Thursday, February 11, 2010

لمحة عن الشيعة الإسماعيلية الباطنية

لمحة عن الشيعة الإسماعيلية الباطنية
الدكتور/ كمال الدين نور الدين مرجوني
التعريف بالإسماعيليةالباطنية
والباطن لغة ضد الظاهر أو أن الظاهر خلاف الباطن ( ) . والباطن اسم من أسماء الله تعالى ، ومعناه : العالم بالسرائر والخفيات ، والمحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم ، والباطنية فرقة من الشيعة تعتقد أن للشريعة ظاهرا وباطنا ، وتمعن في التأويل ( ) .

وفي الاصـطلاح يعـرّف لنا الإمـام أحمـد بن سليمان (تـ566هـ) ( ) الباطنيـة بقوله : " وانتسب الباطنية إلى الإسماعيلية ، وهم فرقة أبطنوا الكفر وأظهروا الإسلام ، وقالوا : لكل ظاهر باطن " ( ) . يقول الإمام الزيدي القاسم بن محمد (تـ1029هـ) ( ) : " وأما الباطنيـة : فإنـهم يظهـرون الإسـلام ويبطنون الكفـر ، ولا يتقلدون بشيء من الشرائـع " ( ) . ويقول ابن الجوزي : " الباطنية قوم تستروا بالإسلام ومالوا إلى الرفض وعقائدهم وأعمالهم تباين الإسلام بالمرة ، لكنهم يقولون لذلك سر غير ظاهر ... ثم يذكر أنها من الشيعة الإسماعيلية المنسوبة إلى زعيم لهم يقال له محمد بن إسماعيل بن جعفر " ( ) .

ويتبين من هذا التعريف أن الباطنية لقب خاص استخدم للدلالة على إحدى فرق الشيعة المنسوبة إلى ( الإسماعيلية ) ، و تقول بالظاهر والباطن ، وبوجوب تأويل الشريعة ، لأن المراد منها الباطن دون الظاهر . فرفضوا الأخذ بظاهر القرآن .

وقد لاحظ أستاذي الدكتور محمد الجليند أن الإمام ابن تيمية لا يستخدم لقب "باطنية" عادة بمعنى محدّد لطائفة معيّنة ، بل أطلقها لتشمل فرقا ومذاهب منها : الصوفية ( ) والإسماعيلية ( ) والفلاسفة ( ) والجهمية ( ) . وغيرهم الذين يقولون بالظاهر والباطن ، ذلك لأن المعيار الأساسي عند إطلاق لقب الباطنية لدى ابن تيمية هو القول بالتفسير الباطني للقرآن ( ) . وفي هذا استقرّ عند الدكتور عبـد الرحمن بدوي في تعريفه للباطنية بأنها : " لقب عام مشترك تندرج تحته مذاهب وطوائف عديدة ، والصفة المشتركة بينها تأويل النّص الظاهر بالمعنى الباطن تأويلا يذهب مذاهب شتى ، وقد يصل التباين بينها حدّ التّنـاقض الخالص ، فهو يعني أن النصوص الدينية المقدّسـة رموز و إشارات إلى حقائق خفيّة وأسرار مكتوبة " ( ) .

وعلى هذا الأساس ، فكان استعمال لفظ ( الباطنية ) توسيعا لتشمل جميع الفرق والمذاهب الذين يدّعون بأن للقرآن ظاهرا وباطنا ، سواء كانوا من الفلاسفة أم الشيعة أم التصوف وغيرهم . وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على سعة تأثير الباطنية على الفرق الإسلامية ، وأما عند تقييدها وتخصيصها لفرقة معينة فتعني بها الشيعة الإسماعيلية التي ردّت عليها معظم الفرق الإسلاميـة كالأشعرية ، والمعتزلة ، و الشيعة الزيدية ، والمذهب الأخير هو موضوع بحثنا ( ) .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هو متى ظهرت الباطنية كفرقة من فرق
الإسماعيلية ؟ .

وأشارت مصادر كتب الفرق والملل والنحل إلى أن ميمون بن ديصان القداح – وكان مولى لجعفر الصادق – هو أحد المؤسسين للدعوة الإسماعيلية الباطنية ، وهو يدعو إلى إمامة محمد بن إسماعيل ، وكان على يده انتشرت دعوة الإسماعيلية الباطنية ، ويحدثنا عن ذلك عبد القاهر البغدادي أن الباطنية ظهرت في أيام المأمون وانتشرت في زمان المعتصم ، وأن الذين أسسوا دعوة الباطنية – كما حكى أصحاب المقالات – شخصيات أبرزها ميمون بن ديصان الملقب بـ (القداح) ، و محمد ابن الحسين الملقب بـ (ذيذان أو دندان) ، وكان ميمون مولى لجعفر بن محمد الصادق ( ) . وقد حدد الإمام محمد بن الحسن الديلمي (تـ711هـ) ( ) زمان الذي نشأت فيه الباطنية ، فذكر على وجه التحديد بأن الباطنية نشأت سنة (250هـ) ، ونص على ذلك قوله : " إن ابتداء وضع مذهب الباطنية سلط الله عليهم كان في سنة خمسين ومائتين من الهجرة ، وضعه قوم تطابقوا وكان في قلوبهم بغض للإسلام وبعض النبي  من الفلاسفة ، والمجوس ، واليهود ، وكان آخر دعاتهم ميمون القدح ( ) .

ومما سبق يفهم أن دعوة الباطنية قد أسست على يد جماعة من الناس فمنهم الفلاسفة ، والمجوس ، واليهود ، وأنها انتشرت على يد ميمون القداح ، ذلك لأن مبادئ الباطنية لم تكن معروفة قبل ظهوره ، فبزعامة ميمون القداح نظمت مبادئها السرية لأول مرة ، فهو الذي يقوم بتنظيم هذه الفرقة داخل السجن ، فوضع هو وأصحابه أنظمة الفرقة ، وقاموا بتعليم دعاتها فيه ، ولما خرج من السجن أرسل دعاتهم إلى المناطق المختلفة لينشروا مبادئهم وتعاليمهم الباطنية ( ) . غير أن بعض المصادر تشير إلى أن الباطنية ظهرت على يد ابنه عبد الله بن ميمون سنة (276هـ) ، وهذا ما ذكره صاحب كتاب (كشف أسرار الباطنية) للحمادي (تـ نحو470هـ) ( ) فقال : " وأصل هذه الدعوة الملعونة التي استهوى بها الشيطان أهل الكفر والشقوة ، ظهور عبد الله بن ميمون القداح بالكوفة ... وكان ظهوره في سنة ست وسبعين ومائتـين (276هـ) من التاريخ للهجرة " ( ) ، وتابعه في ذلك الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (تـ840هـ) ، حيث قال: " وفشا مذهبهم بعد مائتين من الهجرة ، أحدثه عبد الله بن ميمون القداح ، وكان مجوسيا ، فتستر بالتشيع ليبطل الإسلام " ( ) .

ولكن الصحيح الأول ، فظهرت الباطنية على يد ميمون القـداح الذي توفي حوالي سنـة (198هـ) . وأما رواية الحمادي ، فيرى الدكتور محمد عثمان الْخُشْت في تعليقه للنص أنه على حسب المصادر التاريخية العديدة يبدو أن المؤلف هنا يخلط بين ميمون القداح وابنه عبد الله ، فتارة يذكر عبد الله على أنه أصل هذه الدعوة الباطنية ، وتارة يذكر أباه ميمونا ( ) . وفي موضع آخر لاحظ محمد بن الحسين الأكوع عند تعليقه للنص بوقوع الوهم والخطأ ، ويرى أن الناسخ أخطأ في النقل عن المؤلف ، فظهور ميمون القداح قبل الستين ومائتين من الهجرة ، وأورد ابن النديم في (الفهرست) ( ) بأنه جـرت مكاتبة بين عبـد الله بن ميمون وقرمط سنة إحـدى وستين ومائتين (261هـ) ، هذا إن أراد ميمون القداح ، وإن أراد ولده عبد الله ، فذلك أدخل في الإعجاز - كما يقال – فإن ظهوره بسجلماسة من الغرب سنة 296هـ وما يدل على وهم العبارة أن خروج ابن فضل ومنصور اليمن من الكوفة إلى اليمن سنة 268هـ ( ) .

وإلى جانب ذلك ، فقد ذهب النَوْبَختي (تـ332هـ) إلى القول بوحدة الحركتين الخطابية والإسماعيلية الباطنية ( ) . أو نقول بأن الإسماعيلية نشأت من الخطابية ، بل ذهب القمي ( ) إلى أن الإسماعيلية الخالصة فهم الخطابية " ( ) . ذلك لما مات أبو الخطاب تحوّل أتباعه إلى محمد بن إسماعيل ابن جعفر الصادق وعدّوه الإمام وأعلنوا ولاءهم له ، فكانت فرقـة الإسماعيليـة هي الخطابية نفسها ( ) . وقد أكد ذلك الإمام أحمد بن سليمان (تـ 566هـ) في حديثه عن الفرق الإمامية أن الإسماعيلية هم المباركية والخطابية ، فقالت المباركية بإمامة محمد بن إسماعيل ، وقالت الخطابية بإلهية جعفر ( ) . ورغم أن كُتّاب المقالات من أهل السنة لا يشيرون في كتاباتهم إلى وجود صلة مباشرة بين الخطابيـة والإسماعيلية ، إلا أن ما أورده من عقائـد الخطابيـة يؤيد ما ذهب إليه النَوْبَختي (تـ332هـ) من وحدة الحركتين ، فالشهرستاني ينسب إلى الخطابية أسلوب التأويل الإسماعيلي لآيات القرآن الكريم ( ) ، والأشعري ينسب للخطابية عقيدة الإمام الصامت والناطق وهي عقيدة اختصت بها الإسماعيلية ( ) . فكل هذه الشواهد المستمدة من التشابه بين العقائد المذهبية لكل من الخطابية والإسماعيلية تدلنا دلالة واضحة على وجود علاقة الخطابية والإسماعيلية ( ) . وأشار إلى ذلك أيضا الدكتور علي سامي النشار ، إذ قال : " ولا شك أن الكثير من أصول الخطابية قد دخلت في عقائد الإسماعيلية فيما بعد ، ولكن تم هذا بعد مقتل أبي الخطاب ، واعتناق كثير من أتباعه للإسماعيلية في عهد عبد الله بن ميمون القداح " ( ) .

والباطنية تمثل إمتدادا لغلاة الشيعة ( ) الذين لم يقتصروا على القول بأن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله  ، بل نجدهم يدّعون أنه في منـزلة النبوة كما يتضح فيما بعد ، وفي ذلك يقول أستاذي الدكتور محمد الجليند : " وأما الباطنية بمعناها المحدد كطائفة مخصوصة تسمت بهذا الاسم في تاريخ الفلسفة الإسلامية ، فيعتبرها ابن تيمية امتدادا طبيعيا للغلو في التشيع ، لأن الباطنية والقرامطة وجدتا في البيئة الشيعية التربة الخصبة والمناخ الصالح لتربية أفكارهم وحصاد نتائجها " ( ) . ويرى هنري كوربان أن المذهب الإسماعيلي الباطني هو أول مذهب عرفاني في الإسلام ( ) .

وفي موضع آخر ، يرى الإمام محمد بن الحسن الديلمي (تـ711هـ) أن عقيدة الباطنية كغيرها من الشيعة الغلاة تستمد مادتها الأولية من عقيدة الإمامية الإثنى عشرية . وقد صرّح بذلك قائلا : " إن أصول مذهب الغلاة والمفوضة والباطنية من الإسماعيلية والإمامية الإثنى عشرية مختلطة بعضها ببعض في كثير من المسائل ، ولذلك قيل : الإمامية دِهليز الباطنية ( ) ، لأن الكل دخلوا في الشيعة من جهتهم ، وكلهم يدعون التشيع ويغلون في الدين ويخرجون من طريق المسلمين " ( ) . ويرى الإمام أبوا القاسم محمد الحوثي (تـ1319هـ) ( ) أن مذهب الغلاة والمفوضة ، هم الذين مهدوا مذاهب الباطنية ( ) .

ألقاب الإسماعيلية الباطنية
اهتم المذهب الباطني فوق كل شيء بامتلاك عدد كبير من المتحزّبين في جميع الأمكنة ، وبين جميع الطبقات الاجتماعية ، ولذلك كان عليه أن يلائم نفسه مع طبـاع وأمزجة وميول أعداد ضخمة ، ولذلك لم يكن مدهشا أن الإسماعيليين أو الباطنيين كانوا منقسمين إلى فرق عديدة ذات عقائد اختلفت بدرجات متباينة عن تلك التي للإسلام . يقول الدكتور مصطفى غالب ( ) : " إن العقائد الإسماعيلية لا يمكن دراستها وبحثها على أنها عقائد ثابتة لفرقة موحدة ، ذلك أنها عقائد تطورت حسب البيئات والأزمان ، فاختلفت باختلافها ، وتشعبت آراؤها ونظرياتها ، حتى أصبح من الصعب أن تبلور هذه العقائد أو أن تصهر في بوتقة واحدة " ( ). وبناء على ذلك ، فتعرض المذهب الإسماعيلي لعوامل التطور والتغير ، كما هو الحال في كل مذهب ، فهناك مثـلا فارق بين الإسماعيلية الأول ، وبين الدروز الذين أَلَّهوا الحاكم بأمر الله ( ) ، وقد حاول بعض الإسماعيلية إبطال هذه الدعوى ، كذلك اختلفت فرق الإسماعيلية باختلاف الأقاليم ، فقد كان كل داع يتصرف بحسب الظروف الخاصة بكل إقليم ( ) . ففي زمن واحد نستطيع أن نتبين عقائد مختلفة متضاربة تنسب كلها إلى الإسماعيلية ، وهذا الاختلاف نتيجة لما كان يذيعه الدعاة المختلفون في البلدان المختلفة ، فمهما أخذ هؤلاء الدعاة عن مصدر واحد ، فلا شك أنهم مختلفون فيما بينهم اختلافا كبيرا بحسب شخصية كل واحد ، وحسب مقدار فهمه للعقائد أو تأويله الباطني للأمور الدينية كانوا مختلفين في ثقافتهم ، ومختلفين في عقلياتهم ، ويضاف إلى ذلك اختلاف المجتمعات التي يعيشون فيها ، فمنهم من كانوا يدّعون بين الدهماء السذج ، ومنهم من كانوا يدعون بين جمهور مثقف متحضر ، فكان لا بد أن نجد اختلافا بين هؤلاء الدعاة فيما كانوا يذيعونه على الناس ( ) .

وانطلاقا من هذا التطور والتغير ، فنجد الباطنية تسمت بألقاب متعددة حسب اختلاف البلاد التي ينتشر فيها دعاتهم ، واختلاف الأزمنة والأمكنة ، فيشمل فرقا كثيرة في عددها ، ولكنها واحدة في اتجاهها ، وهو الكيد للإسلام بالحيلة ، ولذلك لا تهمنا بهذه الألقاب ماداموا اتفقوا جميعا على القول بالباطن . ومن هنا ، فيرى الزيدية من خلال متابعتها لهذه الفرقة من تطور وتغيير أنهم يحدثون في كل زمان ومكان مذهبا آخر ، لإبعاد الأمة عن دينهم ، لأن غرضهم الإلحاد ، كالذئب إذا آيس من افتراس الشاة من جانب أتى من جانب آخر ( ) . ولا يكاد يعرف مذهبهم لتسترهم وإحداثهم كل وقت مذهبا ، وفشا مذهبهم بعد مائتين من الهجرة ( ) . وعلى الرغم من محاولاتهم في نشر عقائدهم الباطنية بأسماء المذاهب المتعددة ، فإنهم عجزوا عن نصرة مذاهبهم ، لأن معتقداتهم ليست من أمر الدين ، ولا من حكم الشريعة ( ) .

وقد ذكر الإمام الغزالي في ( فضائح الباطنية ) أن الباطنية تلقّبوا بعشرة ألقاب ، منها : الباطنية ، والقرامطة ، والقرمطية ، والخُرَّمية ، والخُرَّمْدينية ، والإسماعيلية ، والسبعية ، والبابكية ، والمحمِّرة ، والتعليمية ( ) . وتابعه في ذلك بعض علماء الزيدية ، وأضافوا إليها ألقابا أخـرى كالمباركية ، الإباحية ، الملاحدة ، الخرمدنتية ، الزنادقة ، المزديكية ، الشروينية ، الميمونية ( ) . ويرى عبد القاهر البغدادي أن الخُرّمدنية هم الخرمية ، وأن الشروينية هم البابكية ، وينسبون إلى أمير كان في الجاهلية اسمه شروين أبوه من الزنج ، وأمه من بنات ملوك الفرس ( ) . وأما الشهرستاني فأورد ألقاب الإسماعيلية بأنها بالعراق يسمون الباطنية ، والقرامطة ، والمزدكية . وبخراسـان يسمون التعليمية ، والملحدة . ثم بين أنهم يعتزون باسم (الإسماعيلية) لتميزها عن الشيعة الأخرى ، واقتداء لإمامة إسماعيل بن جعفر وهو ابنه الأكبر المنصوص عليه في بدء الأمر ( ) . ويذكر محمد بن الحسين الأكوع أن الإسماعيلية اشتهروا في اليمن بثلاثة ألقاب : الباطنية ، الإسماعيلية ، القرامطة ( ) .

وعلى أية حال ، فإن الباطنية منسوبة إلى الشيعة الإسماعيلية . وأنها تلقبت بالألقاب المختلفة تبعا لاختلاف البلاد ، فكانوا يعرفون في العراق باسم القرامطة ، وباسم المزدكية نسبة إلى مزدك في عهد قياذ الساساني ، وفي خراسان باسم التعلمية ( ) ، وفي مصر باسم العبيديين نسبة إلى عبيد الله المهدي المعروف مؤسس دولتهم ، ويعرفون في الشام باسم النصيرية والدروز ، وفي فلسطين بالبهائيـة ، وفي الهند بالبهرة والإسماعيلية ، وفي اليمن باليامية ، وفي بلاد الأكراد بالعلوية حيث يقولون عليّ هو الله ، وفي بلاد الأتراك بالبكداشية ، وفي بلاد العجم بالبابية ( ). ويقول أستاذي الدكتور مصطفى حلمي : " وحركات الباطنيـة تكاد تكون حلقات سلسلة لا تنقطع بدأت بالسبئية ، وظهرت في شكلها المعاصر في مذهبى البابية و البهائية ( ) . وبالإضافة إلى ذلك ، هناك طوائف تندرج تحت فرق الباطنية ، ولا يزال لهم أتباع حتى اليوم ، وهي النصيرية ، نسبة إلى محمد بن نصير النميري مؤسس الفرقة . والدروزية ، نسبة إلى محمد بن إسماعيل الدرزي ، والبابيـة والبهائية ( ) .

وبعد أن ذكرنا ألقاب الباطنية ، فالسؤال الذي يطرح نفسه ، هل كانت هذه الألقاب المتعدّدة التي ذكرها العلماء ( ) مقبولة عند الباطنيين أنفسهم ؟ .

يبين الداعي علي بن الوليد ( ت612هـ) ( ) موقف الباطنية من هذه الألقاب ، وذلك من خلال مناقشته لكتاب ( فضائح الباطنية ) للإمام الغزالي ، إذ يقول : " إن هذه الفرق التي حكاها هذا المارق ( ) وعدّدها ، ووسّمها بما وسّمها به من الأسامي والألقاب التي سردها ، إنما يلزمنا منها اسم فرقة واحدة ، وهي الإسماعيلية ، وهم المعزون إلى مولانا إسماعيل بن جعفر الصادق ... ، فهذه التسمية لازمة لنا ، وبها على سائر فرق الإسلام شرفنا ( ) .

وواضح في هذا النص أن الباطنية حريصة كل الحرص على أن تلقب بالإسماعيلية ، فهم معتزون بهذا اللقب ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبتهم الشديدة بالإنتماء إلى الشيعة ، وظلت التسمية بها قائمة ومعترفا بها حتى بدء قيام الدولة الفاطمية على يد عبـد الله المهدي في المغرب ، في هذا الوقت حلت التسمية الجديدة " الفاطمية " محل الاسم القديم " الإسماعيلية " ( ) .

ويمكننا إرجاع هذا التغيير – أقصد تغيير الاسم – لأسباب عدة أهمها : ربط اسم الدولة الجديدة باسم مرغوب فيه ، ومحبب لقلوب الناس في المغرب ، ألا وهو اسم " فاطمة الزهراء " ابنة النبي محمد  من جهة ، ومن جهة أخرى للتمييز بينهم وبين " العلويين " الآخرين الذين ينحدرون من علي بن أبي طالب من أم غير فاطمة الزهراء ، ومن الجدير بالذكر أن اسم " الإسماعيلية " عاد بعد انهيار الدولة الفاطمية في مصر إلى الحلول محل " الفاطمية " ( ) . وعلى هذا فإن الإسماعيلية والقرامطة والفاطمية ألفاظ ثلاثة لمعنى واحد .

وثمة ملاحظة تجدر الإشارة إليها ، وهي أن لقب الخرمية التي تحتوي فكرة استحلال الباطنية للنساء - كما يلقبها الإمام الغـزالي بها في " فضائح الباطنية " و الإمام محمد بن الحسن الديلمي (تـ711هـ) في " قواعد عقائد آل محمد " ( ) . – وغيرهم من العلماء ، في الحقيقة أنه يحتاج إلى نظر وتأمل ، لأنه لا يمكن لأي إنسان – بطبيعته – أن يتقبل هذه الفكرة الشاذة ، وهذا ما ينبه إليه أستاذي الدكتور محمد الجليند حينما يعلق على أحد الأبيات التي قالها أحد أتباع علي بن الفضل على المنبر ( ) : " ورغم ما في نفسي من الشكوك في صحة هذه الأبيات وما تحمله من معان قد ينبو عن تقبلها إنسان الغاب ، إلا أن ترديد هذه المعاني في كتب الفرق والعقائد في شكل أو في آخر يجعل لها في نفسي مكانا لتقبل ما يقال عنها ، وإن كنت أستبعد كل ما يقال من استحـلال الأخوات والبنات ( ) .

أهداف الإسماعيلية الباطنية
إنّه لا يمكن معرفة نوع أهداف مذهب من المذاهب ومعرفة طبيعته ، إلاّ عند معرفة نوع اعتقادات ذلك المذهب ، إما في الأصول أو الفروع ، أى بمعرفة عقيدتها وفقهها . ولذلك لن نتبين حجم التحدي الباطني في مجال العقيدة والفكر ، إلا إذا وقفنا على تعاليمهم التي جعلت لنصوص القرآن ظاهراً وباطناً يخرجان بها عن مضمون العقيدة الإسلامية . وهذا نرى أثره بعد انتشار دعاة الباطنية في غرب العالم الإسلامي وشرقه ، استطاعوا أن يفسدوا عقائد بعض الناس ، ويثيروا الفتن والقلاقل ، ويغتالوا الشخصيات التي تعارضهم ، فقتلوا مئات القادة والعلمـاء والسلاطين ، ونشروا الرعب في كل مكان . ومما يثبت هذا ويوضّحـه أنه يكفينا معرفة النتائج التي أسفرت عنها ، إذ لما استقرت الحركة في مصر أسس لها الجامع الأزهر لبث آرء الباطنية و استمرت حكومتهم حتى أيام الحاكم بأمر الله الذى ادعى الألوهية ، والقارئ للتاريخ بوعي يرى المظالم والانتهاكات ومظاهر التعسف ، وكلها توضح عكس ما يصوره الآخذون بالتفسير المادي للتاريخ ، كما نذكر أيضا واقعة اقتلاع الحجر الأسود ( ) .



وقد أجمعت العلماء على ضلال الباطنية ، بل اعتبروها خارجا عن دين الإسلام ، لأنهم كانوا يهدفون من دعوتها الباطنية إلى إلغاء الشريعة الإسلامية الخالدة وتعاليمها ( ) ، وفي ذلك يقول الإمام محمد بن الحسن الديلمي (تـ711هـ) : " وكان الغرض من وضع هذا المذهب إبطال الإسلام ، وإظهار المجوسية ، والقول بالطبائع ، وقدم العالم ، وجحد بالصانع ، وإبطال الشرائع " ( ) . ومن هنا يرى الزيدية أن الباطنية في الحقيقة خارجون عن الإسلام ، لكن انتحلوه – أى الإسلام – ظاهرا ، فعدّوا في فرقه " ( ) .

ويذكر المستشرق الفرنسي المعروف (سيلفستر دوساسي) في بيانه عن أهداف الدعوة الباطنية بأنه كانت تهدف إلى إحلال الفلسفة محل الدين ، والعقل محل الإيمان ، وحرية الفكر غير المحدودة محل سلطة التنزيل . ولم يكن بمقدور تلك الحرية ، أو ذلك التجويز بالأحرى ، أن يبقى طويلا مجرد إعمال أو تخرص للذهن ، بل إنها دخلت في القلب ، وأن تأثيرها الأخلاقي المُفسد سرعان ما فرض نفسه على الساحة . وهكذا ، فقد خرجت من وسط الإسماعيليين مجموعات حافظت على جميع ما أرسى له معتقدهم من أساس لأنواع الفسق والفجور ، وتحللوا ليس من قيود الدين والعبادة العامة وحسب ، بل ومن تلك القيود المتعلقة بالحشمة والأدب ( ) .

ولذلك ، فإن إبراز حقيقة هذه العقائد الباطنية ، أمر ضروري لابد منه ، ذلك لأن الباطنية تعتمد السرية والتعمية لتضليل الناس عن حقيقة أهدافها كما تتضح فيما بعد من حديثنا عن أساليبهم الدعوية .

و يبدو أن التأويل هو وسيلتهم الفعّالة للوصول إلى هذا الهدف ( ) . فمسألة التأويل شاعت وكثرت في كتبهم حتى يمكن القول بأن كل كتب الإسماعيلية الباطنية ليس فيها شيء إلا التأويل . وهذه التأويلات الفاسدة من أشد وأنكى ما يصاب به الإسلام والمسلمون ، لأنها تؤدي إلى نقض بناء الشريعة حجرا حجرا ، وإلى الخروج من ربقة الإسلام ، وحل عراه عروة عروة ، ولأنها تجعل القرآن والسنة فوضى فاحشة يقال فيهما ما شاء الهوى أن يقال كأنهما لغو من الكلام ، أو كلأ مباح للبهائم والأنعام ، وأخيرا ينفرط عقد المسلمين ويكون بأسهم بينهم من جراء هذا العبث بتلك الضوابط الدينية الكبرى والحوافظ الأدبية العظمى ، وما دام لكل واحد أن يفهم من القرآن ما شاء له الهوى والشهوة دون اعتصام بالشريعة ، ولا التزام لقواعد اللغة ،لم يعد القرآن قرآنا ، وإنما هما الهوى والشهوة فحسب ( ) .

أساليب الدعوة الإسماعيلية الباطنية

لم تكن أفكار الباطنية وعقائدهم لتجد لها رواجا بين جماهير المسلمين إلا بأنواع من الحيل وضروب مختلفة من التلبيس . لأن تقبل هذه العقائد في بيئة إسلامية ليس بالسهل اليسير ، وإنما يحتاج الأمر في ذلك إلى درجة من الذكاء والفطنة في اختيار من يصلح أن يكون داعيا إلى مثل هذه المعتقدات ( ) . ولذلك ، تحتاج الباطنية إلى وضع الأساليب للتعامل مع من يدّعونها إلى هذا المذهب ، وكان الهدف من وضع هذه الأساليب هو السلخ عن الدين وإرادة استدراج عوام المسلمين ، ولم يمكنهم أن يصرحوا بذلك في دار الإسلام ، فوضعوا حيـلا تكون عونا لهم على إدراك مناهم ومرامهم ( ) .

وقد نظمت الباطنية أساليبهم الدعوية إلى تسع حيل مرتّب بعضها على بعض ، فلم تكن عقائدهم تلقن للمستجيب دفعة واحدة ، إنما كان يتلقاها على التـدريج المنظم وهي على النحو الآتي :

الأول : الزرق ( ) والتفرس .

وهو أن يكون للداعي إلى مذهبهم فراسة وحدس قوي وفطن ذكي يمكنه في اختيار عدد الأشخاص المناسبين لقبول هذه الدعوة . وهذه الحيلة ترجى نجاحها لثلاثة أمور :

أحدها : أن يميز بين من يطمع في استدراجه لقبول ما يلقى إليه مما يخالف معتقده ، فرب رجل لا يمكن أن ينزعه مما رسخ في قلبه ، فلا يضيع كلامه ، وينتقي بكل حال إلقاء البذر في الأرض السبخة .

وثانيها : أن يكون قوي الحدس ذكي الخاطر في تغيير الظواهر وردها إلى البواطن إما اشتقاقا من لفظها أو تلقبا بها من عددها ، أو تشبيها لها لما يناسبها حتى إذا لم يقبل منه تكذيب القرآن والسنة ، طلب منه ما يقرب منه وترك اللفظ على حاله .

وثالثها : ألا يدعو كل أحد إلى مسلك واحد ، بل يبحث أولا عن حال المدعو وميله في طبعه ، فإن كان مائلا إلى الدنيا قرر عنده أن العبادة بله ، وأن الزهد والورع حماقة وأن القيام بمشقة التكاليف جهالة ، فإن كان من أبناء الدين جاءه بما يليق بمذهبه ، فإن كان من الشيعة فيقرر عنده تعظيم أهل البيت عليهم السلام ، ويظهر التألم من الأئمة لظلمهم إياهم ، كذلك في كل مذهب من مذاهب أهل القبلة وغيرهم من اليهود والنصارى .

والثانية : التأنيس .

فهي أن يظهر للمدعو بلسانه وفعله ما يميل إليه ويألفه ، ثم يظهر له أشياء من العلوم وآيات القرآن والكلمات العذبة .

والثالثة : التشكيك .

فهي إلقاء أسئلة إليه عن معاني الشرع و متشـابه القرآن ، ولم أمر بالغسل من المني ومن البول والغائط وغيرها من المسائل الدينية .

والرابعة : التعليق .

فإنه إذا سألهم عن هذه المسائل الدينية ، علقوا قلبه بطلبه ، فإذا رجع إليهم بالسؤال ، قالوا : لا تعجل ، فإن دين الله أجل من أن يبذل لكل واحد ، ووردت سنن المرسلين بأخذ الميثاق ، وتلوا الآيات التي فيها ذكر العهد والميثاق نحو قوله تعالى :  أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ  ( ) .

و الخامسة : الربط .

وهو أخذ العهود والمواثيق من المدعو .

و السادسة : التدليس .

فهو أن يقول الداعي للمدعو أمر الدين ليس بهين ، وهو سر الله المكتوم ، وأمره المخزون ، ولا ينهض به إلا بالإمام المنصور الذي هو الطريق إلى علم النبي الناطق  ، والوحى وهو الأساس إلى نحو ذلك .



والسابعة : التأسيس .

فهو وضع مقدمة لا تنكر الظاهر ولا تبطل الباطن ، يستدرج بها المدعو لحيث لا يدري ، فيقول : الظاهر قشر والباطن لب ، والظاهر رمز والباطن المعنى المقصود .

الثامنة : الخلع من الدين .

فيقول له فائدة الظاهر أن يفهم ما أودع فيه من علم الباطن لا العمل به ، ويقولون لا معنى لما يقوله الظاهرية من العمل بالظاهر ، بل العمل به جهل ، والمقصود به معرفة باطنه ، فمتى وقف المدعو على الباطن سقط عنه حكم الظاهـر ، وهو المراد بقوله :  وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ  ( ) .

والتاسعة : الانسلاخ من الدين .

فهي أنهم إذا أنسوا من المدعو بالإجابة ، وصار منهم قالوا ما قال أبو القاسم القيرواني في (البلاغ الأكبر) : " واعلم أني قد أحللتك بكتابي هذا من عقالك وأطلقتك من وثاقك ، وحل لك ولمن هو في درجتك ما هو محظور على العالم المنكوس :  الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ  ( ) . فإذا ارتقى المؤمن إلى أعلى درجة الإيمان زال عنه العمل ، فلا صوم عليه ولا صلاة ، ولا حج ، ولا جهاد ، ولا يحرم عليه شيء ألبتة من طعام وشراب وملبس ومنكح ( ) .

فعلى كل هذه الحيلة والدعاية وأساليب الدعوية ، يمكن القول بأن مصطلح الباطنية صار عنوانا لمجموعة ( مذاهب هجينة ومركبة ) في عقائدها ، متناقضة متخالفة في آرائها ، مثلت في الغاية والنهاية ، دوائر فكرية منفصلة عن الأمة ، وخارجة عن إجماعها ، فضلت سواء السبيل ، ووصمت من قبل علماء الأمة الثقـات بالكفر والزندقة والردة عن الدين ( ) . فرتّبوا دعوتهم بنظام دقيق ومحكّم ، وببراعتها دخل كثير من المستجيبين للدعوة في الأزمان والأماكن المتعددة ، وكانت لهذه الحيلة المتنوعة أكبر الأثر في إقامة الدولة الإسماعيلية الباطنية في بعض البلدان ، فكانت لهم دولة في المغرب ، أسسها الإمام عبيد الله المهدي سنة 296هـ ، وامتدت إلى صقلية وجنوب إيطاليا ، وكان لهم دولة في اليمن على يد (ابن حوشب) سنة 270هـ ، وكان لهم دولة في مصر على يد القائد (جوهر الصقلي) سنة 358هـ ، وأسسوا دولة (ألموت النزارية) في بلاد فارس على يد (الحسن الصباح) سنة 483هـ ، وكان لهم دولة في البحرين على يد (الحسين الأهوزي ، وحمدان بن الأشعت ، وأبي سعيد الجناني ، وزكرويه بن مهرويه) سنة 270هـ ، وكانت لهم قلاعهم وحصونهم المستقلة المنيعة في بلاد الشام ( ) .
***
هذا الكتاب من أهم كتب التأويلات الباطنية
_________________________________________________________________________________

( ) انظر : لسان العرب ، ابن منظور ، 4/523 ، دار صادر ، بيروت – لبنان ، ط1/بدون تاريخ . مختار الصحاح ، الرازي ص 23 ، مكتبة لبنان ، بيروت ، 1415هـ - 1995م ، تحقيق : محمود خاطر .

( ) المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ، ص 1/62 ، ط2/ بدون تاريخ .

( ) هو الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن محمد الحسني اليمني ، ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي يحيى ابن الحسين . من أئمة الزيدية ، وقام بالإمامة سنة 532هـ ، وله مع الباطنية معركة مشهورة تسمى معركة (غيل جلاجل) في رجب سنة 549هـ ، وقد انهزم الباطنية في هذه المعركة وفروا من نجا منهم إلى نجران ، وتوفي سنة 566هـ ، ومن أهم مؤلفاته : "كتاب حقائق المعرفة في علم الكلام" و " أصول الأحكام في الحلال والحرام" . انظر : طبقات الزيدية الكبرى ، الإمام إبراهيم بن القاسم بن الإمام المؤيد بالله ، ص 132 – 135 . البدر الطالع ، الإمام الشوكاني ، 2/47 . أتحاف المهتدين بذكر الأئمة المجددين ومن قام باليمن الميمون ، محمد بن محمد ابن يحيى زبارة ، ص 86 . أعلام المؤلفين الزيدية ، عبد السلام الوجيه ، ص 114 – 116 .

( ) كتاب حقائق المعرفة في علم الكلام ، ص 500 .

( ) هو الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي ، ينتهي نسبه إلى الإمام الهادي يحيى ابن الحسين . من أئمة الزيدية ، ولد في الثاني عشر منشهر صفر سنة 967هـ بالشاهل من بلاد الشرف ، وتوفي سنة في 12 ربيع الأول سنة 1029هـ ، ومن أهم مؤلفاته : "الأساس لعقائد الأكياس" . انظر : طبقات الزيدية الكبرى ، الإمام إبراهيم بن القاسم بن الإمام المؤيد بالله ، 2/860 .

( ) الجواب المختار عن مسائل عبد الجبار ، 1/72 ، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ، ط1/1424هـ - 2003م ، ضمن مجموع كتب ورسائل الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد ، تحقيق : تحقيق : محمد قاسم محمد المتوكّل .

( ) تلبيس إبليس ، ص 124 – 125 باختصار ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط1/1985م ، تحقيق : د. السيد الجميلي .

( ) وهم من أهل الحلول والاتحاد من أمثال ابن عربي وابن سبعين ، انظر : درء تعارض العقل والنقل 3/363 ، 6/86 ، 8/234 ، دار الكنوز الأدبية ، الرياض ، 1391هـ ، تحقيق : د. محمد رشاد سالم .

وجدير بالذكر هنا ، أن " لوك بنوا " مؤلف الكتاب المسمى بـ ( المذهب الباطني في ديانات العالم ) ، يرى أن التيار الباطني في الإسلام متمثلا في تعاليم الشيعة والتصوف ، ويعتبر أن ابن عربي من أكبر شيوخ الباطنية العربية ومؤسّس الميتافيزياء العليا . راجع : المذهب الباطني في ديانات العالم ، ص 114 وما بعدها ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان ، ط1/1998م ، ترجمة : نهاد خياطة .

( ) انظر : درء تعارض العقل والنقل 5/8 ، 5/359 . ومنهاج السنة 3/452 .

( ) وهم من أمثـال ابن سينا . انظر : درء تعارض العقل والنقل ، 1/203 ، 5/86 ، 6/238 . منهاج السنة 1/201 .

ويقرر الباحثون الإسماعيليون الباطنيون المعاصرون بأن ابن سينا كان على مذهب الإسماعيلية الباطنية ، واستدلوا على ذلك بأن ابن سينا قد ولد من أبوين إسماعيليين وأنه درس على أبيه – وهو داعي مطلق للإسماعيلية – علم التأويل الباطني ، كما درس على يد أبي عبد الله الناتلي المنطق والفلسفة ، ولم يكن النتالي سوى عالم من كبار علماء وفلاسفة الإسماعيلية ، وواضح من كلامه عن النفس والعقل مزيج من العقائد الباطنية . انظر : د. مصطفى غالب في كتابه " ابن سينا " ص 12- 13 ، مكتبة الهلال ، بيروت – لبنان ، 1979م . و د. عارف تامر في كتابه " مراجعات إسماعيلية " ص 83-84 ، دار الأضواء ، بيروت – لبنان ، ط1/1994م .

( ) انظر : درء تعارض العقل والنقل ، 5/184 ، 6/196 .

( ) انظر : الإمام ابن تيمية وقضية التأويل ، ص 239 ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة ، ط5/2000م .

( ) مذاهب الإسلاميين ، 2/751 ، دار العلم للملايين ، بيروت – لبنان ، ط1/1996م .

( ) وقد أخطأ بعض الباحثين في عزو الزيدية إلى أنها من الفرق الباطنية ، كما نشهد بذلك في كتاب (الحكومة الباطنية) د. حسن محمد الشرقاوي ، فيقول : " ومن الفرق الباطنية الزيدية التي تميزت بالمذهب العقلي " . انظر ص 194 من الكتاب ، المؤسسة الجامعيـة للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت ، ط1/1992م .

فهذه النسبة غير صحيحة ، لأنه من المعروف أن المذهب الباطني مذهب تعليمي ، يعتمد على ما قاله الإمام ، بينما الزيدية مذهب عقلي ، إذن فهما متناقضان بعضهم بعضا ، ولعل المؤلف لهذا الكتاب يقصد هنا بالجارودية من الزيدية ، لأنهم الذين تطرفوا وغلوا في أمر الأئمة ، ولكن بعد البحث أيضا لم نجد في آراء الجارودية أية إشارة تدل على قولهم بالظاهر والباطن .

( ) انظر : الفرق بين الفرق ، ص 16 ، 266 ، 268 . اتّعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء ، المقريزي ، 1/39 – 40 ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة ، ط2/1416هـ - 1996م ، تحقيق : د. جمال الدين الشيال .

( ) محمد بن الحسن الديلمي : من علماء الزيدية ، توفى سنة 711هـ ، وأهم مؤلفاته : " قواعد عقائد آل محمد" ، وبهذا الإسم طبع جزء منه وهو ما يتعلق بالباطنية بتقديم : الشيخ زاهد الكوثري . وألف هذا الكتاب سنة 707هـ . ويعتبر هذا الكتاب من أصول كتاب الزيدية اشتمل على فضل أهل البيت ، وذكر مذهب الإمامية الإثنى عشرية وإبطاله ، وتكفير الباطنية ، وأن مذهب أهل البيت الترضية على الصحابة أو التوقف . انظر : البدر الطابع ، الإمام الشوكاني ، 2/194 . أعلام المؤلفين الزيدية ، عبد السلام الوجيه ، ص 883 .

( ) قواعد عقائد آل محمد ، ص 12 – 13 باختصار ، مكتبة اليمن الكبرى ، الصنعاء ، 1987م .

( ) انظر : مقدمة كتاب مشكاة الأنوار لأستاذي الدكتور محمد الجليند ، ص 6 وما بعدها ، دار الفكر الحديث للطباعة والنشر ، القاهرة ، ط1/1973م . إخوان الصفا ، د. عمر الدسوقي ، ص 21 ، دار نهضة مصر للطبع والنشر ، القاهرة ، ط3/بدون تاريخ .

( ) هو محمد بن مالك بن أبي الفضائل الحمادي ، من أعلام الزيدية ، أنه كان معاصرا للدولة الصليحية في اليمن ، دخل إلى مذهب الصليحي القرمطي ليتبين له حقيقة الدعـوة الباطنية فيه ، فتظاهر باعتناق المذهب ، واطلع على كتبه ، ولما عرف حقيقـة هذا المذهب الباطني ، عقد على كتابة ما يشـاهده = = بعينه ، لكى يكشف النقاب عن أسرار المذهب وكان عنوان كتابه "كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة" ، توفى نحو 470هـ . انظر مقدمة كشف أسرار الباطنيـة ، د. محمـد عثمان الخشت ، ص 9 – 10 ، مكتبة ابن سينا ، القاهرة ، 1988م . و مقدمة كشف أسرار الباطنية ، محمد بن علي بن الحسين الأوكوع ، 45 – 46 ، مركز الدراسات والبحـوث اليمني ، صنعا ، ط1/1415هـ - 1994م .

( ) انظر : ص 71 من كتاب كشف أسرار الباطنية ، مكتبة ابن سينا ، القاهرة 1988م .

( ) كتاب الملل والنحل ، 1/36 ، ضمن مقدمة البحر الزخار .

( ) كشف أسرار الباطنية ، محمد بن أبي القبائل الحمادي ، هامش 2 من الصفحة 32 .

( ) انظر : ص 265 من الكتاب ، دار المعرفة ، بيروت ، 1978م .

( ) كشف أسرار الباطنية ، محمد بن أبي القبائل الحمـادي ، هامش 3 من الصفحة 71 ، مكتبة ابن سينا ، القاهرة ، 1988م .

( ) فرق الشيعة ، ص 79 . وانظر : أصول الإسماعيلية ، برنارد لويس ص 83 وما بعدها ، دار الحداثة ، بيروت – لبنان ، ط1/1980م . ترجمة : حكمت تلحوق ، وراجعه الدكتور خليل أحمد خليل .

( ) لم أقف على ترجمته .

( ) كتاب المقالات والفرق ، ص 81 ، طهران ، 1963م ، تحقيق : محمد الحسين آل كاشف الغطاء .

( ) معرفة الرجال ، أبو عمر بن عبد العزيز الكشي ، ص 58 ، بومبى ، 1317هـ .

( ) كتاب حقائق المعرفة في علم الكلام ، ص 499 – 500 .

( ) الملل والنحل ، 1/179 وما بعدها ، وانظر : الفصل في الملل والنحل ، ابن حـزم ، 4/142 ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، بدون تاريخ .

( ) مقالات الإسلاميين ، ص 10 .

( ) دولة الإسماعيلية في إيران ، د. محمد السعيد جمال الدين ، ص 22 ، مؤسسة سجل العرب ، القاهرة ، ط1/1975م . ( والكتاب رسالة ماجستير حصل عليها المؤلف من كلية الآداب ، جامعة عين شمس ) .

( ) نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ، 2/278 ، دار المعارف ، القاهرة ، ط 8/ بدون تاريخ .

( ) والغلاة كما عرفها الشهرستاني : أنهم الذين غلوا في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقة ، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية ، فربما شبهوا واحدا من الأئمة بالإله ، وربما شبهوا الإله بالخلق وهم على طرفى الغلو والتقصير . الملل والنحل ، 1/173 .

والملاحظ أن غلاة الشيعة بعد أن بدأوا بفرقة واحدة صاروا بعد ذلك فرقا وطوائف مختلفة ، ولكن رغم هذا التفرق وذلك الاختلاف ، إلا أن عقائدهم مشتركة وأفكارهم متشابهة ، وكان أول فرق الغلاة هي السبئية ثم جاء بعدها غلاة الكيسانية .

وكانت أهم اتجاهات الغلو في التشيع هي : الغلو السبئي والكيسانيـة ، والغلو الإسماعيلي الباطني ، والغلو المنشق عن الإثنى عشرية . ولمزيد من التفصيل راجع : غلاة الشيعة وتأثرهم بالأديان المغايرة للإسلام ، د. فتحي محمد الزغبي ، ص 69 وما بعدها . مطابع غباشي ، طنطا – القاهرة ، ط1/1988م . ( أصل الكتاب رسالة ماجستير حصل عليها المؤلف من كلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة ، جامعة الأزهر بطنطا ، سنة 1985م . بإشراف : أ.د/ يحى هاشم حسن فرغل ) .

( ) الإمام ابن تيمية وقضية التأويل ، ص 239 .

( ) تاريخ الفلسفة الإسلامية ، هنري كوربان ، ص 140 ، منشورات عويدات ، بيروت – لبنان ، ط1/1966م ، ترجمه : نصير مروة وحسن قبيسي .

( ) والدهليز بالكسر ما بين الباب والدار فارسي معرب والجمع الدهاليز . وهو المدخل بين الباب والدار . وبالفارسية : داليز و دالاز . انظر : لسان العرب ، 5/349 ، دار صادر ، بيروت ، ط1/ بدون تاريخ . المعجم الوسيط ، 1/300 ، أخرجه د. إبراهيم أنيس ورفاقه ، القاهرة ، ط2/بدون تاريخ .

( ) قواعد عقائد آل محمد ، ص 11 .

( ) هو الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي الحسيني ، من أئمة الزيديـة ، وقام بالإمامة سنة 1307هـ ، توفي سنة 1319هـ ، وينتهي نسبه إلى الإمام يحيى بن حمـزة (تـ749هـ) ، ومن مؤلفاته : "الموعظة الحسنة" . انظر : أتحاف المهتدين بذكر الأئمة المجددين ومن قام باليمن الميمون ، محمد بن محمد بن يحيى زبارة ، ص 153 – 154 .

( ) انظر : الموعظة الحسنة ، ص 48 ، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ، صنعا ، اليمن ، ط2/1424هـ - 2003م ، تعليق : السيد إبراهيم بن محمد المؤيدي .

( ) هو من أحد كتاب الباطنية المعاصر ، وله مؤلفات وتحقيقات في الدراسات الباطنية والفلسفية ، ويقول عن انتمائه لعقيدة الباطنية : " ولا أخفى على القارئ الكريم مدى إيماني وتأثري بالعقائد الباطنية وأصولها وأحكامها " . الحركات البـاطنية في الإسلام ، ص 268 ، دار الأندلس ، بيروت – لبنان ، ط2/1982م .

( ) مقدمة كتـاب " كنز الولد " ، د. مصطفى غالب ، ص 5 ، دار الأندلس ، بيروت – لبنان ، بدون تاريخ .

( ) تولى الحاكم بأمر الله الخلافة وله من العمر إحدى عشر عاما ، وكان مولده سنة 375هـ بالقصر الفاطمي الكبير في القاهرة المعزية ، وتولى الخلافة بعد وفاة والده العزيز بالله سنة 386هـ ، وقتل في سنة 411هـ ، ومدة حكمه 25 عاما ، وعمره 36 عاما . انظر : الداعي إدريس عماد الدين ، ص 248 وما بعـدها ، دار الأندلس ، بيروت – لبنان ، ط2/1404هـ - 1984م ، تحقيق : د. مصطفى غالب . كتاب الأزهار ومجمع الأنوار ، الداعي حسن بن نوح ، ص 239 ، ضمن منتخبات إسماعيلية ، تحقيق : د. عادل العوا . اتعّعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلقا ، المقريزي ، 2/3 وما بعدها ، تحقيق : د. محمد حلمي محمد أحمد .

( ) الإنسان في فكر إخوان الصفا ، د. عبد اللطيف العبد ، ص 21 ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1976م .

( ) انظر : طائفة الإسماعيلية ، د. محمـد كامل حسين ، ص 148 – 149 ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، ط1/1959م .

( ) قواعد عقائد آل محمد ، الإمام محمد بن الحسن الديلمي ، ص 34 .

( ) كتاب الملل والنحل ، الإمام أحمد بن يحيى المرتضى ، 1/36 ، ضمن مقدمة البحر الزخار .

( ) الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام ، الإمام يحيى بن حمزة ، ص 37 ، منشأة المعارف ، الإسكندرية – مصر ، ط1/1971م ، تحقيق : د. فيصل بدير عون .

( ) فضائح الباطنية ، ص 11 ، مؤسسة دار الكتب الثقافية ، الكويت ، 1964م ، تحقيق : د. عبد الرحمن بدوي .

( ) انظر : قواعد عقائد آل محمد ، ص 14 ، 34 . شرح الأساس الكبير ، الإمام أحمد الشرفي ، 1/352 – 355 . مقدمة كتاب كشف أسرار الباطنية ، محمد بن الحسين الأكوع ، ص 22 .

( ) انظر : الفرق بين الفرق ، ص ، 251 – 252 .

( ) انظر : الملل والنحل ، 1/191 – 192 .

( ) مقدمة كتاب كشف أسرار الباطنية ، محمد بن الحسين الأكوع ، ص 22 .

( ) انظر : الملل والنحل ، 1/192 .

( ) مقدمة مشكاة الأنوار ، د. محمد السيد الجليند ، ص 7 .

( ) السلفية بين العقيدة الإسلامية و الفلسفة الغربية ، ص 170 ، دار الدعوة ، الإسكندرية – مصر ، 1983م .

( ) لمزيد من التفصيل عن هذه الطوائف راجع : مذاهب الإسلاميين ، د. عبد الرحمن بدوي . الحركات الباطنية في الإسلام ، د. مصطفى غالب . العقائد الباطنية وحكم الإسلام فيها ، د. صابر طعيمة ، المكتبة الثفاقية ، بيروت ، ط2/1991م .

( ) راجع هذه الألقاب في المؤلفات التالية : تلبيس إبليس ، ابن الجوزي ص 124 . مناهل العرفان ، محمد عبد العظيم الزرقاني 2/54 ، دار الفكر ، بيروت ، ط1/1996م .

( ) هو الداعي المطلق علي بن الوليد الأنف العبشي القرشي ، تقلد الرئاسة الدعوة في اليمن وتوابعها ، بعد وفاة الداعي علي بن حاتم الحامدي (تـ605هـ) ، ويعد الداعي علي بن الوليـد من الدعاة الإسماعلية المعتدلة – كما يتضح في ثنايا هذا البحث – ، فلذلك نجد أنه يكفر معظم الفرق التي تنتسب إلى الإسماعيلية كالدرزية ، والجليلية ، والعادية ، والحاكمية ، والقرامطة ، والمباركية ، ويرى أنهم في الحقيقة من الغلاة . ومن أهم مؤلفاته : " تاج العقائد" و "دامغ الباطل وحتف المناضل" و "جلاء العقول وزبدة المحصول" . انظر : مقدمة دامغ الباطل وحتف المناضل ، د. مصطفى غالب ، 1/19 .

( ) قصد به الإمام الغزالي - رحمه الله - .

( ) دامغ الباطل وحتف المناضل ، 1/63 ، تحقيق : د. مصطفى غالب ، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر ، بيروت – لبنان ، 1982م .

( ) و يذكر إيفانوف أن هذه العقائد تطورت إلى ثلاث مراحل :

- الأولى : المرحلة المبكرة ، تبدأ منذ تأسيس الدعوة حتى قيام الفاطميين بالمغرب سنة 297هـ .

- والثانية : المرحلة الفاطمية ، وتبدأ منذ سنة 297هـ حتى بداية القرن السادس .

- والثالثة : فترة ألموت ( عاصمة دولة الإسماعيلية في إيران ) ، وتبدأ منذ بداية القرن السادس حتى نهاية القرن التاسع . ويلاحظ الدكتور محمد السعيد جمال الدين أن المرحلة الأولى تعتبر مرحلة غلو وتطرف في هذه العقائد ، بقدر ما تعتبره المرحلة الثانية مرحلة اعتدال وتوسط ، إلا أن المرحلة الأخيرة في ألموت تمثل في غالب الأحيان ارتدادا إلى الغلو والتطرف في العقائد الإسماعيلية ، فرغم أن عقائد الأولين منهم قد حظيت على يد الفاطميين بشيء من التغيير والتبديل بغية وضعها موضع الاعتدال ، إلا أن هذه العقائد المتطرفة تعيش إلى ما بعد انتهاء العصر الفاطمي ، وتؤثر تأثيرا كبيرا في إسماعيلية إيران . انظر :

= Brief Survey of the Evaluation of Ismailism, by Ivanov. p. 29 Landon, 1952.

= عن دولة الإسماعيلية في إيران ، ص 33 ، 119 .

( ) انظر : تاريخ الإسماعيلية ، د. عارف تامر ، 1/149 ، رياض الريس للكتب والنشر ، طبع بإنجلترا ، ط1/1991م . و الحاكم بأمر الله له ، ص 11 ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت – لبنان ، ط1/1982م .

واشتهر الإسماعيليون أو الباطنيون في تواريخ الصليبيين باسم " الحشاشين " ، وكان هذا الإسم يلفظ ويكتب بأشكال متباينة ، إما بسبب غلط النساخ كما يقول فالكونيت أو بسبب جهل المؤلفين أ نفسهم ، ومن بين تلك التحـويرات ، تلك التي أصبحت أكثرها وثوقا ، وهي :

Assassini Assessini , Assissini , Heissessini ، وكان للمصطلح الأخير . انظر : " دراسة في سلالة الحشاشين والأصل اللغوي لأسمهم " ، سيلفستر دوساسي ، ص 223 ، ضمن خرافات الحشاشين وأساطير الإسماعيليين ، د. فرهاد دفتري ، ترجمة : سيف الدين القصير ، دار المدى للثقافة و النشر ، سوريا – دمشق ، 1996م . ونشرت هذه الدراسة في الأصل تحت عنوان :

Memoire sur la dynastie des assassins, et sur l’e’tymologie de leur , in Memoires des l’Institut Royal de Framce, 4 (1818), pp. 1-88

( ) وللكتاب اسم آخر ذكره الإمام القاسم بن محمد وهو " قواعد عقائد أهل البيت عليهم السلام " . انظر : الجواب المختار ، ص 80 ، ضمن مجموع كتب ورسائل الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد .

( ) خذي الدف يا هذه والعبى وغني هذا ريك ثم اطربي

تولى نبي بني هاشم وهذا نبي بني يعرب

لكل نبي مضى شرعه وهذي شرائع هذا النبي

ولا تمنعي نفسك المغرسين من أقربي ومن أجنبي

فكيف تحلي لهذا الغريب وصرت محرمة للأب

أليس الغراس لمن ربه وسقاه في الزمن المجدب

انظر البيت بكاملها في : كشف أسرار الباطنية ، ص : 101 ، تحقيق : محمد بن الحسين الأكوع . و ص : 55 من تحقيق : د. محمد عثمان الْخُشت .

( ) انظر: مقدمة كتاب مشكاة الأنوار ، ص 12 .

( ) السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية ، د. مصطفى حلمي ، 157 . وانظر : الاعتداءات الباطنية على المقدسات الإسلامية ، د.كامل سلامة الدقس ، 132-164 ، هجر للطباعة والنشر والتوزيع ، جيزة – مصر ، ط1/1989م .

( ) انظر : الفرق بين الفرق ، 266 ، 280 . الفصل في الملل والنحل ، ابن حـزم ، ص4/171 . الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ، الإمام ابن تيمية ، 1/94 ، دار العاصمة ، الرياض ، ط1/1414هـ ، تحقيق : د. علي حسن ناصر ورفاقه . تلبيس إبليس ، ابن الجوزي ، 128 وما بعدها .

( ) قواعد عقائد آل محمد ، ص 31 .

( ) كتاب الملل والنحل ، 1/36 ، ضمن مقدمة البحر الزخار . شرح الأساس الكبير ، الإمام أحمد الشرفي ، 1/143 .

( ) انظر : دراسة في سلالة الحشاشين والأصل اللغوي لاسمهم ، ص 205 - 206 ، ضمن خرافات الحشاشين ، د. فرهاد دفتري .

( ) إن التأويل أحد منهج الباطنية في دراسة العقيدة ، وسنتحدث عن موقف الزيدية منه في الباب الأول إن شاء الله تعالى .

( ) مناهل العرفان ، الزرقاني ، 2/54-55 .

( ) مقدمة مشكاة الأنوار ، د. محمد السيد الجليند ، ص 12 .

( ) قواعد عقائد آل محمد ، ص 38 .

( ) الزرق محركة والزُّرقة بالضم لون ، والزرق العمى و يومئذ زرقا أي عميا . القاموس المحيط ، الفيروز آبادي ، ص 1149 ، بدون ذكر المطبعة وسنة الطباعة .

( ) سورة الأعراف : 196 .



( ) سورة الأعراف : 157 .

( ) سورة المائدة : 5 .

( ) قواعد عقائد آل محمد ، ص 38-43 بتصرف واختصـار . وانظر : فضائح الباطنية ، ص 21 وما بعدها .

( ) دراسات في الفكر العربي الإسلامي ، د. عرفان عبد الحميد فتاح ، ص 374 ، درا الجيل ، بيروت ، ط1/1991م .

( ) انظر : تاريخ الدعـوة الإسماعيليـة ، د. مصطفى غالب ، ص 4 ، دار الأندلس ، بيروت – لبنان ، ط2/بدون تاريخ . ولمزيد من التفصيل راجع : الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ، حسين الهمداني ، مكتبة مصر ، ط1/1955م . ودولة الإسماعيلية في إيران ، د. محمد السعيد جمال الدين . الإسماعيليون في بلاد الشام على عصر الحروب الصليبية ، د. عثمان عبد الحميد العشري المكتبة التاريخية ، 1983م . تاريخ الإسماعيلية ، د. عارف تامر . الحياة السياسية والفكرية للزيدية في المشرق الإسلامي ، د. أحمد شوقي إبراهيم العمرجي ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، ط1/2000م .

0 komentar:

Post a Comment