Friday, January 13, 2012

مناقشة الدكتوراه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة

 VIVA VOCE OF PH.D
مناقشةالدكتوراه
كلية دار العلوم جامعة القاهرة
(FACULTY OF DAR EL-ULUM CAIRO UNIVERSITY)


Title:
 جهود الزيدية في الرد على الباطنية
دراسة نقدية تحليلية مقارنة
ZAYDIA EFFORTS IN THE REFUTATIONS OF THE BATINIDES
Critical,  Analysis and Comparative Study
Ph.D (Islamic Philosophy), Dar el-Ulum, Cairo University, 2005
Summa Cumlaude /إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى


Published at Darul Kutub Ilmiah, Beirut-Lebanon, 2009.
Title:
موقف الزيدية وأهل السنة من العقيدة الإسماعيلية وفلسفتها 
http://www.al-ilmiyah.com/_Product.php?FieldToSearch=Moualef&Keyword=%E3%D1%CC%E6%E4%ED&Action=Search
Best Book, Universiti Sains Islam Malaysia (USIM) 2010
Supervisor:
Prof.DR. Mohamed al-Sayyid al-Jayaland 
(Prof at Dar el Ulum Cairo University)
Members of the Committee Viva Voce:
- Prof. DR. al-Sayyid Rizq al-Hajar (Prof at Dar el-Ulum Cairo University)
- Prof. DR. Abdul Sattar Nashar (Prof at Ushuluddin al-Azhar University)





بذة عن الكلية

كلية دار العلوم كانت من قبل تسمى مدرسة دار العلوم ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1872 , وقد تطورت دار العلوم إلى أن أصبحت أحدى المدارس العليا وظلت كذلك إلى أن ضمت لجامعة القاهرة عام 1946 , وأصبحت تسمى كلية دار العلوم محتفظة باسمها التاريخي العزيز .
وكلمة علوم التي يضمها اسم الكلية تعنى العلوم العربية والإسلامية , ودار العلوم كلية تخرج متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية , يستطيع المتخرج في كلية دار العلوم أن يعمل في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحل التعليم المختلفة , كما يمكنه العمل في مجالات أخرى مثل الصحافة والإذاعة المسموعة والمرئية والثقافية وغيرها .
- يمكن إجمال معالم التطور في تاريخ دار العلوم على النحو التالي :
  • عام 1872 بداية دار العلوم على هيئة مدرسة نظامية عدد طلابها اثنان وثلاثون .
  • عام 1875 طبع أول منهج دراسي ويشتمل على التفسير والفقه والعلوم الأدبية والتاريخ والجغرافيا والحساب والهندسة والكيمياء والطبيعة والخط .
  • عام 1885 ضمت مدرسة الألسن إلى دار العلوم .
  • عام 1895 تم زيادة عدد الطلاب إلى مائة طالب نظراَ لشدة الحاجة إليها .
  • عام 1919 تم إنشاء قسم تجهيزي خاص بالمدارس يؤهل الطالب للالتحاق بدار العلوم وحدها .
  • عام 1944 تم إدخال علوم التربية في منهج الدراسة بالسنة الثالثة .
  • عام 1946 صدر قانون ضم دار العلوم إلى جامعة فؤاد الأول , وتحويلها إلى كلية جامعية .
  • عام 1952 تم قبول الطالبات بالكلية , وقد حضرن في البداية وحدهن لفترة في ( المعهد العلمي الفرنسي المجاور للكلية , ثم انتقلن إلى الكلية بعد ذلك ) .
  • عام 1980 انتقلت كلية دار العلوم إلى حرم جامعة القاهرة في مبناها الحالي بالجامعة .
  • عام 1993 بلغ عدد طلاب كلية دار العلوم ما يقرب من عشرة آلاف طالب وطالبة .
  • في العام الجامعي 2006 - 2007 قبلت الكلية أول دفعة من طلاب الانتساب الموجه .
  • في العام الجامعي 2007 - 2008 بدء تطبيق تنظيم نظام التعليم المفتوح بالكلية .
رؤية كلية دار العلوم
العمل على جعل كلية دار العلوم جامعة القاهرة صرحًا لنشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية, وحماية التراث العربي والإسلامي من خلال منظومة علمية متنوعة,وتكامل خلاق تمتزج فيه الأصالة بالمعاصرة, بغية المحافظة على الهوية العربية الإسلامية, ومواكبة حـركة التقدم العالمي, وإيجاد الظـروف المنـاسبة لإسهــام الثقافـة العربيـة الإسـلاميـة في التـواصـل والحـوار مع الأخـر, في إطـار الوسطية والاعتدال .
رسالة كلية دار العلوم
تٌعِدُّ الكلية خريجًا متخصصًا في اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية ، معتزًا بتراثه العربي الإسلامي، مُلمًّا بالدراسـات العربية والإسـلامية المعاصرة ، قـادرًا على بحث قضـايا المجتمع اللغـوية والأدبية والشرعية والفكرية والتاريخية . ويستطيع منافسة نظرائه في التخصص في الجامعات المصرية ، ولديه من المعرفة ما يؤهله لنقل خبراته في مجال اللغة العربية والعلوم الإسلامية .
الأهداف الإستراتيجية للكلية
تهدف كلية دار العلوم جامعة القاهرة إلى :
1.     رفع كفاءة العملية التعليمية بالكلية .
2.     تطوير منظومة الدراسات العليا ودعم البحث العلمي.
3.     تنمية خدمة المجتمع والعمل على تحقيق الرضا المجتمعي .
4.     رفع الكفاءة الإدارية للجهاز الإداري وكفاءة الأداء المؤسسي بالكلية .
5.     تحقيق التواصل الفعال مع خريجي الكلية .
6.     تطوير نظم الأداء والجودة بالكلية

m الرسالة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأشهد أن ألا إله إلا الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد الذين لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأصلّي وأسلم على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 وبعد :
     فقد اختلفت فرق الشيعة في التفاصيل ، ولكنها اتفقت جميعها على أن عليا t أحق المسلمين بالإمامة والقيام بالأمر في أمته . وكانت فرقة الزيدية والإمامية والإسماعيلية أبرز فرق الشيعة انتشارا وأكثرها أمة وجمهورا . ومع ذلك فإنهم يكذّب بعضهم بعضا ، ويضلّل أحدهم الآخر مع ما بينهم من التناقضات في الاعتقادات ولا سيما في الإمامة . إلا أن الشيعة الإسماعيلية انفردت عن غيرها من الفرق الشيعية الأخرى بتعرضها لحملات شديدة من جمهور المسلمين الذين يتهمون عقائدها بأنها عقيدة دخيلة لا تمت إلى الإسلام إلا في الظاهر . لذلك يرى أهل السنة أن الإسماعيلية من المذاهب الخارجة عن الإسلام ، ويرى ذلك أيضا الزيدية من الشيعة فقالوا إنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، ولا يتقلدون بشيء من الشرائع .
    هذه دراسة متواضعة عن موقف الزيدية من فلسفة الباطنية وعقائدها بعنوان "جهود الزيدية في الرد على الباطنية" . أقدمها لنيل درجة "الدكتوراه" من قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم ، جامعة القاهرة .
      وإذا رجعنا إلى تاريخ الصراع بين الشيعة الزيدية والشيعة الإسماعيلية الباطنية ، لوجدنا أن الصراع بينهما يقع في اليمن ، وكان دعاة الشيعة اتجهوا إلى هذه البلاد لبعدها عن حاضرة الخلافة العباسية ، فضلا عما عرف عن أهلها من ميلهم إلى عليّ بن أبي طالب الذي قدم إلى بلادهم ثلاث مرات في عهد الرسول e ، غير أن بداية ظهور طوائف الشيعة في اليمن باستثناء الزيدية ، يكتنفها الغموض ، وإن كانت تشير المصادر إلى وجود الشيعة الإثنا عشرية في اليمن في عدن أبين ، وعدن لاعة .
       وقد انتشر الإسماعيلية الباطنية في أماكن متعددة في اليمن ممتزجين مع الزيديين الذين يشكّلون الأكثرية ، جعلهم يلعبون دورا سياسيا هاما أثناء سيطرة القوى الأجنبيـة على اليمن وفي كل العصور . وقد تجلى نشاط الشيعة الإسماعيلية في اليمن ، حيث بعث محمد الحبيب – إمام الإسماعيلية بسلمية – كلا من علي بن الفضل اليماني ، وبصحبته أبي القاسم رستم بن الحسين بن فرح بن حَوْشَب الكوفي ، لينشرا الدعوة للمهدي من آل محمد ، فلما وصلا إلى اليمن سنة ( 268هـ ) ، أخذ في بث الدعوة الإسماعيلية ، وكان الإمام الهادي يحيى بن الحسين (تـ298هـ) الذي وصل من قبلها ينشر الدعوة الزيدية ، ويتصدّى لها ، بل أصبح الصراع بين الفريقين على أشدّه من أجل الانفراد بالإمامة . ويضاف إلى ذلك ، أن اليمن كانت المركز الأكثر نشاطا بالنسبة للدعوة الإسماعيلية أو المدرسة الأكثر إنتاجا من الوجهة العلمية ، فالمؤلفون الذين تخرجوا منها قدّموا أقوم المؤلفات التي تظهر الوجه الصحيح للفلسفة الإسماعيلية . كما أن اليمن قد أسهمت بالتأسيس السياسي الأول للإسماعيلية ، وتابعت السير على المنهج الفاطمي بصورة مستقلة وظلت هكذا حتى بعد سقوط الدولة الفاطمية ، وأيا ما كان الأمر ، فإن اليمن هو القطر الشرقي الوحيد الذي كان محط أنظار الفاطميين وموضع اهتمامهم ، فكانوا يطمعون في إقامة دولتهم الفاطمية في إقليم اليمن ، ولكن أسبابا متعددة جعلتهم يتجهون إلى بلاد المغرب ، فيقيمون دولتهم ، بعد أن نشروا تعاليم دعوتهم في اليمن ومهدوا كافة الصعوبات التي كانت تعترض سيرهم ([1]) .

      ويلاحظ أن الصراع بين الزيدية والإسماعيلية قد اتخذ شكلين متميزين ، أما الشكل الأول : فهو شكل المواجهة المسلّحة ، فيتنافس الزيدية والإسماعيلية للوصول إلى السلطة والسيطرة في البلاد . وأما الشكل الثاني – موضوع بحثنا – : فهو صراع فكري ، حيث يتبادلان التهم بالطريقة الفكرية ، وخاصة في مسألة الإمامة . ويتضح ذلك – إن شاء الله تعالى – في الباب الثالث من هذا البحث .
      وقد لخص لنا الأستاذ جعفر سبحاني - أحد أعلام الشيعة الإمامية المعاصرة - ملامح الصراع المسلّحة والعداوة بينهما ، فبين أنّ الزيدية والإسماعيلية من الفرق الشيعية ، وبينهما مؤتلفات ومفترقات ، وقد اتفقت الطائفتان ، على أنّ تحقيق القيادة الإسلامية بعد رحيل النبي الأعظم e ليس بالبيعة والإختيار ، ولا للأَُمة فيها حظّ ، ولا نصيب شأن كلّ مورد سبقت مشيئته على إرادة الاَُمّة ومشيئتها ، بل تحقيقها بالنص من الرسول eعلى فرد من آحاد الأمّة ، وقد اتفقتا على أنَّ النصّ صدر منه لعلي وابنيه الحسن والحسين ، غير أنّ الزيدية قالت باستمرارها بعد الحسين السبط بالخروج والدعوة ، وقد تمثلت الضابطة في بادئ بدئها بخروج الإِمام زيد ، ثم ابنه يحيى وهكذا ، لكن الإسماعيلية قالت باستمرار النصّ الإِلهي بعد الحسين على إمامة زين العابدين فابنه الإمام الباقر ، فالإمام الصادق ، وبعده ابنه إسماعيل الذي هو مهدي الأمّة عندهم . وطبيعة الحال كانت تقتضي سيادة الوئام والالتحام بين الفرقتين والتعايش الهادىَ في البيئات التي تحتضن كلتا الفرقتين ، كاليمن الخصيب وجنوب الجزيرة كحضرموت ونجران ، ولكن خاب الظنُّ وخسر ، لأنّ تاريخ اليمن تاريخ دمويّ يحكي عن كون الحرب لم تزل بينهما سجالاً - تبيد البلاد والعباد وتهلك الحرث والنسل - قروناً كثيرة .. ثم عبر في النهاية عن أسفه الشديد على هذه العداوة بقوله : " إن أئمة الزيدية وإن خرجوا بالسيف وأعلنوا الجهاد ، ولكن لم يكن جهادهم مع المشركين والكافرين ، بل كانت مع إخوانهم الإسماعيلية (القرامطة) ... ومن جراء هذه الفتن والحروب المدمرة ، صارت حياة الطائفتين في أغلب العصور ، حياة دموية تأكل الحرب أخضرهم ويابسهم ، وربما تشعل فتيل الحرب بين مدعيين للإمامة من الزيدية ، باعتقاد كل بقبيلته وأسرته ، وقد انتهت الخلافات القبلية إلى ظهور الجمهورية ، فأطاحت بالإمامة على الإطلاق ، وقالت : لازيد ، ولا عمرو ، ولا إبراهيم ، ولا إسماعيل " ([2]) .
      وبهذا اتسمت العلاقة بين الزيدية والإسماعيلية أو ماعرف في اليمن باسم الباطنية أو القرامطة بالصراع الدائم . هذا عن المواجهة المسلحة ، وأما عن المواجهة الفكرية ، فيبدو أن الزيدية تطلعت إلى خطورة انتشار الأفكار الباطنية في المجتمع ، فحرصوا كل الحرص على كشف ملابسات الدعوة الباطنية وتحركاتهم بملاحقتهم في أي مكان و زمان وفي أي مركز من مراكز القيادة الباطنية السرية في البلاد . ولذلك يقوم علماء الزيدية بالرد على هذه الأفكار المخالفة للإسلام ، ويتبين ذلك في مؤلفات أعلامهم ، ونذكر على سبيل المثـال : كتاب "الرد على الرافضة" للإمام القاسم الرسي (تـ246هـ) ، ومجموع رسائل الإمام حميدان بن يحى (تـ656هـ) ، وكتاب "حقائق المعرفة في علم الكلام" للإمام أحمـد بن سليمان (تـ566هـ) ، وكتاب "قواعد عقائد آل محمد" للإمام محمد بن الحسن الديلمي (تـ711هـ) ، وكذا واضح من كتابات الإمام يحيى بن حمزة (تـ749هـ) الذي تأثر بالفكر الإعتزالي ، حيث يرى أن حرب الإسماعيلية وغيرهم من الفرق والمذاهب لا يتم عن طريق السلاح ، وإنما بالفكر والعقل ، لذلك ، خصص لهذا الغرض بكتابة كتابين في الرد على الباطنية ، وهما : "الافحام لأفئدة الباطنية الطغام" و "مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية" ([3]) . وغيرها من الكتب الزيدية الأصلية التي تردّ على عقائد الإسماعيلية الباطنية كما سجلتها في ثنايا البحث ، إلا أنني قد اعتمدت على هذه الكتب المذكورة اعتمادا رئيسيا في كتابة هذا البحث . لأنها كتبت معظمها للرد على عقائد الباطنية.
      وقد أشار الشيخ عبد العزيز الزبيري اليمني في كتابه "اذهبوا فأنتم الرافضة" إلى امتداد الصراع الفكري بينهما حتى هذا العصر بقوله : " مما يجب التنبيه إليه والتحذير منه، ما تتعرض له اليمن من غزو رافضي شيعي من قبل الإثنى عشرية والإمامية والباطنية .. هذا الغزو الرافضي الشيعي الذي يقوده البعض من أبناء جلدتنا ، من أعمتهم الأهواء والأطماع والنوازع العنصرية ، يشكل خطرا على المذاهب المعتدلة في اليمن ، حيث تسعى الرافضة للقضاء على الزيدية والهادوية ، وإحلال المذاهب الإثنى عشرية والباطنية والأفكار السبئية مكانهما . وفي بعض مناطق اليمن ، وكادت كتب ومراجع الشيعة الرافضة أن تطغى على كتب الزيدية والهادوية ، وأنهم قد انخدعوا واغتروا بأفكار الروافض من أصحاب المذاهب الهدامة التي أنكرها وحاربها علماء وأئمة الزيدية والهادوية طوال الأزمنة الماضية " ([4]) .
     إذن ، فإن تاريخ الصراع بين الزيدية والباطنية ، لا يقتصر بالمواجهات الفكرية فقط، بل وصل الأمر إلى حدّ المواجهات المسلحة ، وقد وقع هذا الصراع منذ زمن بعيد وامتد أثره إلى عصرنا الحاضر وخصوصا في اليمن .
     فلقد أدركت من البداية صعوبة هذا الموضوع ، ووعورة الطريق ، وخاصة عند تناولي للمذهب الإسماعيلية الباطنية ، وإذا كان الحصول على كتب الباطنية لا يخلو من مشقة ، فإن قراءتها أكثر صعوبة ومشقة . ذلك لأن الكلام في عقائدهم وأُصولهم التي بنوا مذهبهم عليها أمر معقّد ومشتّت ، وهذا يرجع إلى أنهم مزجوا عقائدهم بالأديان الأخرى والفلسفة اليونانية ، فوفّقوها حتى أصبحت عقيدتهم عقيدة تلفيقية ، وبخاصة عند استخدامهم التأويل المتعسف الذي لا يُبنى على قاعدة معينة ومحددة نستطيع الرجوع إليها . فتأويلاتهم للآيات وتفسيرها بالأهواء جعل المذهب يتطور مع تطور الزمان ، ويتكيف بمكيفاته ، ولا ترى الدعوة أمامها أي مانع من مماشاة المستجدات وإن كانت على خلاف الشرع . وقد أكد صعوبة البحث عن هذا المذهب الباطنية الكاتب الإسماعيلي الدكتور مصطفى غالب : " إنّ العقائد الإسماعيليـة لا يمكن دراستها وبحثها على أنّها عقائد ثابتة لفرقة موحّدة ، وذلك أنّها عقائد تطورت حسب البيئات والأزمان ، واختلفت باختلافها، وتشعّبت آراؤها ونظرياتـها، حتى أصبح من الصعب أن تبلور هذه العقائـد، أو أن تُصهر في بوتقة واحـدة " ([5])
     إذن ، فالحديث عن الإسماعيلية الباطنية ليس أمرا ميسورا مثل الحديث عن الفرق الشيعية الأخرى كالزيدية والإثنى عشرية . لذلك أجد صعوبة بالغة ومشقة شديدة في ربط أفكار الباطنية في نسق متّحد . ومن هنا ، فقد اختلفنا في أحيان كثيرة مع الباحثين القدماء – من السنة والزيدية – والمعاصرون على ما وصلوا إليه من عقائد الباطنية . كالقول بإلهين اثنين، وقدم العالم ، والتناسخ ، وغيرها من الاعتقادات التي تنسب إلى الباطنية . فأمام هذه الصعاب التي أدركتها منذ أول الطريق حاولت السير في دراستي ، فراجعت الأصول وقارنت النصوص ، ذلك ، أن الحكم السليم يبنى على ما يقوله النص ، وليس على ما يقال عنهم . وبهذا ، فإن هذا البحث المتواضع هو مجرد محاولة موضوعية محايدة يهدف إلى غاية علمية بحتة بعيدة عن أي غرض مذهبي .
      وقد يجدر التنويه إلى أن البحث كان يركز في المقام الأول على بيان نقد الزيدية لآراء الإسماعيلية الباطنية ، ولذلك فإنني لم أتطرّق في هذا البحث إلى عرض بعض الموضوعات الكلامية أو الفلسفية ، ذلك لعدم وجود المادة العلمية أمامي ، ومن هذه الموضوعات : الإنسان ، والنفس، والعقل ، ومسائل الإيمان ، والقضاء والقدر . ويجب أن أنبه إلى أنني أفدت من دراسات السابقين للمعاصرين التي راجعت منها كل ما اتصل بموضوع بحثي ، وفي هذا المجال أذكر على سبلي المثال دراسة الأساتذة : الدكتور عبد الرحمن بدوي عن الإسماعيية في القسم الثاني من كتابه "مذاهب الإسلاميين" ، ودراسة الدكتور محمد كامل الحسين في الفصل الثامن من كتابه "طائفة الإسماعيلية"، ودراسة الدكتور علي سامي النشار عن الشيعة عامة في الجزء الثاني من كتابه "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" ، ودراسة الدكتور أحمد محمود صبحي عن المذهب الزيدي في كتابه "الزيدية". وبوجه خاص راجعت كتابات المعاصرين عن الباطنية من الإسماعيلية كالدكتور مصطفى غالب والدكتور عارف تامر .
     وكانت أهم الأسباب التي دفعتني إلى البحث في هذا الموضوع ، هي رغبتي التخصص في دراسة العقائد الشيعية ، وخاصة دراسة الخلافات الداخلية فيها ([6]) ، فقابلت أستاذي الدكتور عبد الحميد مدكور لأستشيره وآخذ رأيه في موضوع الشيعة ، فأشار علىّ بدراسة الزيدية والإسماعيلية الباطنية ، وأفادني بأن للزيدية مواقف نقدية تجاه العقائد الباطنية ، ولم يقم أحد بدراستها من قبل . وعلى هذا ، فله منيّ خالص الشكر وعظيم الامتنان على اختياره لي هذا الموضوع . وأنا على علم بأن الموضوع نفسه بالنسبة لي صعب كما أشرت إليه من قبل ، ويضاف إلى ذلك أنني أمام دراسة فرقتين كبيرتين من الشيعة .
     وأهمية هذا الموضوع ترجع إلى أن الفكر الباطني يعدّ من أخطر الأراء التي تهدد كيان الدين في مختلف العصور قديما وحديثا ، وذلك لأن الفكر الباطني لا ينتسب إلى ملة ولا نحلة ، ويضاف إلى ذلك من خلال هذا البحث المتواضع نعرف مدى اقتراب الزيدية من مواقف أهل السنة والمعتزلة في العقيدة .
      وبهذا، قد تحدثنا في هذه المقدمة عن لمحة خاطفة عن تاريخ الصراع أو المحاربة بين الزيدية والإسماعيلية الباطنية ، وصعوبة هذا الموضوع ، والمادة الأساسية للموضوع ، وسبب اختيار الموضوع وأهميته .
      وأما الآن ، فأشير إلى الطريق الذي سأسير به في إعداد هذا البحث ، وهو على النحو الآتي :
- أولا : جمع مؤلفات الزيدية التي تردّ على الإسماعيلية الباطنية ، واستخراج منها جميعا المواد التي تأكدت أنها تعود حقيقة إلى موضوع البحث .
- ثانيا : تناول الكلام على مسائل العقيدة بتقسيمها إلى ثلاث قضايا رئيسية : الإلهيات ، والنبوات ، والسمعيات ، وتضاف إليه مسألة الإمامة التي جعلتها الشيعة – على اختلاف فرقها ومذاهبها – من أهم أركان الدين .
- ثالثا : حصر القضايا العقدية التي تناقش وتنتقد فيها الزيدية للباطنية ، وذلك بعد قراءة جميع ما تيسر للباحث من كتبهم المخطوطة والمطبوعة ، ثم جمع أقوال الزيدية التي تتعلق بكل مبحث على حدة في بطاقات ، وجعلت لها عنوانا يتناسب مع ما تدل عليه، ومستعينا في ذلك بأقوال أهل العلم الذين لهم جهود في توضيح العقيدة الإسلامية .
- رابعا : وطريقتي في عرض المسائل ، أتناول الحديث أولا بذكر آراء الباطنية في كل مسألة من المسائل وما دار حولها من خلاف ، ثم أذكر موقف الزيدية من هذه المسألة ، وفي ثنايا عرض المسألة تارة أبدي رأيي فيها بالتحليل والنقد ، ولكن الغالب أبدي رأيي ومناقشتي في نهاية البحث ، وبالتحديد بعد عرض مناقشة الزيدية للباطنية .
- خامسا : الحرص على الرجوع إلى المصادر الأصلية لكل رأي ، فلم أعتمد في التعرف على رأي إمام أو مذهب ما تناقلته بعض الكتب عنه أو نسبوه إليه في غير كتب مذهبه ، إلا إذا عزّ الطلب ، وقد أشرت في ثنايا البحث إلى الكتب التي لم أستطع الحصول عليها .
- سادسا : ذكر مواضع لآيات القرآنية بذكر رقم السورة ورقم الآية .
- سابعا : تخريج الأحاديث والآثار ، فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما أكتفي بذلك ، وإن كان في غير الصحيحين أخرّجه من كتب الحديث التي ورد فيها . ولم أستطع تخريج بعض الأحاديث خاصة الأحاديث المروية من قبل الشيعة .
- ثامنا : الحرص على ترجمة أعلام الشيعة ، سواء كان زيديا أو إماميا ، أو باطنيا ، وأما الأعلام الآخرين فأكتفي بترجمة التي لم تشتهر .
- تاسعا : وضع فهارس علمية عامة للرسالة ، ومنها : فهرس الآيات القرآنية ، وفهرس الأحاديث النبوية والمأثورات ، وفهرس الأعلام ، وفهرس المصادر والمراجع (المخطوطات والمطبوعات) ، وفهرس الرسالة ، وملخص الرسالة باللغة الإنجليزية .
      وأما محتويات البحث ، فقد اقتضت طبيعة الموضوع أن أقسم الدراسة إلى مقدمة ، وتمهيد، وثلاثة أبواب :
المقدمة
وقد تحدثنا عنها قبل قليل .

الدراسة التمهيدية
      أما التمهيد ، فقد قسمته إلى مبحثين : أعرض في المبحث الأول عن الفرقة الزيدية ، والحديث فيه حول التعريف بالزيدية كما عرفها صاحب الفرقة نفسها ، ثم الحديث عن انقسام الزيدية إلى فرق أو مذاهب بعرض آراء علماء المذهب نفسه والعلماء من مختلف المذاهب ، ثم بعد ذلك تطرّق البحث إلى الحديث عن موقع الزيدية من الفرق الإسلامية .
      وأما المبحث الثاني فأعرض فيه الفرقة الباطنية ، والحديث فيه حول التعريف بالباطنية واستعمالاتها لفظا ومعنى ، ثم الحديث عن نشأة الباطنية كفرقة من فرق الإسماعيلية ، وأهم الفرق الباطنية وألقابها كما يبينها العلماء وخاصة الزيدية ، ثم بعد ذلك أحاول أن أقف على موقف الباطنية من هذه الألقاب التي لقبوها غيرهم ( نحو ) من الفرق والمذاهب الأخرى. ثم الحديث عن أهداف الباطنية ومهاراتها في الدعوة بأساليب مختلفة منظّمة .
      وقد حدّدنا في هذا التمهيد على أن الفرقة الباطنية التي نبحث عنها هنا هي الإسماعلية الباطنية دون غيرها من فرق الباطنية كالقرامطة ، وإخوان الصفا ، والنصيرية ، والدروز ، أو من كانوا على طريق الباطنية من الفلاسفة والمتصوفة .

الباب الأول 
      وقد اعتمدت الباطنية على اختلاف صورها ومذاهبها مجموعة ركائز انطلقت منها ، وأسّست عليها دعاواها الباطلة ، فاستخدموها كمنهج خاص لهم في دراسة العقيدة ، ويمكن إجمالها فيما يأتي : رفض النظر العقلي ، ونظرية المثل والممثول ، والتأويل ، والاستعانة بتعاليم الأديان المغايرة للإسلام ، والاستعانة بالفلسفة . ولذلك جعلت عنوان هذا الباب بـ "موقف الزيدية من منهج الباطنية في دراسة العقيدة" ، وقد قسمت هذا الباب إلى خمسة فصول :
- الفصل الأول : موقف الزيدية من نظرية التعليم عند الباطنية . ففي المبحث الأول أعرض فيه نظرية التعليم عند الباطنية . وفي المبحث الثاني أعرض فيه نقد الزيدية لها .
- الفصل الثاني : موقف الزيدية من نظرية المثل والممثول عند الباطنية . ففي المبحث الأول أعرض فيه نظرية المثل والممثول عند الباطنية . وفي المبحث الثاني أعرض فيه نقد الزيدية لها.
- الفصل الثالث : موقف الزيدية من نظرية التأويل عند الباطنية . ففي المبحث الأول أعرض فيه نظرية التأويل عند الباطنية . وفي المبحث الثاني أعرض فيه نقد الزيدية لها .
- الفصل الرابع : موقف الزيدية من تأثر الباطنية بالأديان المغايرة للإسلام . ففي المبحث الأول أعرض فيه تأثر الباطنية بالأديان الثلاثة : اليهودية ، المسيحية ، المجوسية . وفي المبحث الثاني أعرض فيه موقف الزيدية منه .
- الفصل الخامس : موقف الزيدية من تأثر الباطنية بالمذاهب الفلسفية . والجدير بالإشارة إلى أنني فد أجّلت الحديث عن تفصيل موقف الزيدية تجاه هذه المسألة إلى الباب الثاني ، وذلك لضرورة منهجية ، كموقف الزيدية من تأثر الباطنية بفكرة خلق العالم لدى الفلاسفة ، فتحدثنت عنه في الفصل الثاني ، وموقف الزيدية من تأثر الباطنية بفكرة النبـوة لدى الفلاسفة ، فتحدثنت عنه في الفصل الثالث .

الباب الثاني
       كان الحديث فيه عن موقف الزيدية من قضايا العقيدة عند الباطنية ، وقسمت هذا الباب إلى أربعة فصول :
- الفصل الأول : موقف الزيدية من آراء الباطنية في الألوهية . ففي المبحث الأول أعرض فيه آراء الباطنية في التوحيد وأسماء الله وصفاته . وفي المبحث الثاني ، أعرض فيه انتقادات الزيدية للباطنية في هذه المسألة ، وهي على وجهين : الأول : فكرة التنـزيه. والثاني : فكرة السابق والتالي .
- الفصل الثاني : موقف الزيدية من خلق العالم عند الباطنية . ففي المبحث الأول ، أعرض فيه آراء الباطنية في خلق العالم ، وفي المبحث الثاني ، أعرض فيه نقد الزيدية لآراء الباطنية في هذه المسألة ، وهي على وجهين : الأول : القول بقدم العالم ، والثاني : القول بالطبائع الأربعة .
- الفصل الثالث : موقف الزيدية من آراء الباطنية في النبوة . ففي المبحث الأول أعرض فيه آراء الباطنية في النيوة . وفي المبحث الثاني أعرض فيه انتقادات الزيدية للباطنيـة في هذه المسألة ، وهي على ثلاثة وجوه : الأول : مفهوم الباطنية للنبوة . والثاني : رأي الباطنية في كيفية نزول الوحي . والثالث : قول الباطنية بأن الوحى كلام النبي e .
- الفصل الرابع : موقف الزيدية من آراء الباطنية في السمعيات . ففي المبحث الأول أعرض فيه آراء الباطنية في السمعيات . وفي المبحث الثاني أعرض فيه نقد الزيديـة للباطنية في هذه المسألة ، وهي على وجهين : الأول : قول الباطنية ببعث الروح دون الجسد . والثاني : تأويل الباطنية للأمور السمعيات .

 الباب الثالث
      كان الحديث فيه عن موقف الزيدية من آراء الباطنية في الإمامة ، وكما هو معروف أن الشيعة اشتهرت بعقائد أساسية في الإمامة ، الأول : القول بوجوب الإمامة ووجودها في كل زمان. والثاني : القول بالنص أى التعيين . والثالث : القول بعصمة الأئمة . فهذه أهم الدعائم في فكر الإمامة عند الشيعة . إلا أن للزيدية رأى آخر يخالف هذه الدعائم ، ولذلك قبل الدخول إلى موقف الزيدية من آراء الباطنية في الإمامة ، عقدنا في كل هذه المسائل الثلاث دراسة مقارنة بين آراء الشيعة بفرقها الثلاث : الزيدية ، والإمامية الاثنى عشرية ، والإسماعيلية الباطنية . وقد قسمت هذا الباب إلى ثلاثة فصول :
- الفصل الأول : موقف الزيدية من نظرية الإمامة عند الباطنية . ففي المبحث الأول أعرض فيه نظرية الإمامة عند الشيعة . وفي المبحث الثاني أعرض فيه نقد الزيدية لآراء الباطنية في هذه المسألة ، وهي على وجهين : الأول : القول بالمساواة بين الأنبياء والأئمة . والثاني : القول بضرورة وجود الإمام في كل زمان .
- الفصل الثاني : موقف الزيدية من تنصيب الإمام عند الباطنية . ففي المبحث الأول أعرض فيه نصب الأئمة عند الشيعة . وفي المبحث الثاني أعرض فيه انتقادات الزيدية لآراء الباطنية في هذه المسألة ، وهي على أربعة وجوه : الأول : القول بالنص الجليّ على إمام عليّ بن أبي طالب . والثاني : القول بالنص على الأئمة كلهم . والثالث : القول بإمامة أبناء الحسين دون الحسن . والرابع : سب الصحابة رضوان الله عليهم .
- الفصل الثالث : موقف الزيدية من عصمة الأئمة عند الباطنية . ففي المبحث الأول أعرض فيه عصمة الأئمة عند الباطنية . وفي المبحث الثاني أعرض فيه نقد الزيدية لعصمة الأئمة عند الباطنية . والجدير بالتنويه إلى أن الزيدية لم يتفق قولهم في العصمة ، فمنهم من يقول بعصمة أهل الكساء فقط . ومنهم من يقول بعصمة الإمام عليّ بن أبي طالب فقط ، ومنهم من يقول بعصمة الأئمة كلهم – كما ذهب إليه الإمامية والإسماعيلية – ، ومنهم من نفوا العصمة مطلقا . وعلى الرغم من هذا الاختلاف ، قد توصلت في النهاية إلى أن جمهور الزيدية لا يرون العصمة للأئمة . ومن هنا قبل عرض انتقاد الزيدية لفكرة العصمة عند الباطنية ، فنتحـدث أولا عن تفصيل آراء الزيدية في العصمة . ثم بعد ذلك نعرض انتقادهم لها .
الخاتمة : وفيها أهم نتائج البحث .
       وفي ختام هذه المقدمة ، أحمد الله العليّ القدير أن أعانني على إتمام هذا البحث ، فإن أصبت فهو محض منّه وفضله ، وإن أخطأت فمن نفسي ، وأستغفر الله وأسأله سبحانه أن يعين على تدارك ذلك .
                                          


الخاتمة  ونتائج البحث

     كان الهدف الأساسي من هذا البحث هو محاولة استكشاف جهود الزيدية في الرد على الباطنية ، وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى عدد من النتائج تتمثل فيما يلي :

في التمهيد : ( التعريف بالزيدية والباطنية ) 

        توصلت من خلال هذا التمهيد إلى أن الزيدية فرقة من فرق الشيعة ، وذلك استنادا إلى شهادة علمائهم و نصوصهم التي تنص على أنهم شيعة ، وأما الباطنية فهي تمثل امتدادا لغلاة الشيعة ، ويعتزون بلقب "الإسماعيلية" ، وهذه التسميـة ظلت قائمة حتى بدء قيام الدولة الفاطميـة سنة 296هـ ، ففي هذا الوقت حلت التسمية الجديدة "الفاطمية" محل الاسم القديم "الإسماعيلية" ، ثم عاد هذا الاسم القديم بعد انهيار الدولة الفاطمية سنة 566هـ . واشتهر هذا المذهب في تواريخ الصليبيين باسم "الحشاشين" .

في الباب الأول : ( موقف الزيدية من منهج الباطنية في دراسة العقيدة )
توصلت من خلال هذا الباب إلى أن الباطنية فعلا لهم منهج خاص في دراسة العقيدة ، وهي تقوم على رفض النظر العقلي ليتوصلوا بذلك إلى إثبات وجوب التعلم من الإمام المعصوم . ثم ابتدعوا نظرية "المثل والممثول أى الظاهر والباطن" ، ومنها تدرّجت وتطرّقت إلى التأويل الباطني . فيعتقدون أن لكل ظاهر باطنا ، وقد اختص بمعرفة الباطن الأئمة المعصومون حسب زعمهم . وهذا بعينه مذهب الإمامية الإثنى عشرية .
ورأينا جهود الزيدية في إبطال كل هذه النظريات ، استنادا إلى رفضهم التقليد رفضا تاما في المسائل الأصولية دون الفروعية ، وقد أحسن الزيدية في الرد على الباطنية في مسألة التأويل ، حيث بينوا أنه لا خلاف بين الأمة في جواز التأويل ، لأنه مشروع في حدّ ذاته . إلا أن الباطنية أخطأوا حينما جعلوا قضية التأويل لتبرير أفكارهم الباطنيـة من خلال نظرية المثل والممثول أو الظاهر والباطن . ففي النهاية ينتهي الباطنية بتفريغ العقيدة من محتواها . ويضاف إلى ذلك فإن مذهبهم مذهب تلفيقي ، حيث تداخلت فيه الفلسفة والأديان المخالفة للإسلام. فدمجوا هذه العقائد في عقيدتهم الباطنية . وهذا في رأي الزيدية إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم لا يتقلدون بشيء من الشرائع .
وفي الباب الثاني : ( موقف الزيدية من آراء الباطنية في قضايا العقدية )
توصلت من خلال هذا الباب إلى أن عقائد الباطنية مخلتفة تماما مع الإسلام ، وذلك على النحو الآتي :
الأول : في التوحيد .
إذ زعموا أن التوحيد هو معرفة حدوده ، وليس معرفة الله I ، إذن فإن التوحيد عندهم ليس لله وإنما للحدود ، ولذلك سلبوا أسماء الله وصفاته عن الله I . هكذا تحول التوحيد عند الباطنية إلى معرفة الحدود .
ومن هنا ، انتقد الزيدية هذا النوع من التوحيد الباطني الذي لا أساس له من الإسلام، فقرروا – أى الزيدية – بأن تجريد الذات عن الصفات جحد وإلحاد في حق الله U ، وإنكار ما جاءت به النصوص الصريحة في القرآن والسنة .
والثاني : وفي مسألة خلق العالم .
إن نصوص الباطنية لا تشير إلى القول بقدم العالم ، بل – على حسب ما اطلعنا عليها – كلها تفيد على حدوث العالم . ولكن على الرغم من عدم صراحة الباطنيين بالقول بحدوث العالم، إلا أنني توصلت إلى أنهم يقولون بقدم العالم ، ذلك لأنهم يعتقـدون بنظرية الفيض الأفلاطونية الحديثة ، وهذه النظرية تؤدي إلى القول بقدم العالم ، لأنه فائض من القديم .
والجدير بالاعتبار في هذا المقام ، هو جهود الزيدية في الرد على تأثر الباطنية برأي الفلاسفة من خلال فكرة "الطبائع الأربعة" و"تقسيم العالم إلى العوالم" . وعلى الرغم من ذلك نجد المطرفية من الزيدية المتأخرين يذهب إلى هذا القول ، ومن هنا أجمع الزيدية على مهاجمة المطرفية في هذه المسألة .
والثالث : وفي مسألة النبوة .
قد تبين لنا أن الباطنية إلى حدّ كبير متأثرون بنظرية الفاربي ، ولذلك انتقدهم الزيدية ولاحظوا أن الباطنية لم ينقلوا كلام الفلاسفة في النبوة على وجهه الصحيح .
وقد ركز الزيدية في مناقشة آراء الباطنية في النبوة على ضرورة الربط بين النبوة والمعجزة ، ذلك لأهمية المعجزة في إثبات النبوة ، وإذا كان الباطنية ينفون المعجـزات ، لأنها في رأيهم مجرد رموز ، وإشارات وأمثال ، فيؤلونها بتأويلات باطلة لا تمت إلى الإسلام في شيء وتتصادم مع الفطر وترفضها العقل السليم . فالزيدية – بناء على هذه التأويلات – يرون أنهم ينكرون النبوات والمعجزات . والغريب أن الباطنيين أثبتوا المعجزة لبعض أئمتهم كالإمام المنصور بالله الخليفة الفاطمي الثالث (تـ341هـ) .
والجدير بالاعتبار أيضا هو انتقاد الزيدية لنظرية الأدوار لدى الباطنية ، أى نظام الأدوار النبوية أو ما اصطلحوا عليها بـ "أدوار النطقاء" ، إذ يرى الزيدية أن الإسماعيلية الباطنية من خلال قولهم بالأدوار ، يصلون إلى نتيجة خطيرة وهي نسخ الشريعة الإسلامية .
والرابع : وفي مسألة السمعيات .
وهي أعقد المسائل التي عالجتها في البحث ، حيث بذلت جهدي لأن أقف على نصوص الباطنية تجاه السمعيات ، ورأيت أن أدخل في إثبات آراء الباطنية في هذه المسألة إلى دراسة موقفهم من التناسخ . وقد تبين لي بعد الرجوع إلى المؤلفات الباطنية الأصلية ، أن جمهورهم ينفون التناسخ ، وبناء على قول أغلبية أئمتهم بإنكار التناسخ ، فأرى من جانبي أنهم لا ينكرون البعث والمعاد .
ويؤيد ما ذهبنا إليه أن أئمتهم يثبتون معاد الروح دون الجسد ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تأثرهم بالفلاسفة الإلهيين . بل إن الإسماعيلية الباطنية على لسان الداعي أبو يعقوب السجستاني (تـ353هـ) – وهو يدافع عن عقيدة البعث والمعاد – ينسب القائل بإنكار البعث إلى الفلاسفة .
وعلى الرغم من إثبات الإسماعيلية الباطنية للبعث والمعاد ، إلا أنهم ذهبوا إلى أغرب الآراء ولا يقرها الإسلام وهو قولهم بأن الأئمة هم الشفعاء للمؤمنين عند الله Y يوم القيامة الكبرى . وهذا بعينه مذهب الإمامية الإثنى عشرية . ومن هنا انتقد الزيدية بشدة آراء الباطنية في السمعيات ، فاتهموهم – كما اتهم غيرهم من العلماء – بأنهم يقولون بالتناسخ ، والواقع أن هذه التهمة لا أساس لها من الصحة كما أثبتناه من أقوال الباطنية في البحث .
وقد قرر الزيدية في مناقشته للباطنية بأن البعث يكون بالروح والجسد معا ، وهذا هو عين مذهب أهل السنة ، والجدير بالاعتبار ، أن الزيدية قد قّدموا دليلا على بعث الجسد وهو شهادة الجوارح يوم القيامة .
وانطلاقا من تأويلات الباطنية للحياة الأخروية فاتهموهم بإنكار القيامة ، وقرروا أن الحياة الأخروية كالجنة والنار لا تحتاج إلى رموز ، ولا إلى إشارات ، لأنها معلومة من الدين ضرورة .
في الباب الثالث : ( موقف الزيدية من آراء الباطنية في قضايا الإمامة )
توصلت من خلال هذا الباب إلى أن الشيعة لا يقتصر اختلافهم في عدد الأئمة وتحديد ذواتهم فقط ، ولكنهم اختلفوا في مهمة الإمام نفسه ، وهي على النحو الآتي :
الأول : في نظرية الإمامة .
إن الإمامة هي الحجر الأساسي في المذاهب الشيعية على اختلاف مذاهبها كالزيدية ، والإماميـة الإثنى عشرية ، والإسماعيلية الباطنية , واتفقوا على أنها من أصول الدين ، وركن من أركانه ، فليست هي قضية مصلحية تناط باختيار العامة وبتنصيبهم .
وعلى هذا ، فإن شرط صحة انتماء أحد للشيعة هو اعتقاده بأن الإمامة من أصول الدين. ومن الملاحظ أن اختلاف المسلمين بين السنة والشيعة وقع بدافع سياسي بحت .
ومن هنا ، فإن الإمامة هي النقطة الأساسية التي انقسم فيها المسلمون إلى سنية وشيعة، غير أن الإمامة عند الزيدية إجمالا لم تكن مثل الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية الذين رفعوا الإمامة إلى مرتبة النبوة أو مرتبة تقاربها ، ذلك لقياسهم الأئمة على الأنبياء، إلا أن الأئمة في رأيهم لا ينـزل عليه الوحى . بل اعتبر الزيدية أن الإمام بشر كسائر الناس ، لذلك ينتقد الزيدية آراء الإمامية والباطنية تجاه تلك المساوات بين الأئمة والأنبياء ، حيث يردهم بأنه لا يجوز قياس الإمامة على النبوة ، لأن الله I قد اختص أنبياءه بالمعجزة , فأكرمهم بها دون سواهم من الخلق  .
والجدير بالاعتبار هنا ، هو تأكيد الزيدية على عدم استطاعة أحد أن يبلغ درجة النبوة ، حتى الإمام عليّ بن أبي طالب المتفق بين الشيعة على أنه الإمام بلا فصل بعد رحيل النبي e ، وأنه أفضل الصحابة . وعلى أي حال ، فإن النبوة درجة اختصها الله U للأنبياء  ، فليست شيئا يكتسبه الناس من ذوات أنفسهم . ولذلك ، لا يستطيع الإمام بأي جهد يبذله أن يكون نبيا ولا رسولا ، وأنه مهما فعل الإمام من اجتهاد لم يصل إلى هذه الدرجة . إذن فطبيعة الإمام عند الزيدية ليس محلا للتقديس كما عليه الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيية الباطنية ، لأن الإمامة عندهم مجرد إمام سياسي بحت ، فهو بشر يصيب ويخطئ .
     ويضاف إلى ذلك ، أن الزيدية – باستثناء الإمامين يحيى بن الحسين (تـ298هـ) و الحسين بن القاسم العياني (تـ404هـ) – يخالفون الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية في قولهم بأن الأرض لا تخلو من إمام أو وصي . فيرون ضرورة وجود الإمام في كل زمان . وقد أحسن الزيدية في الرد على الباطنية في هذا المقام ، حيث أثبتوا فرية هذا الرأى ، فقرروا بأنه قد مضت فترة من الفترات التي خلت من الرسل ، ولم يكن هناك إمام أو وصي .
والثاني : في نصب الأئمة .
أجمعت الشيعة على اختلاف فرقها ومذاهبها على وجوب الإمامة بالنص والتعيين ، واتفقوا على أن الأئمة الثلاثة : عليّ بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين منصوصة . إلا أن النص للإمام عليّ عند الزيدية – باستثناء الإمام حميدان بن يحيى (تـ656هـ) – ثبت بالنص الخفي ، وأما الحسن والحسين فثبت بالنص الجلي . وأما الأئمة بعد هؤلاء الثلاثة فليس بمنصوص عليها ، إذ يكون الإمام إماما بالدعوة . فالإمام لا يصير إماما بمجرد اجتماع الأوصاف المشروطة في المذهب ، بل لا بد من ثبوته بالدعوة أي أن يخرج هذا الإمام داعيا لنفسه ، ليباين الظالمين . والجدير بالذكر ، أن الصالحية من الزيدية يقتربون من أهل السنة في هذا الصدد ، حيث يرون أن طريق الإمامة بعد هؤلاء الأئمة الثلاثة بالعقد والاختيار .
بينما يرى الإمامية الإثنى عشرية أن الأئمة المكونة من اثنى عشر نفرا كلهم منصوصة نصا جليّا ، إلا أن من نُصّ عليهم وفي عصور غيبة الإمام ، فالمجتهد الجامع للشروط هو نائب للإمام في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق . وأما الإسماعيلية الباطنية ، فنصوا أئمتهم بدءا من عليّ بن أبي طالب إلى ظهور القائم وهو محمد بن اسماعيل . ويضاف إلى ذلك فإن الإمامية والإسماعيلية متفقون على تكريس الإمامة في ذرية الحسين دون الحسن ، بينما تجعلها الزيدية في ذرية الحسن والحسين بلا فرق .
وقد انتقد الزيدية آراء الإمامية والباطنية في قولهم بأن النص على الأئمة وخاصة الإمام عليّ جلي وصريح ، حيث قرروا أن الأدلة التي تفيد إمامته ليست ظاهرة ، لأن دلالته خفية ، حيث لم يرد فيها ذكر الإمامة . فالنص على الإمام عليّ بالإشارة والوصف دون التسمية والتعيين . ذلك أنه لو كان النص صريحا لوجب اشتهاره ، لأنه مما تعم به البلوى . ثم انتقدوا قول الإمامية والإسماعيلية باختصاص الإمامة لأبناء الحسين دون الحسن ، إذ يقررون أن ما دل على جواز الإمامة في أولاد الحسين يقتضي جوازها في أولاد الحسن بلا فرق . بدليل أنهم من ذرية النبي e ، ولذلك ، لو أن صحة الإمامة متوقفة على القرابـة من النبي e ، فأولاد الحسن منهم ، فهم أهل البيت كأولاد الحسين .
والواقع أن الذي دفع الإمامية والإسماعيلية إلى تخصيص أبناء الحسين لمنصب الإمامة دون الحسن ، هو تنحّى الإمام الحسن عن الخلافة وتنازله عنها لمعاوية بن أبي سفيان . ومن هنا ، ابتدع الإسماعيلية نظرية الإمام المستقر والإمام المستودع .
وإذا كان الشيعة يقولون بأن الإمام بعد النبي e هو عليّ بن أبي طالب ، فما كان موقهم من الخلفاء الثلاثة رضوان الله عليهم – أبو بكر ، وعمر ، وعثمان – وغيرهم . تجتمع آراء الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية في أنهم مخطئون مخالفون لوصية النبي e ، وقالوا إنهم كذابون وخائنون وكافرون .
وأما الزيدية فمنقسمون إلى ثلاثة آراء : فالجارودية من الزيدية يرون تكفيرهم جميعا . وأما الصالحية أو البترية – وهم أقرب الفرق الزيدية إلى أهل السنة – فلا يرون بالتكفير ، إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان . وأما السليمانية أو الجريرية فلم يكفروا إلا عثمان ، وكفروا كذلك كل من حارب عليّا كعائشة وطلحة والزبير . ولكن الحقيقة أن موقف جمهور الزيدية من الصحابة رضوان الله عليهم موقف الترضي ، ولذلك انتقدوا الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية لسبهم أصحاب الرسول e ، وقرروا أن بيعتهم ليست خطأ طالما أن عليّا قد ترك حقه راضيا . ومن هنا فلا يجوز لأحد التفسيق عليهم فضلا على التكفير .
والثالث : في العصمة .
لا شك أن موضوع العصمة له صلة وثيقة بموضوع الإمامة عند الشيعة ، وهي من أهم الأمور الدينية عندهم ، لأن العصمة في رأيهم شرط أساسي في الإمامة ، حتى صارت وصفا ملازما لها ، هذا ما ذهب إليه الإمامية الإثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية .
وأما الزيدية فلم يتفق قولهم في العصمة ، فمنهم من يقول بعصمة أهل الكساء فقط دون غيرهم من الأئمة . ومنهم من يقول بعصمة الإمام عليّ فحسب ، ومنهم من يقول بعصمة الأئمة كلهم – كما ذهب إليه الإمامية والإسماعيلية لقولهم أن الأئمة بشر ولكنهم معصومون – ، ومنهم من نفوا العصمة مطلقا .
وعلى الرغم من هذا الاختلاف ، وقد توصلت من خلال اطلاعي على المصادر المتوفرة لدىّ إلى أن جمهور الزيدية لا يرون العصمة للأئمة . ومن هنا قام معظم علماء الزيدية بنقد آراء الباطنية في هذه المسألة ، حتى تولى الصاحب بن عبّاد الرد على إخوانهم الزيديين الذين يقولون بعصمة الأئمة . والجدير بالاعتبار هنا ، هو انتقاد الزيدية للباطنية في هذا المقام ، إذ قرروا أنه ليس في القرآن ، ولا في السنة ، ولا في الإجماع ، ولا في العقل دلالة على عصمة من يدّعونهم إماما . حتى الأنبياء قد أخطأوا في بعض الأحيان كالناس ، ثم تابوا من أفعالهم ، وهذا حال الأنبياء ، فما بال الأئمة الذين لم يستطيعوا أن يصلوا إلى درجة النبوة .
فهذا أهم ما توصلت إليه من نتائج ، ولعلّي بهذا البحث قد أعطيت كلّ ذي حقّ حقه ، حيث حاولت بقدر الإمكان معالجة قضايا هذا البحث بموضوعية ، وخاصة عند عرض عقائد الفرق والمذاهب ، فاعتمدت على مصنفات أصحابها ، دون الرجوع إلى روايات المخالفين لها .
وفي ختام هذا البحث المتواضع أقترح على أحد إخواني الباحثين اللاحقين بكتابة دراسة علمية عن جهود المعتزلة في الرد على الباطنية . ذلك لأن للمعتزلة دورا كبيرا ومساهمة تذكر في النقد لهذه العقائد الباطنية ، وبخاصة في مسألة الإمامة . وأسأل الله العظيم أن يتقبل هذا العمل مني ، وأن يكون خالصا لابتغاء مرضاتـه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . 

The Epilogue And Conclusion Of The Research

       The main aim of this research is to explore the efforts of El Zaydia to refute El Batenia. I concluded the following at the end of this research:
In the preface :
       
I reached out of this preface that El Zaydia is one of the sects of El Shiah according to their scientists and their own confession. On the other hand, El Batenia is the extension of the fanatics of El Shiah; they were proud of being called El Esmailia, the title that had continued to the beginning to El Fatemi state. At that time, the title “ El Fatemi” replaced “El Esmailia” but it was used again after the collapse of El Fatemi state. This creed was called in the crosade history “ El Hashashin”.
In The first chapter :
       
I reached the fact that El Batenia has their own method in studying the faith which is based on refusing the intellectual opinion and believing only in what the inerrant imam said.Then, they created the theory of “ the exterior and the interior” from which the interior interpretaion came. They thought that every exterior has an interior which is known – according to them-  to the inerrant imams only. This is what the twelveth Imamia means.This Shii idea was known to the sufism who had strong belief in it. We studied El Zaydia `s efforts to refute all of these theories as they refused imitation in the original mattters not in the secondry ones. El Zaydia was good at their refute of El Batenia belief regarding interpretation as they said that there is no difference among the imams in accepting interpretation because it is allowed. Although El Batenia was wrong at using the interpretation issue to defend their theory of the exterior and the interior. Thus, El Batenia emptyed the faith of its content. Furthermore, their creed has a sense of fabrication because it is based on philosophy and other religions that contrdict with Islam. They mixed these belifs with their interior creed, the act that El Zaydia regards as contradicting with El Shariah.
In the second chapter:
       
I reached the opinion that El Batenia`s beliefs contradict completely with Islam according to the following:-
First:

In monotheism which they defined as knowing the borders and limits not knowing God. Thus, they did not acknowledge God Names.Thus El Batenia believed that monotheism means knowing the borders and limits. Thus, El Zaydia criticised El Batenia `s concept of monotheism which they regarded as having notyhing to do with Islam. They belived that denying the Names of God as atheism as they were mentioned in Qura`a and Sonnah; and submission to God means confssing His Names and Attributes without any change.
Second:
     
In the prophecy, El Batenia was affected by El Faraby, thus they were criticised by El Zaydia as they did not convey the opinion of the philosophers correctly. El Zaydia concentrated in discussing the opinions of El Batenia on the necessity of making links between prophecy and miracle due to the importance of the miracles in proving the prophecy. While El Batenia denied miracles which they regard as symbols that has nothing to do with Islam and good reason, El Zaydia believe that El Batenia denied miracles and prophecy. What is surprising is that they atttribute the miracle to their imam El Mansour Bellah, the third Fatemi Khalifa in 341 H. It is worth mentioning that El Zaydia criticised the theory of roles that belong to El Batenia by which they mean the roles of prophets. El Zaydia believed that El Esmailia El Batenia would reach a serious result which is copying El Shariah.
Third:
      
The matter of audios which is the most complicated matter I dealt with in the reseach as I exerted a great effort to reach the opinion of El Zaydia regarding audios. I was of the opinion of inserting the El Batenia `s opinion regarding the transmigration in my study of audios. I found after refering to the original books of El Batenia that most of them deny the transmigration. I believe that they did not deny resurrection, but they believe in the resurrection of the soul only not the body. Ibn Sina believed in this fact, this shows that they were affected by the philosophers. One of El Esmailia El Batenia, Yakoub El Segestany who died in 353H attributed the denial of the resurrection to the philosophers and he defends the creed of the resurrection.
      Although El Esmailia El Batenia denied resurrection, they believed in the opinion that the imams will interced for the believers in the Day of Judjment. This was the creed of the twelveth Imamia. Thus,El Zaydia criticised seiously the opinions of El Batenia in the audios and accused them as well as other scientists that they deny transmigration, the opinion which is not right as proved from the opinoins of El Batenia.
      El Zaydia confirmed in their discussion of El Batenia that the surrection will be for the soul and body, the opinion that is believed by El Sonnah. It is worth mentioning that El Zaydia proved their opinion of the resurrection of the body which is the witness of the parts of the body. Out of the interpretation of El Batenia for after life, they were accused that they did not believe in resurrection. El Zaydia conveyed that the after life such as paradise and hell does not need symbols and signs because it is well known from religion.
In the third chapter:
        I reached in this chapter the fact that El Shiah did not only differ in the number and identity of the imams but they also differed in determining their roles.
The first:
       El Shiah with all of its sects such as El Zaydia, El Batenia ans the Twelveth Imamia believed the imams have prominent role in religion. They believed that El Imamia is a main part in religion and has nothing to do with the people selection. Thus belonging to El Shiah depends on the belief of El Imamia as part of religion. The division of the muslims to Shiah and Sonnah is caused by politics.
         
The the issue of Imamia divided the muslims to Sonnah and Shiah. Although El Zaydia differs from El Batenia and the twelveth imamia in their look to the imam as El Batenia and the twelveth imamia raised the imams to the level of prophets .They compared Imams to the prophets although the imams are not inspired. El Zaydia criticised El Batenia for equalingthe imam to the prophet as they believed that the Imam is mere human being but the prophet is distinguished by some miracles.
       
It is worth mentioning that El Zaydia believed that the imam is not a prophet by anymeans even imam Ali Ibn Abi Taleb who is regarded by El Shiah as the sole Imam after the death of Prophet Mohammed and he is the best of the Companion of the Prophet. Any way, prophecy is a level that can not be reached by any body except those selected by God. No imam can be a prophet no matter what effort he exerts. Thus, El Zaydia did not sacrify imams he way El Batenia and the Twelveth Imamia did, but they reagrded the imam as a political person that may be right or wrong.
         
Furthermore, El Zaydia except Imam Yahia Ibn El Hussein that died in 229H and Hussein Ibn El Kasem El Aiany who died in 404H contradicted with El Batenia and the Twelveth Imamia in saying that the earth always has imams in all ages. But El Zaydia refuted this point of view by saying that there were ages that has neither prophets nor imams
The second:
       
The imam as for El Shiah with all of its sects should have some known attributes such as Imam Ali and Imam Ali Ibn Abi taleb and his sons El hassan and El Hussein. El Zaydia except imam Hamidan Ibn Yahia who died in 656H believed that te dictation for Imam Ali is obsecure while the dictation for Imam Hassan and Hussein is obvious and the other imams are not dictated, because the imamhas this position by calling for the mission to face the oppressive not by having the features that arementioned in the creed. It is worth mentioning that El salhia El Zaydia are similar to El sonnah in this point of view asthey believed that the imam has to be selected.
         
El imamia believed that the twelve imam are obviousely dictated.Except in the ages that have no imam as the one who have the features of the imam is the substitute of the imam if he is not present. This one can be the sole ruler or president. While El Esmailia El batenia regarded their imams from Imam Ali Inb Abi taleb to El Ka`em Mohammed Ibn Ismail.El Imamia and El Esmailia are of the opinion that imams belong to El Hussein and his descendants and not El Hassan. On the other hand, El Zaydia had the opinion that imams belong to both of te descendants of El Hassan and El Hussein.
     
El Zaydia criticised th opinion of El Imamia and El Batenia that the features of te imam espicailly of imam Ali ar obviousely mentioned as El zaydia believed that these features are referred to and obsecurely mentioned. Because if he is obviousely mentioned, he will be familiar and well known. They criticised El Imamia and El batenia as they limited imams to the descendants of El haussein only without El Hassan because both of them are the relatives and descendants of the prophet Mohammed, if they attribute the features of iama to the relatives and descendants of the prophet Mohammed.
         
The reason that made El Esmailia and the imamia believe in the imams who are the descendants of El Hussein only because imam Hassan ceded the Khelafa to Moawia Ibn Abi Sofian. That is the way the idea of the stable imam and the assignor came. 
       
If El Shiah believed that the Imaam after prophett Mohammed is Ali Ibn Abi Taleb, so what is their opinion of orthodox caliphs: Abu Bakr, Omar and Othman- may God be pleased with them. The twelveth imamia and El Esmailia El Batenia regarded them as contradictors to the will of Prophet Mohammed. They said that they are liars, traitors and disbelievers. But El Zaydia wes divided into three opinions: El Garoudia regarded them all as disbelievers, while El Salehai and El Batria were close to El Sonnah as they did not regard them as disbelievers but they stopped at Othman. El Solimania and El Gariria regarded Othman and all of those who fighted Ali such as A`asha, Talhaand El Zubeir as disbeleivers. Any way El Zaydia were not against the orthodox caliphs, and they criticised the twelveth imamia and El Esmailia for insulting the Companions of Prophet Mohammed. They confirmed that following the orthodox caliphs is not wrong because Ali left his right with satisfaction. Thus noone can neither insult nor regard them as disbelievers.
The Third:
       
The matter of inerrancy is stongly linked to Imamah in the creed of El Shiah. El Esmailia El Batenia and the Twelveth imamia believed that it is one of the most important features of the Imam.
   
El Zaydia contradicted with them in this matter as they attributed the uinerrancy to El Kesaa followers, some of them believed in the inerrancy of imam Ali and others believed in the inerrancy of all of them as El Imamia and El Esmailia believed that the imams are human beings but they are inerrant. Others denied the attribute of inerrancy completely.
       
In spite of this difference, I reached out of some sources that El Zaydiadid not attribute inerrancy to imams. Thus most of the scientistsof El zaydia criticised El Batenia in that matter, and El Saheb Ibn El Abbad replied to El Zaydia followers who believed in the inerrancy of the imams. It is worth mentioning that El Zaydia in the criticism to El Batenia said that nothing in the Quran or El Sonnah or intellect approve the inerrancy of the imams. Even the prohets has not this inerrancy as some prophets erred sometimes and then they repented. This is the case with the prophets, so what the case with the imams can be as they did not reach the level of prophecy.
        
This is the most important conclusion. I hope that I gave each what he deserves. At the conclusion of this research, I suggest that the following researchers concentrate on the efforts of El Mo`tazela in their reply to El Batenia. I ask God to accept this work. Thank God.

0 komentar:

Post a Comment