adalah tauhid tiga atau bukan tauhid tiga, namun yang pasti dia meng-Esakan Allah, dan sama sekali tidak mempersekutukan-Nya.
Pertanyaan pertama yang akan ditemui oleh setiap hamba Allah di akhirat kelak adalah persoalan shalat:
 (إنَّ أَولَ ما يُحاسَبُ به العبد يوم القيامة من عَمَلِهِ: صلاَتُهُ، فإن صَلَحتْ، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدَتْ ، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئا، قال الربُّ تبارك وتعالى: انظروا، هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)
 "sesungguhnya yang pertama-tama akan di hisab dari manusia pada hari kiamat dari semua 'amal perbuatan (tindakan) mereka adalah SHALAT. Kalau shalatnya baik, maka ia berhasil dan berjaya (selamat), namun kalau shalatnya rusak maka ia akan kecewa dan rugi. Dan jika terdapat suatu kekurangan dari shalatnya, maka Allah swt berfirman : Lihatlah apakah ada shalat sunnah dari hamba-Ku? Jika ada padanya shalat sunnah maka sempurnakanlah kekurangan shalat fardhu hamba-Ku dari shalat sunnahnya. Dan begitu juga halnya dengan amal perbuatannya yang lain".
Dari hadits ini dapat diambil i’tibar dan pelajaran berharga, yaitu bahwa persoalan pertama yang sangat fundamental dalam penilaian Allah swt tentang lulus atau tidaknya amal perbuatan seorang mukmin untuk masuk ke dalam surga adalah masalah shalat. Apakah sempurna shalatnya dalam lima waktu sehari semalam. Ataukah ia shalat sesuai dengan keadaan dan kelapangan waktu. Kalau tengah rajin, maka ia akan shalat penuh lima waktu, tapi kalau malas cukup sekali seminggu (jum’at), atau dua kali dalam setahun (Iedul Fithri & Iedul Adha).
Apapun halnya, pembahagian tauhid tidak perlu diributkan dan diperselisihkan. Terserah kepada masing-masing keyakinan. Sebab Allah sendiri tidak akan bertanya tentang bentuk tauhid yang kita yakini. Dan pertanyaan Allah hanya bertumpu kepada peng-Esaan Allah yang merupakan hakikat tauhid. Kalau sudah mantap peng-Esaan kita kepada Allah maka selesai masalah. Begitu juga Allah tidak akan bertanya tentang maksud ayat mutasyabihat yang tercermin dalam persoalan makna al-Yad atau tangan. Dalam artian, Allah tidak akan bertanya kepada hamba-Nya tentang pemahaman al-Yad (tangan) yang terdapat dalam ayat mutasyabihat, apakah ditafsirkan sebagai kekuasaan, atau dikekalkan pengertiannya menurut makna bahasa.
Pembahasan-pembahasan demikian tidak akan pernah selesai, sehingga akan membuang waktu, masa dan energi umat. Di samping itu, masih banyak bahkan berbilang masalah umat yang menunggu dan perlu diselesaikan. Dan yang penting dalam pembahasan tauhid ini adalah dengan adanya jiwa tauhid dalam hati, maka akan terbentuklah berbagai motivasi hidup yang positif. Dengan jiwa tauhid maka seseorang akan takut hanya kepada Allah swt. Kalau dalam dunia pekerjaan, orang yang memiliki kekuatan tauhid akan bekerja lillah ta’alah ”ikhlas karena Allah”, dan bukannya bekerja untuk dinilai oleh atasan dan boss, sehingga segala bentuk penilaian-penilaian manusia tidak ia hiraukan. Dan yang ia takutkan adalah penilaian Allah di akhirat kelak. Dengan semangat jiwa tauhid ini ia memiliki keberanian yang hebat untuk menghadapi cobaan, cabaran, tantangan, dan rintangan hidup.
Wallah A’lam


[1] DR. Kamaluddin Nurdin, Kamus Syawarifiyyah, Sinonim Arab-Indonesia, hal: 427.
[2] Ibnu Faris, Mu’jam Maqaayiis al-Lughah, 4/86-87. Ibnu Mandzur, 9/309.
[3] Lihat: DR. Kamaluddin Nurdin, Masaail al-I'tiqad Inda al-Imam al-Qurthubi, Muassasah al-'Alya, Kairo-Mesir, 2006.
[4] Lihat: al-Azhari, Tahzib al-Lughah, 5/192-198. Ibnu Faris, Mu’jam Maqaayis al-Lugha, 1084.
[5] Ibnu Abi al-‘Iz, Syarh al-Akidah at-Thahawiyah, 1/17, 24, 42.
[6] DR. Kamaluddin Nurdin, al-Mazahib al-Aqaaidiyah al-Islamiyah, 183-185, Univerisiti Sains Islam Malaysia, 2011.
[7] Ibnu Taimiyah, Minhaj as-Sunnah, 3/289.
[8] Ibnu Abi al-‘Iz, Syarh al-Akidah at-Thahawiyah, 1/25.
[9] Ibnu Abi al-‘Iz, Syarh al-Akidah at-Thahawiyah, 1/24.

Thursday, February 23, 2012

قضية خلق القرآن بين الفكر والسياسة


قضية خلق القرآن بين الفكر والسياسة
د/ كمال الدين نور الدين مرجوني
مشكلة العالم الإسلامي اليوم أنه ينشغل بمشكلات زائفة عن مشكلات حقيقية، ومن هذه المشكلات قضية خلق القرآن، ومن هنا يرى أستاذي الدكتور/ حامد طاهر (نائب رئيس جامعة القاهرة السابق)أن هذه القضية من القضايا الزائفة في علم الكلام، لأنها لا تنتج عنها سوى الدوران في حلقات مفرغة، بل أنها تشوش نظام العقل، وتعطل حركة الفكر الحقيقي والواقعي([1]). ومسألة كلام الله تعالى أو خلق القرآن من المسائل التي تتصل بالصفات أشد الاتصال، وذكر أن اليهود كانوا أول من قال بخلق كلام الله، وأول من قال ذلك منهم هو: لبيد أعصم اليهودي القائل بخلق التوراة([2]). ويبدو أن أول من أظهر القول بخلق القرآن في الإسلام -كما أشار إليه ابن تيمية- الجعد بن درهم، والجهم بن صفوان ثم تابعه المعتزلة([3])
ومن المستحْسن هنا التعريف بهذه القضية وحقيقتها عند علماء الكلام كي يمكن تصورها ولو بالجملة، لأن الكلام عن شيء فرع عن تصوره.
عرف الإمام القرطبي القرآن بأنه : "اسم لكلام الله تعالى، وهو بمعنى المقروء ، كالمشروب يسمى شرابا، والمكتوب يسمى كتابا ... وفي التنزيل: )وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً( -سورة الإسراء، الآية: 78-؛ أي: قراءة الفجر. ويسمى المقروء قرآنا على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر؛ كتسميتهم للمعلوم علما وللمضروب ضربا ... ثم اشتهر الاستعمال في هذا، واقترن به العرف الشرعي، فصار القرآن اسما لكلام الله، حتى إذا قيل: القرآن غير مخلوق، يراد به: المقروء لا القراءة لذلك"([4]). ووضح في موضع آخر أن مذهب أهل الحق أن كلام الله سبحانه الذي هو القرآن مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور وهو سور وآيات، وله نصف وربع، فنصفه آخر سورة الكهف إلى آخر (قل أعوذ برب الناس)، وله مع ذلك خمس وسبع وعشر، وفي الكتابة الموجودة في المصحف والقراءة الموجودة في الألسنة؛ ستة آلاف آية ومئتا آية وآية، وفيها من الحروف ثلاث مئة ألف حرف، وأحد عشر ألف حرف ومئتان وخمسون حرفا. كلام الله القديم الذي هو صفته تعالى لا نصف له ولا ربع ولا خمس ولا سبع ولا هو ألوف ولا مؤن ولا آحاد، وإنما هو صفة واحدة لا ينقسم ولا يتجزأ. وهذا ما يدل على أن التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء([5]).
إِنَّ الله سبحانه وتعالى متكلِّمٌ حقيقة بكلام هو صفة من صفاته اللازمة لذاته، والكلام من الصفات السمعية العقلية، لأن العقل يثبت أن الله تعالى متصف بصفة الكلام، إذ لو لم يتصف بصفة الكلام؛ إذ لو يتصف بصفة الكلام لا تصف بضدها، وهو الخرس، وهذا محال؛ لأن الكلام صفة كمال، ومن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، كما أن من يعلم أكمل ممن ليس كذلك، وقد تقرر أن ما ثبت للمخلوق من كمال لا نقص فيه، فثبوته للخالق بطريق الأولى، وما تنزه المخلوق عنه عن النقائص، فتنزه الخالق عنه بطريق أولى([6]).
          ونظرة عامة عن هذه القضية يمكن القول بأن العلماء والفرق والمذاهب في صفة الكلام انقسموا إلى تسعة أقوال -وأوردها ابن أبي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية-:
-       الأول: الصابئة ([7]) والمتفلسفة: إن كلام الله تعالى هو ما يفيض على النفوس من معان، إما من العقل الفعال عند بعضهم، أو من غيره.
-       الثاني: المعتزلة: أنه مخلوق خلقه الله منفصلا عنه.
-       الثالث: ابن كلاب ومن وافقه كالإمام الأشعري وغيره: أنه معنى واحد، قائم بذات الله، هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار، وإن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة .
-       الرابع: أهل الحديث: أنه حروف وأصوات أزلية مجتمعة في الأزل.
-       الخامس: الكرامية([8]): أنه حروف وأصوات، لكن تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلما.
-       السادس: الرازي: أن كلامه يرجع إلى ما يحدثه من علمه وإرادته القائم بذاته([9]).
-       السابع: أبو منصور الماتريدي: أن كلامه يتضمن معنى قائما بذاته، هو ما خلقه في غيره.
-       الثامن: أبو المعالي الجويني: أنه مشترك بين المعنى القديم والقائم بالذات، وبين ما يخلقه في غيره من الأصوات.
-       التاسع: أئمة الحديث والسنة: أنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء، وكيف شاء، وهو يتكلم به بصوت يسمع، وأن نوع الكلام قديم، وإن لم يكن الصوت المعين قديما([10]).
ولا خلاف بين المعتزلة والفرق الكلامية على أن الله تعالى متكلم، وأن له كلام، وأن القرآن كلام الله على الحقيقة، لكن الخلاف حول معنى الكلام وحقيقة المتكلم، وهل القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟.
وفيما يتعلق برأي علماء السلف في هذه القضية فإنهم يمتنعون عن وصف القرآن بما لم يوصف به على لسان رسول الله e. وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل هل لهم رخصة أن يقول الرجل: "القرآن كلام الله تعالى ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لو لا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون([11]). قال الآجري بعد أن ساق هذا النص: "معنى قول أحمد ابن حنبل في هذا المعنى: أن أهل الإيمان لم يختلفوا في هذا القرآن كلام الله عز وجل، فلما جاء جهم، فأحدث الكفر بقوله: إن القرآن مخلوق لم يسع العلماء إلا الرد عليه بأن القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق بلا شك، ولا توقف فيه، فمن لم يقل: غير مخلوق، سمي واقفيّا شاكّا في دينه"([12]).
وفي هذا يقول ابن تيمية مبيناً موقف السلف من هذه القضية: "وكما لم يقل أحد من السلف إنه مخلوق فلم يقل أحد منهم إنه قديم، لم يقل واحداً من القولين أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا من بعدهم من الأئمة ولا غيرهم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله"([13]). ويقول ابن قدامة: "ومن كلام الله تعالى القرآن العظيم وهو كتاب الله المبين وحبله المتين، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود"([14]). وقد كفر كثير من علماء السلف من قال بخلق القرآن أورد منهم الأشعري عدداً كبيراً([15])، ثم قال: "ومن قال إن القرآن مخلوق وإن من قال بخلقه كافر، من العلماء وحملة الآثار ونقلة الأخبار لا يحصون كثرة "([16]). ويقول أيضاً: " وقد احتججنا لصحة قولنا إن القرآن غير مخلوق من كتاب الله عز وجل، وما تضمنه من البرهان وأوضحه من البيان ولم نجد أحداً ممن تحمل عنه الآثار وتنقل عنه الأخبار ويأتم به المؤتمون من أهل العلم يقول بخلق القرآن، وإنما قال ذلك رعاع الناس وجهال من جهالهم ولا موقع لقولهم"([17]). ومثله ما أورده الدرامي والإمام أحمد بن حنبل من أقوال لعلماء السلف يكفرون فيها من قال بخلق القرآن، وهي أقوال كثيرة لا حاجة بنا إلى سردها هنا لأن مضمونها كما قلنا واحد، وهو إثبات القول بعدم خلق القرآن وتكفير من قال بخلقه. وأما احتجاج القائلين بخلق القرآن بقوله تعالى: )إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا( -الزخرف: 3-، أي خلقناه قرآناً عربياً؛ فهذا احتجاج باطل إذ أن جعل التي بمعنى خلق تتعدى إلى مفعول واحد، وهنا تعدت إلى مفعولين فهي ليست بمعنى خلق. وأشار القرطبي إلى الحديث الذي ورد فيه تكفير القائل بخلق القرآن: "والأخبار عند السلف بتكفيرها كثيرة جدا، وحسبك أنه إجماع. وقد روي عن النبي e من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله e (كل ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما فهو مخلوق غيرالله والقرآن، وذلك لأنه كلامه منه بدأ وإليه يعود، ويسجيء في آخر الزمان أقوام من أمتي يقولون: القرآن مخلوق. فمن قال ذلك فقد كفر بالله العظيم، وطلقت امرأته منه من ساعته، لأنه لا ينبغي لمؤمنة أن تكون عند كافر إلا أن تكون سبقته بالقول([18]).
إذن، فأخطر ما تفرّع عن موقف الفرق الكلامية أو المذاهب العقائدية من صفات الله مسألة خلق القرآن، وهذه القضية لم تكن معروفة في عهد النبي e، ولا في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم حتى نهاية الدولة الأموية، كما أن القرآن الكريم لم يتحدث عنها وكذلك السنة النبوية، وهي ليست من الأمور الاعتقادية التي لا يتم الإيمان إلا بها، ولا ينبني عليها أي عمل والخوض فيها وخصوصا في هذا العصر من الأمور التي يجب أن ينهى عنها، ويكفينا ما أجمع عليه المسلمون بأن القرآن كلام الله تعالى ونحن مطالبون بحفظه وفهمه وتدبره والعمل به. وحدث هذه الفتنة في العراق في بداية القرن الثالث الهجري، وكانت في بدايتها معركة جدلية بين بعض علماء المعتزلة والحاكم العباسي من جهة وبين الإمام أحمد بن حنبل وبعض من أتباعه من جهة أخرى، ودام الجدل في هذه القضية قرابة عشرين عاما (218-234هـ) وتوالى على الحكم العباسي في هذه الفترة: المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل في بداية عهده. وقد أعلن المأمون وهو الخليفة العباسي بوجوب الاعتقاد بخلق القرآن وأجبر الناس والعلماء على التصريح بذلك، وامتحن الناس والعلماء. وقصة الإمام أحمد بن حنبل في  هذا معروفة ومشهورة. وقد سجن الإمام أحمد بن حنبل بسبب هذه المسألة لمدة ثلاثين شهرا وجلده بالسياط، وكان ابن أبي دؤاد يصرخ بأعلى صوته: "يا أمير المؤمنين اقتله فإنه كافر". قال الدارقطني: "أحمد بن أبي داود قاضي القضاة للمعتصم والواثق، وهو الذي كان يمتحن العلماء في أيامهما ويدعوا إلى القول بخلق القرآن"([19]).
والخلاف حول القرآن أمخلوق أم غير مخلوق نقاش وخلاف يكاد يكون شكليا أكثر منه موضوعيا، وللأسف الشديد أن النقاش والخلاف فيه ترتب عليه من النتائج مالم نسمع بمثله مع أي خلافات كلامية أخرى، قد تكون أشد منه وأهم، مما جعل العلماء يسمون الخلاف في هذه المسألة بأنه محنة أي محنة القول بخلق القرآن، أو على وجه التحديد محنة الإمام أحمد بن حنبل، وقد كانت محنة فعلا، حيث تعدّى الخلاف فيها حاجز التصويب والتخطيء والتظليم إلى التكفير والتعذيب والقتل وما إلى ذلك من محن، ومصائب، وفتن.
وعلى أية حال، فإن هذه القضية من القضايا التي أخذت من الزمن والجهد وشدة الشقاق بين الفرق الكلامية واتجاهاتها أكثر مما ينبغي لها، حيث تخرج هذه المشكلة من حلقات الدرس والمناظرة داخل المسجد إلى ديوان الخلافة، ويمتد أجهزة الشرطة، ويصبح أحد مشاغل الناس الرئيسة في مطلع القرن الثالث الهجري، فيستمر خلال حكم المأمون (198-218هـ)، والمعتصم (218-227هـ)، ثم لا يلبث أن يهدأ في عهد الواثق (227-232هـ)، وفي هذه الفترات سفكت بسببها دماء كثيرة وجرت من أجلها محن عظيمة وبلايا متتالية على العلماء، واشتد الأمر وغصت السجون بالمخالفين فيها القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وتتحول هذه القضية إلى النقيض تماما في عهد المتوكل (232-247هـ).
وهكذا كان الصراع في بدايته حيث كانت القوة بيد المعتزلة، وكانت السلطة قد انحازت إليهم، وقد واجهوا خصومهم بقوة، وقد كانت مسألة خلق القرآن في واجهة ذلك الاختلاف إذْ كان مائزاً قوياً يميز بينهم وبين خصومهم الذين أرادوا اقتلاع آثارهم من مواقع النفوذ والتأثير إلا أنّ الأمور انقلبت رأساً على عقب فيما بعد، وذلك عندما مال المتوكل العباسي إلى مواجهة المعتزلة واستبدال خصومهم، وقد كان المتوكل معروفاً بنصبه العداء لأهل البيت، وكان المعتزلة مع كونهم قائلين بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وكانوا قابلين بخلافة خلفاء بني العباس إلا أنهم كانوا يلتقون في كثير من أفكارهم مع الشيعة، وقد كانوا مع الدولة العباسية منذ بدايتها، وكان عمرو بن عبيد أحد أقرب الشخصيات المقربة للمنصور الدوانيقي، وقد قامت الدولة العباسية في الظاهر على أساس المطالبة بدم الإمام الحسين، ومن ثم بدماء بقية من أريقت دمائهم ومنهم زيد بن علي بن الحسين، فلهذا السبب لم يكن وجود المعتزلة في مواقع النفوذ يناسب رغبة المتوكل، بل كانت أفكارهم تساعد على طرح كثير من أفكار شيعة أهل البيت، فكان أنْ صدر القرار من المتوكل بتصدي خصوم المعتزلة وعزلهم عنا لساحة فقد أخرج أبو بكر الخطيب بإسناده عن محمد بن عرفة أنه قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان بن أبي شيبة الكوفيان، وهما من بني عبس وكانا من حفاظ الناس ، فقسمت عليهم الجوائز، وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له منبر، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس، وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مجلس الرصافة، وكان أشد تقدما من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفاً، واستمر الصراع بشدة وضراوة حتى آل الأمر إلى العمل على تصفية المعتزلة جسدياً إلى أنْ أدّى الأمر إلى انقراضهم([20]).
ومما يبين هذا الأمر ما ذكره أحد شخصيات الحنابلة المعروفين وهو أبو القاسم اللالكائي الطبري حيث قال شارحاً بعض ما جرى في القرن الخامس الهجري: "واستتاب أمير المؤمنين القادر بالله حرس الله مهجته وأمد بالتوفيق أموره ووفقه من القول والعمل بما يرضي مليكه فقهاء المعتزلة والحنفية في سنة ثمان وأربع مائة فاظهروا الرجوع، وتبرؤا من الاعتزال، ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام والسنة، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم مهما خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم"([21]).
ومما سبق يتضح لنا -وبصرف النظر عن علاقة خلق القرآن بالعقيدة الإسلامية- فإنه لا يمكن فصله عن العنصر السياسي. حيث اعتقد المأمون برأي المعتزلة في القول بخلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. 







([1]) انظر: د. حامد طاهر، الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، 2009م، ص 125-135، القاهرة، مكتبة نهضة مصر.
([2]) أحمد بن حنبل، 1977م، الرد على الجهمية والزنادقة، ص 21، دار اللواء ، الرياض-السعودية، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة.
([3]) القربطي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، 2/186.
([4]القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 2/199-200 باختصار.
([5]القرطبي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، 2/189، مكتبة دار الصحابة طنطا-مصر.
([6]) انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 9/141.
([7]) الصابئة في اللغة: صبأ الرجل: إذا مال وزاغ، فبحكم ميل هؤلاء عن سنن الحق، وزيغهم عن نهج الأنبياء، قيل لهم : الصابئة. وقد يقال: صبأ الرجل إذا عشق وهوى، وهم يقولون: الصبوة: هي الانحلال عن قيد الرجال، وإنما مدار مذهبهم على التعصب للروحانيين. والصابئة تدعي أن مذهبها هو الاكتساب. انظر: الشهرستاني، الملل والنحل، 2/5.
([8]) الكرامية: هم أتباع أبي عبد الله محمد بن كرام بن عراق السجستاني، توفي سنة 255هـ، بالغوا في الإثبات إلى حد التشبيه والتجسيم، قالوا ببعض قول المعتزلة، كالحسن والقبح العقليين، ومعرفة الله بالعقل، وهم من المرجئة في الإيمان. انظر: الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، 5/146. ابن حجر، لسان الميزان، 5/353. الشهرستاني، الملل والنحل، 1/108. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 215.
([9]) ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، 1/173.
([10]) ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، 1/173. محمد بن الموصلي، مختصر الصواعق المرسلة، ص 424.
([11]) ذكره عنه الآجري في كتابه "الشريعة"، ص 87، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط1/1410هـ، تحقيق: محمد حامد الفقي.
([12]) ابن تيمية، جواب أهل الإيمان، ص 47.
([13]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 12/301. وله جامع الرسائل، ص 162.
([14]) ابن قدامة، 1983م، المنار المنيف، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب-سوريا، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة. وله: نقد المنقول، ص 119، دار القادري، بيروت، 1990، تحقيق: حسن السماعي سويدان.
([15]) ومنهم: حماد، والثوري، وعبد العزيز بن أبي سلمة، ومالك بن أنس، والشافعي وأصحابه، وأبو حنيفة، وأحمد بن حنبل، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وهشام، وعيسى بن يونس، وجعفر ابن غياث، وسعيد بن عامر، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن عياش، ووكيع، وأبو عاصم النبيل، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن يوسف، وبشر ابن الفضل، وعبد الله بن داود، وسلام بن أبي مطيع، وابن المبارك، وعلي بن عاصم، وأحمد بن يونس، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة، وسليمان بن داود، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويزيد بن هارون.
([16]) الأشعري، 1397هـ، الإبانة عن أصول الديانة، ص 87، دار الأنصار – القاهرة، تحقيق : د. فوقية حسين محمود.
([17]) الأشعري، 1397هـ، الإبانة عن أصول الديانة، ص 87، دار الأنصار – القاهرة، تحقيق : د. فوقية حسين محمود.
([18]) القربطي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، 2/186.
([19]) انظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 4/142، رقم : 1825 .
([20]) انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 15/125.
([21])  انظر: اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، 4/723، رقم: 1333.